Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...
18 دقائق

دراسة طبية: شرب الماء يحمي من الإجهاد النفسي

الإثنين، 8 سبتمبر 2025
دراسة طبية: شرب الماء يحمي من الإجهاد النفسي

يلعب الماء دورًا أساسيًا في تنظيم الوظائف الحيوية، وترتبط كمية السوائل التي يستهلكها الأفراد بحالة الترطيب لديهم، واستجابة الجسم للتوتر عند مواجهة أحداث ضاغطة مفاجئة.

معظم البالغين لا يحققون الكميات اليومية الموصى بها من منظمات الصحة العامة الأمريكية (2.5 ليتر للرجال وليتران للنساء)، ما يؤدي إلى ترطيب دون المستوى الأمثل يظهر في ارتفاع تركيز البول وانخفاض حجم إفرازه، كما ربطت الدراسات الوبائية بين قلة تناول السوائل المعتادة وزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى والقلب والأوعية الدموية والأيض.

كما تزيد قلة تناول الماء المزمنة من خطر الإصابة بالأمراض من خلال رفع مستويات الهرمونات الرئيسة المنظمة للماء، مثل “أرجينين فاسوبريسين”، وبديله “كوببتين”، الذي ينظم الجلوكوز ووظائف الكلى، بالإضافة إلى دوره في تنظيم توازن الماء بالجسم، فهو ينشط محور الوطاء-الغدة النخامية-الكظرية، عن طريق تحفيز إفراز هرمون قشر الكظر، مما يُعزز بدوره إفراز هرمون التوتر (الكورتيزول) إلى جانب استجابته المعروفة للتوتر الحاد.

ووفق دراسة قدمتها “الجمعية الفسيولوجية الأمريكية” قام بها باحثون من جامعة “باث” البريطانية، فإن الأفراد الذين يتناولون مستوى منخفضًا من السوائل، وحالة الترطيب لديهم غير مثالية، يُظهرون تفاعلًا أكبر لاستجابة الكورتيزول مع الإجهاد النفسي والاجتماعي الحاد، مقارنة بمن لديهم تناول سوائل مرتفع وترطيب أفضل.

تفاصيل الدراسة

الباحثون قسموا 32 شابًا وشابة أصحاء إلى مجموعتين:

الأولى اعتادت شرب كميات قليلة من السوائل (حوالي 1.3 ليتر يوميًا).

الثانية شربت كميات كبيرة نسبيًا (حوالي 4.4 ليتر يوميًا).

وتابع الباحثون على مدار أسبوع كمية المياه والسوائل التي يشربها المشاركون، وقيّموا حالة الترطيب لديهم عبر فحوص البول.

وفي اليوم الأخير، خضع الجميع لاختبار نفسي يسمى “اختبار الإجهاد الاجتماعي”، يتضمن مقابلة عمل وهمية وحل مسائل حسابية أمام لجنة، وهو اختبار مصمم لإثارة الضغط النفسي.

نتائج توصلت إليها الدراسة:

حالة الترطيب

مجموعة منخفضي الشرب أظهرت بولًا أكثر تركيزًا وأغمق لونًا، مع مستويات أعلى من هرمون “كوببتين”، ما يشير إلى ترطيب ضعيف.

لم يبدُ عليهم عطش أكبر من غيرهم، ما يدل على أن الجسم قادر على التكيف مؤقتًا عبر الكلى، لكن بثمن بيولوجي غير ظاهر فورًا.

الاستجابة للتوتر

جميع المشاركين شعروا بالقلق وارتفعت لديهم ضربات القلب في أثناء الاختبار، لكن الفارق الكبير كان في هرمون التوتر.

في مجموعة منخفضي الشرب، ارتفع كورتيزول اللعاب بشكل واضح بعد التعرض للضغط.

أما في مجموعة مرتفعي الشرب، فلم يسجل الكورتيزول أي تغير يذكر.

ووجد الباحثون أنه كلما كان البول أكثر تركيزًا وأغمق لونًا صباح يوم الاختبار، كانت استجابة الكورتيزول للتوتر أقوى.

كما أظهرت النتائج رابطًا مباشرًا بين نقص شرب الماء وزيادة شدة الاستجابة الهرمونية للتوتر، إذ إن من يشربون أقل لا يختلفون نفسيًا في إحساسهم بالقلق عن غيرهم، لكن أجسامهم تبالغ في إفراز الكورتيزول، وهذه المبالغة قد تكون ضارة على المدى الطويل، لأن ارتفاع الكورتيزول المتكرر يرتبط بتسارع شيخوخة الخلايا، وبأمراض القلب والسكري والسمنة وضعف جهاز المناعة.

توصيات

شرب ما يكفي من المياه يوميًا لتجنب زيادة استجابة الجسم للتوتر.

مراقبة لون البول، فكلما كان داكنًا كانت هناك حاجة أكبر لشرب المزيد من المياه.

توفير مياه كافية في بيئات العمل والدراسة لتقليل آثار التوتر الاجتماعي.

تضمنت الدراسة تحذيًرا حول محدودية العدد الذي طُبقت عليه، وحالتهم الصحية، وبالتالي قد تختلف الاستجابة لدى مرضى الكلى أو القلب أو من لديهم مشكلات في تنظيم السوائل.

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

Loading ads...

إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه