غدت جامعة صنعاء، أقدم وأكبر مؤسسة أكاديمية في اليمن، خاضعة للوصاية الأيديولوجية والأمنية لجماعة “الحوثي”، بعد أن تحول الحرم الجامعي إلى أداة للتعبئة السياسية وإقصاء العلم المستقل.
واستغلت جماعة “الحوثي” نفوذها في المناصب الأكاديمية والإدارية، ضمن مسار يعكس تدميراً ممنهجاً لاستقلال الجامعة ووظيفتها التعليمية.
مشرف “حوثي” بلا مؤهل يتحكم بالجامعة
أبرز الأمثلة على هذا الانهيار، هو عبد السلام المتميز، المعين مستشاراً للشؤون الثقافية منذ 2022، رغم أن مؤهله العلمي لا يتجاوز الثانوية العامة.
غدت جامعة صنعاء، أقدم وأكبر مؤسسة أكاديمية في اليمن، خاضعة للوصاية الأيديولوجية والأمنية لجماعة “الحوثي”، بعد أن تحول الحرم الجامعي إلى أداة للتعبئة السياسية وإقصاء العلم المستقل.
مصادر أكاديمية وإدارية كشفت لشبكة “النقار“، أن المتميز تجاوز دوره الاستشاري، ليصبح رئيساً فعلياً للجنة تقنين الأنشطة والفعاليات داخل الجامعة، ويتدخل في التعيينات والترقيات، بل وحتى في القرارات الأكاديمية المتعلقة بالمناهج والرسائل العلمية.
وألغى المتميز فعاليات أكاديمية، وخصص أنشطة الجامعة، لمتابعة ما يسميه “نصرة القضية الفلسطينية”، وفرض موافقته المسبقة لإقامة أي ندوة أو محاضرة، بما يخالف الأعراف الجامعية المتعارف عليها.
فعاليات تحت القبضة “الحوثية”
شهادات أساتذة وطلاب، أكدت أن أي نشاط علمي أو طلابي بات يتطلب إذناً مباشراً من عبد السلام المتميز أو أحد معاونيه.
تشهد مدينة صنعاء، شمال غربي اليمن، منذ أمس الجمعة، حالة استنفار أمني غير اعتيادية، تتركز بشكل خاص في منطقة “الجراف الغربي” شمال المدينة.
ويسيطر المتميز على لجنة “أكاديميون نحو القدس”، التي تشرف على الأنشطة الأسبوعية، فيما تٌلغى الفعاليات المستقلة أو تٌحظر، بما يحد من النقاشات الفكرية المستقلة، ويطوق المناقشات الأكاديمية.
وامتد النفوذ “الحوثي” إلى البحث العلمي، إذ تٌراجع الملازم الدراسية، ومواد أقسام الفلسفة وعلم النفس قبل اعتمادها.
كما تٌراجع عناوين رسائل الماجستير والدكتوراه، وتٌفرض تعديلات قبل مناقشة خطط الدراسة، لضمان توجيهها وفق الأجندة الأيديولوجية لجماعة “الحوثي”.
شبكة مخبرين بامتيازات مشبوهة
المتميز يدير شبكة تضم أكثر من 20 موظفاً في مختلف الكليات، يقدمون تقارير دورية عن النشاط الطلابي والأكاديمي.
ويحصل الطلاب المشاركون في فعاليات جماعة “الحوثي” على امتيازات مهمة، مثل درجات إضافية في الاختبارات، وهو ما يقوض العدالة الأكاديمية، ويعزز ثقافة الولاء على حساب الكفاءة.
كما يشرف المتميز على التعيينات الوظيفية، حيث تم توظيف عدد من الأشخاص الحاصلين على مؤهل ثانوية عامة فقط، ضمن كليات الجامعة.
أثر مدمر على التعليم
التحولات التي فرضتها جماعة “الحوثي” في جامعة صنعاء، تظهر كيف يمكن للسيطرة السياسية والأيديولوجية أن تفرغ مؤسسة تعليمية من مضمونها العلمي، وتحولها من منبر للبحث النقدي إلى أداة للضبط والتعبئة، على حساب أجيال من الطلاب اليمنيين.
أعلنت جماعة “الحوثي” عن تعيين القيادي في الجماعة، سليم محمد نعمان المغلس، أميناً لسر ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى”.
ويعكس هذا الواقع المتداعي، هشاشة المؤسسات التعليمية في ظل سيطرة جماعة “الحوثي”، ويطرح تحديات كبيرة أمام أي جهود لإعادة استقلال الجامعة، واستعادة دورها التعليمي في خدمة المجتمع والوطن.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





