مقتل جنود أميركيين على يد عنصر أمن سوري يفتح أسئلة حول سيطرة الشرع وبنية قواته

قُتل جنود أمريكيون وسوريون في هجوم مسلح وسط سوريا نفّذه عنصر من قوات الأمن السورية، السبت الماضي، في حادثة أعادت طرح تساؤلات حول تماسك الأجهزة الأمنية الجديدة وقدرة الرئيس أحمد الشرع على ضبطها.
ويشكّل الهجوم أحد أخطر الاختبارات الأمنية للحكومة السورية الجديدة منذ سقوط نظام بشار الأسد، كما يضع التعاون الأمني المتنامي مع الولايات المتحدة تحت مجهر سياسي وأمني دقيق.
تفاصيل الهجوم
قال مصدر خاص لـ”الحل نت” إن المعطيات المؤكدة تشير إلى أن المنفّذ أطلق النار على القوات الأميركية والسورية أثناء وجودهم في استراحة غداء داخل موقع أمني قرب مدينة تدمر، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص من الطرفين وإصابة خمسة آخرين.
وبحسب المصدر، فإن المنفّذ عنصر في قوات الأمن السورية ينحدر من ريف حلب، وكان شقيقه قد قُتل سابقا على يد القوات الأميركية بعد انتمائه لتنظيم “داعش”.
الحادثة وقعت عند مدخل منشأة محصنة تابعة لقيادة الأمن الداخلي، في أثناء اجتماع يهدف إلى توسيع التنسيق الأمني بين القوات الأميركية ووزارة الداخلية السورية في وسط البلاد، وفق مسؤولين أمريكيين.
عنصر أمن ليس مقاتل من “داعش”
ووفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” االأميركية، أكد مسؤولون سوريون وأمريكيون أن منفّذ الهجوم كان عنصرا في قوات الأمن السورية، وليس مقاتلا تابعا لتنظيم “داعش” كما أُعلن في روايات أولية.
جندي من قوات التحالف الدولي يصافح عنصرا من الجيش السوري الجديد – المصدر سنتكوم
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا إن المهاجم كان موضع اشتباه بتبنّيه أفكارا متطرفة في تقييم أمني صدر في 10 كانون الأول/ديسمبر، وكان من المقرر فصله من الخدمة يوم الأحد، أي بعد يوم واحد من تنفيذ الهجوم.
وأضاف البابا أن المهاجم لم يكن يشغل موقعا قياديا، ولم يكن ضمن مرافقة قائد أمني سوري خلال الاجتماع مع الجانب الأمريكي، مشيرا إلى أن التحقيقات جارية لمعرفة ما إذا كان مرتبطا مباشرة بتنظيم “داعش” أم أنه تبنّى أيديولوجيته فقط.
وأعلنت وزارة الداخلية لاحقا اعتقال خمسة مشتبه بهم في عملية أمنية نُفذت في تدمر ردا على الهجوم.
تداعيات سياسية وأمنية
الهجوم يسلّط الضوء على التحديات التي تواجه الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يحاول توطيد سيطرته على أجهزة أمنية وعسكرية تشكّلت على عجل من فصائل متمردة سابقة، بينها عناصر من جماعته السابقة هيئة تحرير الشام، وفصائل أخرى متفاوتة التوجهات، إضافة إلى مقاتلين سابقين يحمل بعضهم خلفيات متشددة.
كما يضع الحادث إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام اختبار حساس، بعدما راهنت واشنطن على الشرع كشريك في مكافحة تنظيم “داعش”.
وكان ترامب قد التقى الشرع في البيت الأبيض في تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أن ينضم الأخير رسميا إلى التحالف الدولي ضد التنظيم.
وقال توماس باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، إن الهجوم لا ينسف الاستراتيجية الأمريكية القائمة على “تمكين شركاء سوريين قادرين بدعم أمريكي محدود”، معتبرا أن ما جرى “يعزّز الحاجة إلى هذه المقاربة” بدل تقويضها.
ويأتي الهجوم في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة والحكومة السورية الجديدة عملياتهما ضد بقايا تنظيم “داعش”، وسط تحذيرات من أن أي إخفاق في ضبط الأجهزة الأمنية أو التدقيق في عناصرها قد يعقّد التعاون الأمني بين الطرفين، ويؤجل مساعي واشنطن لاعتبار دمشق شريكا موثوقا في مرحلة ما بعد الأسد، بينما تبقى قدرة الشرع على إحكام السيطرة على قواته أحد الأسئلة المفتوحة في المشهد السوري الجديد.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


