توغل إسرائيلي في القنيطرة.. ونتنياهو يعيّن مسؤولاً جديداً لقيادة المفاوضات مع دمشق

مرة أخرى، تواصل القوات الإسرائيلية انتهاكها لسيادة سوريا، حيث توغلت مجددا، اليوم الخميس، في محافظة القنيطرة جنوبي البلاد.

هذا الانتهاك يأتي استمرارا لسلسلة من الانتهاكات التي باتت لا تعد ولا تحصى، حيث يقوم بها الجيش الإسرائيلي بشكل شبه يومي منذ سقوط نظام بشار الأسد قبل عام، ومعظمها تحدث بمحافظة القنيطرة.

توغل مصحوب بدبابات وجرافات عسكرية

في تفاصيل الانتهاك الأخير، قالت قناة “الإخبارية السورية”، إن قوات الجيش الإسرائيلي توغلت في قرية معلّقة في ريف القنيطرة الجنوبي، اليوم الخميس، مصحوبة بدبابات وجرافات عسكرية.

ومساء أمس الأربعاء، أطلقت قوات إسرائيلية قذائف مدفعية من مواقع تحتلها بمنطقة تل الأحمر الغربي باتجاه تل الأحمر الشرقي بمحيط قرية كودنة بريف القنيطرة الجنوبي، وفقا للقناة السورية.

نتنباهو وباراك – (وكالات)

ومنذ عدة أشهر، يواصل الجيش الإسرائيلي التوغل في محافظة القنيطرة، كما نصب حواجز لتفتيش المارة، فضلا عن اعتقاله بشكل متكرر لمواطنين سوريين، وتدمير أراض زراعية في قرى وبلدات المحافظة.

كذلك شن الجيش الإسرائيلي في الفترة الماضية، غارات جوية قتلت مدنيين سوريين، ودمرت مواقع وآليات عسكرية وأسلحة وذخائر تابعة للجيش السوري، ويأتي ذلك بعد أن أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية عام 1974 مع سوريا عقب سقوط نظام الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة.

مسؤول جديد لقيادة ملف مفاوضات تل أبيب مع دمشق

في سياق آخر، يعتزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعيين مسؤول جديد يمثل تل أبيب في المفاوضات مع دمشق خلفا لوزير الشؤون الاستراتيجية المستقيل رون ديرمر.

ونقلت القناة “12” الإسرائيلية، عن مسؤولَيْن أميركيين اثنين، قولهما، إن نتنياهو أبلغ المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، في اجتماعهما، الاثنين الماضي، أنه سيعين ممثلا للمفاوضات مع دمشق ليحل محل ديرمر، الذي قاد الملف حتى استقالته.

أجرى ديرمر قبل استقالته في 11 نوفمبر الماضي، 4 جولات مفاوضات بشأن اتفاق أمني بين تل أبيب ودمشق، لكن المحادثات توقفت قبل أسابيع بعد استقالته، وفقا للقناة الإسرائيلية.

وأردفت القناة “12” الإسرائيلية: “خلال الاجتماع، قال باراك لنتنياهو إنه يرغب في استئناف المفاوضات بشأن اتفاق أمني بين إسرائيل وسوريا، لكنه تساءل عن مَن سيقودها من جانب إسرائيل”.

واعتقد الأميركيون، بحسب القناة، أن ديرمر سيواصل المفاوضات من خارج الحكومة بصفته مبعوثا خاصا لنتنياهو، إلا أن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى قال للقناة، إن نتنياهو أوضح في الاجتماع، أن ديرمر لن يتولى المسألة، وإنه سيُعيّن شخصا مكانه، وسيُبلغ إدارة ترامب بذلك خلال أيام.

هل تحقق هدف اجتماع باراك ونتنياهو؟

المسؤول الأميركي، أضاف أنه بالنظر إلى أن المفاوضات تدور حول اتفاق أمني جديد على الحدود، فإن نتنياهو يعتزم تعيين مسؤول لديه خبرة أمنية، وربما يشغل حاليا منصبا في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

ووفقا للقناة الإسرائيلية، كان هدف اجتماع نتنياهو وباراك، من بين أهداف أخرى، تصفية الأجواء وتخفيف التوترات والشكوك بين الطرفين الإسرائيلي والسوري، وأفاد مسؤولون أميركيون، بأن “الهدف تحقق”.

وتتفاوض دمشق وتل أبيب للتوصل إلى اتفاق أمني، لكن سوريا تشترط عودة الأوضاع على الخريطة إلى ما كانت عليه قبل 8 ديسمبر 2024، أي الانسحاب من الأراضي التي سيطرت عليها القوات الإسرائيلية بعد ذلك التاريخ.