جاء أداء مشروعات الهيدروجين في 2025 مخيبًا لآمال عدد من كبريات شركات الطاقة العالمية، التي عوّلت على التقنيات الحديثة في إحراز تقدم بالصناعة يعوّض عن انتكاسات العام الماضي. وعلى النقيض من هذه الطموحات، واصل المطورون الاصطدام بالتحديات، واتسعت دائرة الأضرار لتمتد إلى إلغاء عشرات المشروعات الجديدة أو تعليقها، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة. واللافت إلى النظر في أداء القطاع خلال العام الجاري، انسحاب شركات نفط وغاز كبرى من عملية التطوير، مع نمو الشكوك في جدوى ضخ الاستثمارات بمشروعات الهيدروجين. وتُشير تقديرات حديثة إلى أن إنتاج المشروعات الملغاة والمعلّقة قد يعادل ما يزيد على 4 أضعاف الطاقة الإنتاجية المركبة للهيدروجين النظيف. شهدت مشروعات الهيدروجين في 2025 تطورت غير متفائلة؛ ما أعاد تسليط الضوء على التحديات التي يواجهها إنتاج الوقود منخفض الكربون. وتُشير التقديرات إلى أن 60 مشروعًا تعرّضت للإلغاء أو للتعليق خلال العام، بطاقة إنتاجية تصل إلى 4.9 مليون طن سنويًا، وفق ما أورده تقرير لصحيفة فايننشال تايمز. خزانات هيدروجين أخضر في أحد المشروعات بالصين - الصورة من ساوث تشاينا مورنينغ بوست وارتفع عدد المشروعات الملغاة والمعلقة خلال السنوات الـ5 الماضية (من عام 2020 حتى الآن) إلى 300 مشروع، طبقًا لتقديرات صادرة عن وود ماكنزي. وباتت السمة العامة المهيمنة على الصناعة أن عدد مشروعات الهيدروجين النظيف المتضررة فاق المشروعات العاملة والمُنتجة. وتجاوز عدد مشروعات الهيدروجين العالمية المعلنة حتى نهاية العام الماضي 2600 مشروع، وترجح وكالة الطاقة الدولية أن "رُبع" المشروعات المستهدفة بحلول 2030 -فقط- سينجو ويبدأ التشغيل وفق الإطار الزمني المخطط له. وتتطلّب أهداف الحياد الكربوني زيادة إنتاج الهيدروجين النظيف بنحو 10 أمثال، حتى 2035. انسحاب شركات النفط والغاز لم تقتصر تطورات الصناعة على إلغاء عدد كبير من مشروعات الهيدروجين أو تعليقها في 2025، لكنها شهدت -أيضًا- انسحاب شركات النفط والغاز الكبرى. فخلال الأشهر الأخيرة، أعلنت شركة تلو الأخرى تجميد خطط بناء محطات تنتج الوقود منخفض الكربون، نذكر منها: انسحاب شركة النفط البريطانية "بي بي" خلال الأسابيع الماضية من مشروعَيْن (في سلطنة عمان، وشمال شرق إنجلترا)، بعد أشهر من إعلان انسحابها من مشروع كبير في أستراليا. وقف بناء إحدى أكبر محطات الهيدروجين في العالم، بعد تجميد شركة إكسون موبيل مشروعها في تكساس، خلال الشهر الماضي. شهدت الشهور الـ18 الماضية إلغاء مشروعات لكل من (شل العالمية، وإكوينور، وفاتنفول، وأسيلورميتال)، وتسبّب تأخر مشروعات البنية التحتية (مثل خط لنقل الهيدروجين يربط الأسواق الأوروبية) في انسحاب شركة فاتنفول السويدية من مشروع تحليل كهربائي في هولندا خلال العام الجاري. وأقدمت شركة أرسيلورميتال (أكبر مجموعات الحديد والصلب في العالم) على إلغاء مشروعَيْن لإنتاج الهيدروجين الأخضر في ألمانيا، رغم تأمين دعم حكومي بقيمة 1.3 مليار يورو (1.5 مليار دولار أميركي). (اليورو = 1.16 دولارًا أميركيًا) وأرجعت الشركة قرارها بالانسحاب إلى ضعف جدوى الهيدروجين الأخضر بوصفه مصدرًا للوقود في الآونة الحالية. ويُغطي الهيدروجين منخفض الكربون الإنتاج باللونَيْن: الأزرق (المنتج بالغاز الطبيعي بعد احتجاز الكربون منه)، والأخضر (المنتج بوساطة التحليل الكهربائي، وكهرباء مصادر الطاقة المتجددة). ويستعرض الإنفوغرافيك أدناه -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- أبرز مشروعات الهيدروجين الملغاة، خلال 9 أشهر من العام الجاري: تحديات مشروعات الهيدروجين في 2025 مرّت صناعة الهيدروجين بتحديات عدة استمر بعضها خلال العام الجاري؛ ما انعكس سلبًا على المشروعات وخطط الإنتاج، رغم المحطات الضخمة قيد التطوير في: موريتانيا، ومصر، وأستراليا. وتعكس وتيرة مشروعات الهيدروجين المتضررة حجم القيود التي تواجهها أهداف وتقنيات خفض الانبعاثات، بعد الترويج لاستعمالات الوقود النظيف في قطاعات وصناعات التكرير والأسمدة والطيران والصلب والنقل. ومن بين هذه التحديات: ارتفاع التكلفة. تأرجح السياسات. تراجع وتيرة الشراء والعقود طويلة الأجل. تحديات إقليمية، سواء في أميركا وقرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أو المتغيرات في أوروبا. الدعم. بدوره، أكد مسؤول قسم أبحاث الهيدروجين لدى وود ماكنزي، موراي دوغلاس، أن العامين الماضيين أبرزا تحديات الصناعة وضغوط المشروعات. فبالنسبة إلى التكلفة، يُعدّ الهيدروجين منخفض الكربون "الأزرق والأخضر" أغلى من "الرمادي" المنتج بالوقود الأحفوري. وقد تصل تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر إلى "ضعف" المنتج بالوقود الأحفوري، نظرًا إلى الأعباء المالية التي تضيفها البنية التحتية الجديدة ومتطلبات التوزيع. الدعم والسياسات في أميركا وأوروبا تأثرت مشروعات الهيدروجين في 2025 بمتغيرات إضافية تتعلّق بالسياسات، فمن جهة أصدر الرئيس دونالد ترمب قرارات ضد مشروعات الطاقة المتجددة، وخفّض الدعم الممنوح من الرئيس السابق جو بايدن. ومن جهة أخرى، تباطأت وتيرة تنفيذ خطط التطوير في عدد من الدول الأوروبية، رغم التعهد بإنتاج 10% من احتياجات الهيدروجين محليًا، وتخصيص ما يزيد على 20 مليار يورو لدعم هذه المشروعات، لكن في ظل حالة عدم اليقين تراجعت حكومات عن تبني تشريعات منظمة لذلك. وكان مجلس الهيدروجين العالمي قد خصّص ما يزيد على 110 مليارات دولار، لدعم تطوير 500 مشروع. ودافعت الرئيسة التنفيذية للمجلس -المدعوم من شركات نفط وغاز كبرى (من بينها أرامكو السعودية وأدنوك الإماراتية)- إيفانا جيميلكوفا، عن حالة التراجع العامة للصناعة وانتكاسات مشروعات الهيدروجين في 2025. وقالت جيميلكوفا، إن الصناعة تمر بمرحلة عادية تشبه المراحل الأولية من تطوير الطاقة المتجددة، إذ دخلت المشروعات حيز التنفيذ بنسبة 1% من كل 10 مشروعات جرى التعهد بها وإعلانها. موضوعات متعلقة.. أبرز مشروعات الهيدروجين الملغاة عالميًا في 2025 (إنفوغرافيك) صناعة الهيدروجين الأوروبية بنهاية النصف الأول 2025.. انتكاسات جديدة انهيار أحد أكبر مشروعات الهيدروجين في العالم اقرأ أيضًا.. موعد حسم صفقة الغاز الإسرائيلي إلى مصر أوبك+ و9 أعوام على إعلان التعاون.. شراكة صلبة تضبط أسواق النفط شركات الطاقة تتخلى عن نقل الهيدروجين في خطوط أنابيب الغاز المصادر: أداء مشروعات الهيدروجين منخفض الكربون خلال 2025 ودور شركات النفط والغاز، من فايننشال تايمز.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






