Published On 25/12/2025|آخر تحديث: 12:00 (توقيت مكة)في قبو بشارع المتنبي الشهير في بغداد، توجد جوهرة خفية تسمى "مكتبة الحكمة"، وهي مكتبة صغيرة يديرها عدنان جعفر غني (68 عاما).ويقول غني "بدأت فكرة المكتبة من منطلق أنني دائم الاهتمام بالقراءة، وهكذا بدأت بالكتاب، وقد مضى على تأسيس المكتبة نحو 3 عقود".وعلى مدى عقود، كرّس غني نفسه لرسالة جعل القراءة في متناول الجميع، وحوّل القبو المكدس بالكتب إلى معلم ثقافي مؤثر.ويبيع غني الكتب بأسعار رمزية أو يقدمها بالمجان لمن لا يستطيعون شراءها.وعن مصادر الكتب يقول "تتمثل مصادرها في التالي: البيوت التي تؤول إليها تركات الكتب (الإرث)، والمسافرون، والمحتاجون، والمعارض التي أقيمت في العراق. أضف إلى ذلك التعامل بين المكتبات، حيث يبيع بعضنا لبعض. هذه نقطة. والنقطة الأخرى: أنا بالنسبة لي أرى أن قضية المكتبة هي رسالة، لأنه لا يرتقي الإنسان إلا بالقراءة".ويضيف "تحوي المكتبة كل أنواع العلوم وبكل اللغات، من الطب إلى الكتب الشرعية، فهذه الكتب متوفرة. وعن التعامل مع الناس، فبفضل الله تعالى وجدت أن تعاملي مع أرقى الناس: الطبيب، والمهندس، والأستاذ، والشاعر، والإمام".وتحوّل القبو إلى كنز خفي، يضم أرففا وصناديق مكدسة بآلاف الكتب في مختلف المجالات، من العلوم والتاريخ إلى الروايات النادرة. وتجذب المكتبة جمهورا متنوعا من طلاب وأكاديميين ومهنيين، ينجذب جميعهم إلى مجموعتها الثرية.ويقول جاسم الشويلي، أحد المترددين على المكتبة "إنها مبادرة جيدة بالنسبة إليه وبالنسبة للمجتمع كله، وللناس الذين يستفيدون من هذه الكتب، خاصة الطلاب أو القراء العاديين، إذ يستفيدون منها مجانا. فبين فترة وأخرى، هو يوزع دائما الكتب على الناس، للمحتاج ولغير المحتاج، ليس بناء على الحالة المادية، وإنما هو يقدم هذا الأمر كشيء مفيد للمجتمع بأسره". إعلان ويقول غني "وأُبلغ الجميع: أي شخص ليست لديه إمكانية للشراء، فالكتاب له مجانا".ويطلق غني دعوة للتحفيز على القراءة قائلا "أدعو جميع الشباب، نساء ورجالا، أن يجعلوا هذه المكتبة مكتبتهم، وأن يأخذوا أي كتاب يعجبهم، سواء كان مجانا أو بسعر زهيد أو بنظام الإعارة".وتُعد مبادرة غني جهدا شخصيا للحفاظ على ثقافة القراءة وصون إرث شارع المتنبي، قلب بغداد الثقافي النابض.ويقول صفي أحمد، أحد مالكي المكتبات بالشارع "بالطبع، يعاني مجتمعنا اليوم.. فأبسط شخص مطلع على المجتمع أو على وضع العراق سيدرك أن المجتمع يعاني من أزمة ثقافة اجتماعية على كل الأصعدة. انظر مثلا إلى المحتوى الهابط البذيء الذي يظهر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. لذا، نحن بحاجة إلى صالونات ثقافية بالدرجة الأولى، إذ يجب في كل مكان عقد ندوة عن الثقافة تشرح أهميتها وأهمية المجتمع القارئ. المجتمع الواعي، إنه لشيء جميل أن يمتلك المجتمع وعيا".وتعجّ الأزقة الضيقة المؤدية إلى مكتبة الحكمة بحركة طلاب الجامعات والمثقفين والقراء الشغوفين الباحثين عن المعرفة.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





