انتقادات إسرائيلية تطال مبعوث واشنطن إلى سوريا.. ونتنياهو يتهمه بالانحياز لتركيا

اتهمت تل أبيب، اليوم الثلاثاء، المبعوث الأميركي إلى سوريا توم برّاك بالانحياز لتركيا ومعاداة إسرائيل، وسط خلافات متصاعدة بشأن تصريحاته الأخيرة، وتزامنا مع تعثّر الاتصالات الأمنية بين إسرائيل والحكومة السورية الانتقالية.
تأتي هذه الانتقادات الإسرائيلية في لحظة سياسية حساسة، حيث تحاول واشنطن دفع مسار تفاوضي جديد بين إسرائيل وسوريا، بينما ترى تل أبيب أن بعض الشخصيات الأميركية المشاركة في الملف لا تعمل وفق ما تصفه بـ”مصالح الاستقرار الإقليمي”.
اتهامات مباشرة لبرّاك
كشفت مصادر رسمية في إسرائيل أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ينظر إلى المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم برّاك، على أنه “عامل معادٍ لإسرائيل” ومتأثر بشدة بالمصالح التركية.
توماس براك خلال لقاء الرئيس الانتقالي أحمد الشرع بدمشق – إنترنت
ونقل موقع “والا” العبري، عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن برّاك“يتصرف كسفير تركي أكثر من كونه مبعوثا أميركيا”، معتبرا أن مواقفه تُلقي بظلال سلبية على الترتيبات الإقليمية في الشرق الأوسط.
وتأتي هذه اللهجة الصارمة بعدما أدلى برّاك بتصريحات مثيرة للجدل الأسبوع الماضي، قال فيها إن إسرائيل “تدّعي الديمقراطية، لكن في المنطقة لا تنجح سوى الملكيات المستنيرة”.
وهي تصريحات أثارت غضبا واسعا داخل الدوائر السياسية في تل أبيب، التي ترى فيها إضعافا لروايتها أمام الإدارة الأميركية الجديدة.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، فإن برّاك “منحاز بشكل مفرط” لوجهة النظر التركية في الملف السوري، ويتعامل مع قضية إعادة بناء الدولة السورية من منظور يناقض ما تعتبره إسرائيل “خطوطا حمراء” تتعلق بأمنها.
تعثّر التفاهمات مع سوريا
في السياق ذاته، جاءت هذه الانتقادات بعد تسريب معلومات حول تعثّر المفاوضات الأمنية بين إسرائيل والحكومة السورية الانتقالية، والتي كانت واشنطن تضطلع بدور الوسيط فيها.
وكشفت تقارير صحفية أن نتنياهو رفض في أيلول/سبتمبر الماضي توقيع اتفاقية أمنية أولية مع دمشق خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رغم وصول الطرفين – بحسب تلك التقارير – إلى مرحلة متقدمة من النقاشات.
غير أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي سارع إلى نفي تلك الرواية، مؤكدا في بيان نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن اللقاءات “لم تصل إلى أي اتفاقات أو تفاهمات”، وأن ما جرى لا يتعدّى “اتصالات برعاية واشنطن لم تنضج بعد إلى صيغة رسمية”.
وبينما تحاول واشنطن الدفع باتجاه معادلة جديدة تحفظ استقرار الحدود الإسرائيلية ـ السورية، تبدو تصريحات برّاك – في نظر مسؤولين إسرائيليين – عاملا معرقلا للمسار، خصوصاً حين يتحدث عن فشل النماذج الديمقراطية ونجاح “الملكية المستنيرة”، وهي رؤية ترى إسرائيل أنها تمنح الشرعية لخيارات سياسية لا تخدم مصالحها.
توم برّاك، الذي يشغل أيضا منصب سفير الولايات المتحدة في تركيا، طرح خلال مؤتمر في قطر رؤية نقدية لطبيعة الأنظمة في الشرق الأوسط، معتبراً أن “الغرب يتعجل فرض الديمقراطية في مدة قصيرة”، وأن التجارب في العراق وليبيا وسوريا أثبتت، وفق قوله، أن فرض النماذج الغربية يؤدي إلى “شلل سياسي”.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً




