Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

20 عاماً سجناً بسبب هزّ رضيعته.. قضية أب سوري تثير الجدل في النمسا

الأربعاء، 10 سبتمبر 2025
20 عاماً سجناً بسبب هزّ رضيعته.. قضية أب سوري تثير الجدل في النمسا

أصدرت محكمة نمساوية حكماً بالسجن 20 عاماً على أب سوري بتهمة محاولة قتل طفلته الرضيعة، كما قضت بسجن زوجته خمس سنوات بسبب مساهمتها في التسبب بإصابة بدنية أدت إلى أضرار جسيمة دائمة.

وذكرت وكالة الأنباء النمساوية أن الوالدين البيولوجيين، وكلاهما سوريان، مثلا أمام المحكمة الإقليمية في فيينا يوم الثلاثاء، بتهمة محاولة قتل ابنتهما الصغرى عبر هزها بعنف في كانون الأول الماضي حتى كادت أن تموت.

واعتُبرت "الطريقة المؤلمة لارتكاب الجريمة" ظرفاً مشدداً ضد الأب البالغ من العمر 26 عاماً، في حين اعتُبر "الدور الثانوي" للأم البالغة من العمر 23 عاماً ظرفاً مخففاً. كما مُنح الممثل القانوني للطفلة المتضررة 150 ألف يورو بصفته ممثلاً خاصاً.

وأعلن محامي الدفاع أندرياس رايخنباغ تقديم طعن بالنقض واستئناف عن كلا الوالدين. وقد أنكر الاثنان بشدة أثناء المحاكمة ارتكاب أي فعل من الأفعال المنسوبة إليهما. ولم تُدلِ ممثلة الادعاء بأي تصريح حول الأحكام في الوقت الحالي.

التسبب بإصابة الطفلة بـ "متلازمة هز الرضيع"

وبحسب لائحة الاتهام، فإن "الأب حاول قتل ابنته الرضيعة (على الأقل بنية محتملة)، وذلك من خلال هزّها "في أوقات غير محددة بدقة في كانون الأول 2024، على الأقل في هجومين متكررين، مما تسبب لها في إصابة بمتلازمة هزّ الطفل مع نزيف حاد وضع حياتها في خطر داهم".

أما الأم الأصغر منه بثلاث سنوات فقد اتُهمت بـ "عدم منع زوجها من ارتكاب الجريمة رغم وجودها في الشقة أثناء الاعتداءات، فلم تحمِ الطفلة ولم تُخطر جهات أخرى مثل الأطباء أو دائرة رعاية الأطفال والشباب".

وأوضحت الطبيبة الشرعية كاتارينا شتولتس أثناء المحاكمة أن الإسعاف نقل الطفلة إلى المستشفى في 20 كانون الأول 2024،وهي في حالة مهددة للحياة، حيث أُجريت لها عملية فتح جمجمة لخفض الضغط".

وأضافت أنه "في البداية بدا وكأنها لن تنجو، لكن في 1 كانون الثاني أُزيل جهاز التنفس الاصطناعي، وبعد عشرين يوماً نُقلت إلى قسم عادي، ومع ذلك، لم تتمكن من الرضاعة بنفسها، وحتى اليوم ما زالت غير قادرة، كما تعاني من إعاقات شديدة، ومن المتوقع أن تكون فترة حياتها محدودة".

محامي الدفاع: "إنه أب محب"

أصر الوالدان على براءتهما، مؤكدَين أنهما لم يفعلا شيئاً لابنتهما المولودة في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2024. وقال المحامي رايخنباغ إن "الإصابات لا جدال فيها، لكن السؤال هو كيف حدثت"، مشيراً إلى أن الأب "كان يعتني بابنته بحب ولم يهزّها أبداً".

كما شدد على أنه "لا يوجد شاهد واحد في محيط العائلة رأى أي عنف من الأبوين، فالوالد هو أب محب، وحتى عن الأم لم يُذكر إلا كل ما هو إيجابي". وأكد أن "الزوجة لم تشهد أي عنف من زوجها تجاه الأطفال، ولو رأت شيئاً لكان اندلع شجار كبير مع زوجها، لكنها لم ترَ شيئاً على الإطلاق".

وقالت الأم إن "ابنتها الرضيعة نُقلت إلى المستشفى لأن أختها وقعت فوقها، فبكت الطفلة قليلاً ثم أصبح وجهها أصفر، لكنها بدت طبيعية قبل ذلك، لذلك اعتقدت أن حالتها جيدة". بدوره، أنكر الأب أن يكون قد أساء إلى طفلته. مضيفاً إن "ابنتي هي قلبي".

وأشارت الوكالة إلى أن "الأبوين اللذين استُمع إليهما بداية كشاهدين لا كمشتبه بهما، زعما أن الرضيعة كانت مستلقية على مرتبة قرب المدفأة لتبقى دافئة، بينما تعثرت أختها البالغة من العمر خمس سنوات وهي تحمل هاتفاً محمولاً فوقها، فاصطدم الهاتف برأسها".

الطب الشرعي يؤكد تعرض الطفلة لهزّ عنيف

لكن ممثلة الادعاء رفضت هذه الرواية، مستندة إلى تقرير الطب الشرعي الذي استبعد تماماً أن تكون الإصابات ناجمة عن هذا الحادث. وأكدت أن الأطباء اشتبهوا منذ البداية بوجود متلازمة هزّ شديدة.

وأفادت الطبيبة الشرعية شتولتس أمام المحكمة أن "أشقاء الرضيعة لم يكونوا قادرين جسدياً على التسبب بهذه الإصابات". ورجحت أن "الطفلة تعرضت لهزّ عنيف مرة قبيل دخولها المستشفى، وأخرى قبل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع".

واستندت في ذلك إلى آلية الإصابة داخل الجمجمة، إضافة إلى كسر قديم في الضلع الثالث الأيسر قرب العمود الفقري. وأوضحت أن "هزّاً عنيفاً لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ يكفي للتسبب بمتلازمة الهزّ"، وقد عرضت ذلك على هيئة المحلفين باستخدام دمية خاصة.

Loading ads...

يقبع الوالدان في الحبس الاحتياطي منذ منتصف يناير/كانون الثاني. أما أطفالهم الثلاثة الآخرون فقد أُخذوا منهم قبل ذلك بسبب "الخطر الوشيك". وتولت دائرة رعاية الأطفال والشباب في فيينا الوصاية المؤقتة، ثم وفّرت لهم عائلات رعاية بديلة.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه