الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والسرطان هل هناك علاقة؟
الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والسرطان
في حياتنا العصرية يتواجد البلاستيك في كل مكان وذلك لأنه مرن ومتين وخفيف الوزن، وعند استخدامه في حاويات الطعام فإنه يحافظ عليه طازجًا لفترة أطول، ولكن البلاستيك له جانب سلبي لأنه مصدر رئيسي للتلوث البيئي، كما يبحث العلماء باستمرار حول آثاراه الطويلة المدى على البشر، وأهم ما يبحثون عنه هو العلاقة بين الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والسرطان خاصة بسبب تعرّضنا الدائم للبلاستيك ابتداء من الملابس الصناعية التي نرتديها إلى ماصات الشرب التي نستخدمها وغيرها من طرق التعرّض.
ما هي الجسيمات البلاستيكية الدقيقة ؟
الجسيمات البلاستيكية الدقيقة هي قطع بلاستيكية صغيرة يقل حجمها عن 5 ملليمترات أي أنها أصغر من حبة الأرز وكثير منها لا يرى بالعين المجردة، وبعض أنواع البلاستيك مصممة لتكون بهذا الحجم الصغير والدقيق مثل الحبيبات البلاستيكية الدقيقة في غسول الوجه، كما تتشكل هذه الجسيمات الدقيقة عندما تتحلل قطع بلاستيكية كبيرة مثل النفايات في مكبات النفايات.
ويمكن لهذه الجسميات البلاستيكية الدقيقة أن تلوث التربة والماء والهواء فتصبح جزءّا من البيئة، ويمكن للجسيمات الدقيقة أن تدخل أجسامنا عبر العديد من الطرق المختلفة حيث يمكننا ابتلاعها من خلال الطعام والشراب واستنشاقها من الهواء وحتى يمكن امتصاصها من خلال بشرتنا عن طريق مستحضرات التجميل.
يتخلص جسم الإنسان من العديد من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة عبر الجهاز الهضمي والبولي والتنفسي، ومع ذلك تشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن بعض جسيمات البلاستيك الدقيقة قد تتراكم في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك القلب والرئتين والدماغ والأعضاء التناسلية والجهاز الهضمي.
الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والسرطان فما العلاقة؟
في الوقت الحالي لا توجد أدلة كافية لوجود علاقة بين الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والسرطان ولم تحدِّد أي جهة رسمية أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تشكل مخاطر صحية على البشر، ورغم ذلك وجَدت بعض الأبحاث أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تلحق الضرر بالحمض النووي وتؤذي بطانة الأعضاء وتسبب الالتهابات وتؤثر على صحة الأمعاء، كما قد تدخل هذه الجسيمات والبكتيريا والمواد الكيميائية والسموم الأخرى إلى أعماق الجسم.
ومن المعروف أن هذه الأمور جميعها يمكن أن تكون من العوامل المعززة للسرطان، كما أظهَرت إحدى الدراسات أن الأورام السرطانية تحتوي على مستوى أعلى من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة مقارنة بالأنسجة السليمة المحيطة بها.
كما أشارت الأبحاث المبكرة إلى وجود روابط محتملة بين الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والعقم والخرف والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وفي النهاية نحتاج إلى المزيد من الأبحاث والبيانات لمعرفة كيفية تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان بما في ذلك دورها في الإصابة بالسرطان.
تقليل التعرّض للجسيمات الدقيقة
يكاد يستحيل تجنب جسيمات البلاستيك الدقيقة تمامًا لكن يمكن تقليل التعرّض لها من خلال إجراء بعض التغييرات البسيطة في المنزل ونمط الحياة، ويوصي الخبراء بتقليل استخدام البلاستيك لتقليل التعرض له بسبب ما يعتقد عن وجود علاقة بين الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والسرطان ، ويمكن اتباع الخطوات التالية:
قلل من استخدام المواد البلاستيكية: اختر عبوات الطعام المصنوعة من الزجاج أو الفولاذ المقاوِم للصدأ، أو العبوات القابلة للتحلل الحيوي مثل حاويات التخزين والمصاصات القابلة لإعادة الاستخدام، وغط الطعام بورق القصدير بدلاً من الغلاف البلاستيكي، وقلل من استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام مثل أدوات المائدة التي تُستخدم لمرة واحدة.
تجنب تسخين البلاستيك: لا تَستخدم الحاويات البلاستيكية لتخزين الأطعمة أو المشروبات الساخنة، وينطبق الأمر نفسه على إعادة تسخين الطعام البارد حين تطلق درجات الحرارة المرتفعة المزيد من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الطعام.
استخدم فلتر مياه: يمكن للترشيح إزالة معظم الجسيمات من مياه الشرب.
قلل من تناول الأطعمة الفائقة المعالَجة: كلما زادت معالجة الطعام زاد احتمال احتوائه على الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.
ارتد أقمشة طبيعية: اختر ملابس مصنوعة من القطن أو الكتان أو الصوف.
عدّل قائمة مشترياتك: ابحث عن منتجات العناية الشخصية والتنظيف المنزلي الخالية من العطور والمقشِّرات التي غالباً ما تحتوي على جزيئات بلاستيكية دقيقة.
المصدر:
cancer.org
آخر تعديل بتاريخ
10 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





