رواتب بآلاف الدولارات.. «العين الإخبارية» تكشف تفاصيل تمويل إعلام الإخوان

رغم تصنيفها كجماعة إرهابية في عدد من الدول، لا تزال آلة الإخوان الإعلامية تدور بلا توقف، مدعومة بتمويلات شهرية بملايين الدولارات تضخها كيانات متعددة للحفاظ على بقائها.
ومن خلال قنوات فضائية ومنصات دعائية منتشرة خارج الحدود، تواصل الجماعة بث رسائلها الموجهة وحملات الشائعات، محاولة إحياء مشروعها عبر أدوات الإعلام والدعاية.ومنذ بدء بث هذه القنوات الإخوانية في الخارج، اجتهدت الجماعة في إخفاء هذه الشبكات الإعلامية وتوزيعها على دول عدة، كما سبق أن أوضحت "العين الإخبارية"، في تحقيق خاص، وكذلك منح العاملين ومقدمي البرامج البارزين رواتب كبيرة تصل لآلاف الدولارات.وحصلت "العين الإخبارية" على تفاصيل جديدة حول شبكة قنوات الإخوان والعاملين فيها، وتبين هذه التفاصيل التي ذكرها مصدران مطلعان داخل الجماعة والتي جرى دعمها بوثائق من داخل قنوات الجماعة، حصول مقدمي البرامج البارزين في قنوات الجماعة على رواتب تتراوح ما بين ألفين لـ 17 آلاف يورو تقريبًا، بحسب القناة والدولة التي تبث منها، فضلا عن الكشف عن الجهات الممولة لهذه القنوات.تمويل عابر للحدودووفقا للمعلومات فإن قنوات الإخوان لا تمول من كيان أو جهة واحدة، بل تتنوع خريطة التمويل لأسباب عديدة من بينها الصراع والانقسام الحاصل داخل الجماعة، منذ أواخر العام 2020، والذي أدى لبروز جبهات مختلفة أبرزها: جبهة صلاح عبد الحق، المعروفة أيضًا بجبهة لندن، وجبهة محمود حسين، المعروفة بجبهة إسطنبول، وجبهة المكتب العام المعروفة بتيار التغيير (وهي نفسها جبهة المكتب العام).
وتملك جبهة إسطنبول (محمود حسين) تلفزيون وطن، الذي ما زال يبث من تركيا حتى الآن، وهذه الجبهة تتولى عملية تمويل قناة وطن الفضائية ومنصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أما قناة مكملين التي تبث من بريطانيا، حاليا، وتديرها جبهة لندن (صلاح عبد الحق)، فهي تمول عبر رجل الأعمال عبد الرحمن أبو دية، الشهير بـ"أبو عامر"، وهو فلسطيني حاصل على الجنسية البريطانية، أما قناة الحوار الفضائية ومعها شبكة رصد الإخبارية العاملة على شبكة الإنترنت فتمول من التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المعروف بالتنظيم الدولي وتحديدًا عبر فرعه في بريطانيا الذي يُشرف عليه محمود الإبياري، الذي صُعد ليشغل منصب الأمين العام للتنظيم الدولي بعد وفاة القائم بأعمال المرشد الأسبق إبراهيم منير، أواخر عام 2022.أما قناة الشرق، المحسوبة على الإخوان، فهي لا تتبع الجماعة بشكل مباشر وإن كانت تعمل معها، وتمول القناة عن طريق المجلس العربي، المعروف سابقًا بالمجلس العربي للثورات، وهو منظمة غير حكومية مسجلة في العاصمة السويسرية جنيف منذ 2022، ويترأسه المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي الأسبق، وله نائبان هما الناشطة اليمنية توكل كرمان، وأيمن نور رئيس حزب غد الثورة، والمقرب من الإخوان، والذي يشغل أيضًا منصب رئيس مجلس إدارة قناة الشرق وهو أيضًا مالك القناة مع شركاء آخرين بينهم زوجته دعاء حسن.فيما تمول قناة "الشعوب" من قبل ما تسمى مؤسسة "مرسي للديمقراطية"، وهي مؤسسة تجمع سلسلة كيانات إخوانية من بينها منظمة تحمل اسم "جمعية مرسي" MURSİ DERNEĞİ تشكلت في تركيا بالأساس، وتحالفت مع كيانات أخرى لتشكل مؤسسة "مرسي للديمقراطية"، في 2020، وتتخذ المؤسسة من بريطانيا مقرًا لها، ويشغل المنصف المرزوقي عضوية ما يُعرف بمجلس الشرف في المؤسسة والذي يضم أيضًا رائد صلاح، القيادي في ما يُسمى بـ"الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر" في فلسطين، فيما يشغل عضوية مجلس أمناء المؤسسة الإعلاميين معتز مطر، ومحمد جمال هلال، المحسوبين على الإخوان، بالإضافة للشيخ كمال الخطيب، القيادي في "الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر".
جدير بالذكر أن القياديين رائد صلاح وكمال الخطيب هما الذين قادا التظاهرات المناهضة لمصر في تل أبيب قبل عدة أسابيع بدعوى "حصار غزة".رواتب متفاوتةوعلى صعيد الرواتب، يتفاوت العاملون في قنوات الإخوان من حيث الأجر الذي يتقاضونه رسميًا، وهناك وسائل أخرى للتمويل لا تدخل ضمن هذه الرواتب الشهرية بما في ذلك الدعم الذي تقدمه جهات مؤيدة للجماعة أو الأرباح التي يحصل عليها هؤلاء العاملين من مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي كيوتيوب وفيس بوك وتيك توك وغيرها. ففي قناة الشعوب على سبيل المثال يحصل معتز مطر على راتب شهري قدره 17 ألف يورو، وذلك لأنه المقدم الرئيسي للبرامج فيها، وهو أيضًا الإعلامي الذي حصلت القناة على الدعم المالي بفضله من مؤسسة "مرسي للديمقراطية".ويليه في قائمة الأعلى في الراتب ضمن القنوات الإخوانية، الإعلامي محمد ناصر الذي يحصل على 15 ألف يورو شهريا من قناة مكملين (جبهة لندن/ صلاح عبد الحق) بالإضافة لحصوله على سيارة وسكن عائلي مخصص له من إدارة القناة.
وفي قناة "مكملين" أيضًا يحصل المذيع أسامة جاويش على 7 آلاف يورو، شهريا، بينما يتقاضى رئيس القناة أحمد الشناف 15 ألف يورو شهريًا، لتوليه مسؤولية إدارة القناة والإشراف عليها.
ويحصل العاملون في إعداد البرامج في قناة مكملين على 4 آلاف دولار شهريًا، أما العاملون في الإعداد ببقية القنوات الإخوانية فيحصلون على رواتب أقل من نظرائهم في "مكملين"، وفق المعلومات التي حصلت عليها "العين الإخبارية".ومن مكملين إلى قناة الشرق، حيث يحصل الفنان المحسوب على الإخوان هشام عبد الله على 4 آلاف دولار، وقد كان يحصل من قبل على 6 آلاف دولار في قناة وطن (جبهة إسطنبول/ محمود حسين) عندما كان يقدم أحد البرامج الرئيسية بها، قبل انتقاله إلى "الشرق". أما نظيره الفنان المحسوب على الجماعة محمد شومان فيحصل على 2000 دولار فقط من قناة الشرق التي يُقدم بها برنامجه "شومان شو".
وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة من عقد سابق لفنان ثالث محسوب على الإخوان وهو هشام عبد الحميد الذي تعاقد مع قناة الشرق على تقديم برنامج "بالتأكيد"، وينص عقده على حصوله على 1000 دولار مقابل كل حلقة تنتج للبرنامج، بجانب حصوله على 500 ليرة تركي مقابل ظهوره في أي مداخلة ببرنامج آخر ضمن برامج قناة الشرق.وفي نفس القناة، يحصل عماد البحيري على 4 آلاف دولار، منذ عودته لقناة الشرق مرة أخرى بعد توقفه لفترة من الوقت سابقًا، واتفقت إدارة القناة مع "البحيري" على خفض راتبه بعد أن تولت دفع تكاليف قضية اتُهم فيها في تركيا وجرى القبض عليه على ذمتها قبل إطلاق سراحه لاحقا، قبل نحو عام.
وكذلك جرى خفض راتب مقدم البرامج والمحامي هيثم أبو خليل في قناة الشرق من 3 آلاف دولار إلى 1700 دولار فقط، مع تكليفه بمهام إدارة برامج في القناة، لكن "أبو خليل" يحصل على مبالغ إضافية من عمله الحقوقي المزعوم.
بدوره، لا يحصل حمزة زوبع، الذي يبث برنامجه "مع زوبع" على قناته الخاصة على موقع يوتيوب على راتب محدد منذ تقديمه البرنامج، لكنه يحصل على مخصصات شهرية تتجاوز 25 ألف دولار من قبل عبد الرحمن أبو دية (أبو عامر)، يقوم بتخصيص جزء منها لنفسه وينفق منها أيضًا على إنتاج البرنامج وإعطاء رواتب للمتعاونين معه، غير أنه لا يضع لنفسه راتبا محددا ولا يلتزم بعقد عمل.آلاف الدولارات لإنتاج البودكاستعلى صعيد متصل، تقدم جماعة الإخوان آلاف الدولارات شهريًا لإنتاج برامج البودكاست على موقع يوتيوب، ويصل هذا الدعم لـ10 آلاف دولار بحسب ما ذكره مصدر وثيق الاطلاع على شبكة الإخوان الإعلامية لـ"العين الإخبارية"، ويحصل عبد الله الشريف على دعم من هذه الأموال وكذلك برامج "بودكاست" أخرى تابعة للجماعة.أما ما يُعرف بـ"مشروع ميدان"، والذي يقدم نفسه ككيان مستقل من الناحية الإدارية عن الإخوان رغم ارتباطه التنظيمي بهم، فيحصل على دعم مالي من رجال أعمال تابعين لجماعة الإخوان من أجل تمويل بودكاست "ميدان"، وبودكاست "مع منتصر"، وبودكاست "إحاطة" الذي يظهر فيه القيادي بالجبهة السلفية والمحسوب على الإخوان أحمد مولانا، وبودكاست "تاريخنا" الذي يقدمه محمد إلهامي (سلفي، محسوب على الإخوان)، ويحصل محمد منتصر المتحدث باسم جماعة الإخوان سابقًا على الدعم لهذه البرامج عبر مؤسسة "ابن خلدون" وهي مؤسسة تعمل من تركيا.
وبخلاف الرواتب الأساسية التي يحصل عليها الإعلاميون والعاملون في القنوات الفضائية والمنصات الدعائية التابعة لجماعة الإخوان، يحصل العديد من المذيعين والمعدين العاملين في قنوات الإخوان على رواتب ومكافآت إضافية عن طريق مشاركتهم في تنظيم مؤتمرات للجماعة والمشاركة في جمعيات ومراكز دراسات وأبحاث وشركات إنتاج إعلامي تابعة للإخوان، وتعد هذه الأعمال وسيلة مناسبة لمضاعفة الرواتب وزيادة إجمالي الدخل الذي يحصلون عليه بحسب ما ذكرته المصادر لـ"العين الإخبارية".
وعلاوة على ما سبق، تقوم "رابطة الإعلاميين بالخارج"، وهي أحد الكيانات الإخوانية التي يترأسها القيادي بالجماعة حمزة زوبع، بتقديم رواتب إضافية ومساعدات مالية للعاملين في شبكات الإعلام الإخواني سواء من المذيعين الذين توقفوا عن العمل كالمذيعة "فيروز حليم"، ومعدين آخرين بقناة مكملين لم ينتقلوا إلى بريطانيا بعد إغلاق مقرها بتركيا في 2022. aXA6IDY1LjEwOS42MC4yMzIg جزيرة ام اند امز
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

فهد الكبيسي يتعرض لأزمة صحية
منذ ثانية واحدة

باسم يوسف يفتتح جولة في الشرق الأوسط من دبي
منذ دقيقة واحدة