إدفا 2025 يحتفي بأفلام الجزيرة: “توأم غزة” يهز القاعة و”32 مترا” يخطف القلوب

باحتفاء لافت، استقبل جمهور المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي في أمستردام “إدفا” الأفلامَ التي أنتجتها شبكة الجزيرة أو شاركت في إنتاجها. امتلأت القاعات بالحضور، واصطف الجمهور في صفوف طويلة على أبواب العروض والفعاليات المصاحبة، رغبة في الحصول على مقعد للمشاهدة.ووقف الحضور طويلا مصفّقين بعد انتهاء عرض فيلم الجزيرة الإنجليزية “توأم غزة.. عودا إليّ” (Gaza’s Twins, Come Back to Me)، وارتفعت التصفيقات عندما صعد منتج الفيلم صلاح الحو إلى المسرح، حتى غلبته دموعه تأثرا بما ناله العمل وفريقه من تقدير وحفاوة.قاعة كاريه التاريخية في أمستردام، تغص بالجمهور خلال العرض الخاص لفيلم الجزيرة الإنجليزية “توأم غزة.. عودا إليّ” ضمن مهرجان إدفا 2025، حيث تصبح حكاية توأمين من شمال القطاع لحظة إنسانية جامعة بين غزة والعالم.16 شهرا من الألم والأمليروي الفيلم مأساة حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة بقصة الأم رانيا، التي اضطرت لترك طفليها التوأم حمود وجوان في حضانات مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، ثم نزحت مع زوجها وأطفالها الخمسة إلى الجنوب.اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4أحمد محفوظ: بين منطق السوق والإيمان بالمحتوىlist 2 of 4مهرجان “إدفا” السينمائي الـ38.. إدارة جديدة وخط تحريري مختلف بعد غزةlist 3 of 4مهرجان “إدفا” والتحولات السياسية: كيف فرضت غزة مقاطعة إسرائيل في أمستردام؟list 4 of 4بحضور الوثائقية.. مؤسسة الفيلم الفلسطيني تعرض مشاريعها في “إدفا”end of listوعلى امتداد 16 شهرا من العدوان، يتتبع الفيلم -بلقطات قريبة ومشاهد عالية الشحنة العاطفية- رحلة التوأمين حتى عودتهما إلى حضن أمهما، ولكن بعد إصابة حمود بضرر عصبي من نقص الأكسجين، أثّر على سمعه وبصره، ولم يتسنّ علاجه حتى كتابة هذه السطور.لم يستطع مخرج الفيلم محمد صواف حضور العرض بسبب حصار غزة، فاكتفى برسالة مسجلة قبل البداية، أكد فيها صعوبة الظروف التي أُنجز فيها الفيلم خلال عامين من الحرب، متمنيا أن يجد التوأمان الرعاية، لأنهما يمثلان الأمل في غد أفضل.وقد استشهد من عائلة محمد صواف 47 فردا، وكان الناجي الوحيد من القصف الإسرائيلي الذي استهدفهم، وخلف إصابة له في ظهره، لكنها لم تمنعه من الشروع في إنجاز الفيلم، بمجرد قدرته على الوقوف على قدميه، وفقا لمنتج الفيلم صلاح الحو.لقطة من فيلم “توأم غزة عودا إلي” الذي يوثق الحرب الإسرائيلية علي القطاع التي استمرت عامين وأدت لمقتل وإصابة وتشريد مئات الآلافتوثيق العدوان عبر قصة التوأمقدّم منتج الفيلم صلاح الحو شكره للجزيرة الإنجليزية وفريق العمل في غزة والدوحة، وقال إن التحدي الأكبر كان تشتت الفريق الإنتاجي والعائلة في مواقع متعددة. وقال:
كنت أحضر اجتماعا عبر “زوم” مع المخرج محمد صواف، نراجع تفاصيل المونتاج، وكان الجيش الإسرائيلي على بُعد شارع واحد، وكان صوت القصف يسمع بوضوح خلال الاتصال.
من جانبها، أشادت “فيونا لاوسن بيكر” مسؤولة الإنتاج الوثائقي في الجزيرة الإنجليزية بفريق العمل، وقالت إنه لولا جهود زميلها محمد الحمادي المشرف التحريري على العمل من الدوحة، لما أُنجز هذا الفيلم.وقالت إنه قبل وقف إطلاق النار، انقطع الاتصال بالمخرج محمد الصواف أسبوعا، حتى استطاع الفريق الوصول إليه والاطمئنان عليه.“فيونا لاوسن بيكر” مسؤولة الإنتاج الوثائقي في الجزيرة الإنجليزية، متحدثة عن تحديات إنتاج فيلم “توأم غزة عودا إلي” إثر انتهاء العرض الأول للفيلم، ضمن مهرجان إدفا للأفلام الوثائقية في العاصمة الهولندية أمستردامأما صالح السعدي من مستشفى الشفاء بغزة، فقال إن الوضع في غزة محطم نفسيا، لأن كثيرا من معالم المدينة قد محي من الوجود محوا يستعصي على الفهم.وقال إن عائلة التوأم حاليا في الجنوب في بيت حانون، ولم يستطيعوا العودة بسبب الاحتلال وتدمير منزلهم، وإن الطفل حمود لم يعالج بعد، لأن حالته ما زالت لم تشخص، نظرا لغياب أجهزة التشخيص، بسبب انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة.جانب من الحضور الكثيف لفيلم “توأم غزة.. عودا إلي” في قاعة كاريه بالعاصمة الهولندية أمستردامفيلم “32 مترا”.. إقبال مبهر واحتفاء ملفتتكرر الاحتفاء بفيلم “توأم غزة عودا إليّ” مع فيلم الإنتاج المشترك للجزيرة الوثائقية “32 مترا”، الذي أمّ الجمهور عرضيه، حتى ملأ المقاعد كلها وصفق كثيرا بعد انتهائه.يحكي الفيلم قصة حليمة التركية، التي لا تتماهى مع صورة المرأة النمطية في مجتمع قريتها الريفي.قصة حليمة لا تتماهى مع صورة المرأة النمطية في مجتمع قريتها التركيبلغة بصرية مكثفة، تحضر الكاميرا في المحادثات الحميمة بين حليمة ورفيقاتها، سواء في الداخل أو الخارج، ملتقطةً تدرج المجتمع بحذر في تقبّل التغيير الطفيف، ومُظهرةً أن أكثر الأفكار رسوخا حول أدوار الجنسين قابلة للتغيير.لقطة من فيلم “32 مترا”، للمخرج “مرتضى أتاباكي”، تظهر امرأتين من أهل القرية في نشاط تعلم الرماية.ترى حليمة أن الحياة لا تقف عند رعاية المنزل والأطفال، بل تتجاوزها، لذا قررت تنظيم مسابقة رماية للنساء، لكن هذه الفكرة لم تلق ترحيبا لدى رجال القرية.يتتبع فيلم “32 مترًا” النساء بدفء وروح دعابة رقيقة وهنّ يدافعن عن أنفسهن بشجاعة ضدّ حجج أن الأسلحة “ليست ألعابًا” وأن الرماية حكر على الرجال.يتتبع فيلم “32 مترا” النساء بدفء وروح دعابة رقيقة وهنّ يدافعن عن أنفسهن بشجاعة ضدّ حجج أن الأسلحة “ليست ألعابا” وأن الرماية حكر على الرجال.النتيجة صورة مفعمة بالأمل من مجتمع مترابط، وامرأة مستقلة الفكر، تنجح بحماسها ومثابرتها في تحدي الوضع التقليدي الراهن، وقد لقيت دعم مجموعة متنامية من الصديقات والحلفاء الذكور.نشاط مكثف للوثائقية في أروقة إدفا 2025استهلت الوثائقية أنشطتها الجانبية على هامش مهرجان “إدفا” هذا العام بمشاركة مديرها أحمد محفوظ في جلسات تقييم مشروعات 6 أفلام وثائقية كورية، أبرزها مشروع فيلم من جزأين حول التغير المناخي بعنوان “الحياة على أرض تحترق”، وقد أبدت القناة استعدادها للبدء في خطوات شراء حقوق عرضه التلفزيونية.
كما كثف فريق الجزيرة الوثائقية لقاءاته مع المنتجين وصناع الوثائقي عربا وأجانب، لاستطلاع فرص التعاون وتقييم المشاريع والأفكار المقدمة، لبلورتها إلى مشروعات مكتملة، متى ما استوفت الاشتراطات اللازمة.وشارك فريق الوثائقية في ورشات ونقاشات تفاعلية في موضوعات متعددة، تتعلق بالتمويل وضمان استقلال القرار التحريري لصناع الوثائقي، وأثر الأدوات المستحدثة -مثل الذكاء الاصطناعي- على مصداقية الفيلم الوثائقي.وردا على سؤال لموفد الجزيرة الوثائقية حول ما إذا كان يمكن لفيلم وثائقي مولد -جزئيا أو كاملا- أن يفوز بإحدى مسابقات مهرجان “إدفا” في المستقبل القريب، رد الخبير “يوجين براونيغ” بالقول إن ذلك يبدو حتميا، لكنه سيستغرق بعض الوقت، لافتا إلى ضرورة الالتزام بالمعايير الأخلاقية عند توظيف هذه الأداة الفعالة، التي تغزو صناعة الوثائقي شيئا فشيئا.الخبير “يوجين براونيغ” متحدثا في جلسة الذكاء الاصطناعي والوثائقي على هامش مهرجان إدفا للأفلام الوثائقية 2025دورة حافلةانطلقت فعاليات دورة هذا العام من مهرجان “إدفا” مساء الجمعة 14 نوفمبر/ تشرين الثاني بعرض 3 أفلام قصيرة في سابقة، هي الأولى من نوعها تمايزا عن الدورات السابقة، التي كان فيلم الافتتاح فيها دائما وثائقيا طويلا.ويتنافس في دورة هذا العام أكثر من 250 فيلما مقسما على نحو 20 فئة، تعرض في عدد معتبر من قاعات العرض الموزعة على أرجاء المدينة، التي اكتست بأعلام المهرجان وبجو احتفالي مميز.أعلام مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية “إدفا” ترفرف في شوارع أمستردام الهولندية، في مشهد بصري يعلن حضور واحدة من أهم تظاهرات السينما الوثائقية في العالم. (صور غيتي).ويتعين على الراغبين في مشاهدة عدة أفلام في يوم واحد تخطيط يومهم جيدا، وحساب المسافة بين القاعات المتباعدة، التي يمكن الانتقال إليها إما سيرا على الأقدام، أو بالقطار السطحي (الترامواي)، والاستمتاع بنزهة مميزة في المدينة التي تزينها القنوات المائية والجسور والطرز المعمارية الفريدة.يختتم المهرجان يوم الأحد 23 نوفمبر/ تشرين الثاني، وللتغلب على كثرة الأفلام المعروضة مع محدودية أيام المهرجان، أتاحت اللجنة المنظمة عرض الأفلام أكثر من مرة في أكثر من قاعة، ليتسنى حضورها لأكبر عدد ممكن من الجمهور الشغوف بالوثائقي.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

إيران تدرس خيارات الرد على إسرائيل
منذ 15 دقائق



