دراسة سعودية تسلط الضوء على الرضاعة الطبيعية واضطراب طيف التوحد
الرضاعة الطبيعية واضطراب طيف التوحد
كشَفَت دراسة حديثة أُجرِيَت في المملكة العربية السعودية حول الرضاعة الطبيعية واضطراب طيف التوحد عن وجود علاقة إحصائية بين زيادة الرضاعة الطبيعية وانخفاض احتمال الإصابة بطيف التوحد، وكذلك علاقة بين زيادة الرضاعة الصناعية وزيادة احتمال الإصابة بهذا الاضطراب. نُشرت نتائج الدراسة على موقع Springer Nature Link الإلكتروني، المتخصص بالمحتوى العلمي والأكاديمي، في 4 تشرين الثاني / نوفمبر 2025.
يُستخدم مصطلح اضطراب طيف التوحد لوَصف مجموعة من اضطرابات النمو العصبي، وتتميَّز هذه الاضطرابات بوجود أنماط سلوكية متكررة وصعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى المُصاب. تُشير الأدلة العلمية إلى أن التغذية المبكرة للرضيع، خاصةً انخفاض الرضاعة الطبيعية، قد تكون مرتبطة بزيادة احتمال إصابته باضطراب طيف التوحد. ومع ذلك، فإن معظم الدراسات السابقة أُجريت في مجتمعات غربية، ما يعني أنه لا يمكن تعميم نتائجها على المجتمعات الأخرى.
تُشير أحدث التقديرات العالمية إلى أن أكثر من 62 مليون شخص في العالم قد يكونون مصابين باضطراب طيف التوحد. كما تُظهِر البيانات أن معدل انتشار هذا الاضطراب في العالم أعلى لدى الذكور، إذ يبلغ حوالي 1065 حالة لكل 100000 ذكر مقابل 508 حالات لكل 100000 أنثى.
دراسة العلاقة بين أنماط الرضاعة الطبيعية واضطراب طيف التوحد
أجرَت الدكتورة موديا بترجي، المؤسسة والمديرة التنفيذية لجمعية البداية للرضاعة الطبيعية وتوعية المرأة الصحية، دراسة للحالات والشواهد غير المتطابقة للكشف عن العلاقة بين أنماط الرضاعة الطبيعية واضطراب طيف التوحد في المملكة العربية السعودية. جُمعت البيانات من خلال استبيان إلكتروني شاركَت فيه أمهات أطفال مصابين بطيف التوحد وأمهات أطفال غير مصابين بهذا الاضطراب.
شَملت مجموعة الحالات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، بينما شملت مجموعة الشواهد الأطفال غير المصابين باضطرابات النمو العصبي. وتم تصنيف الرضاعة الطبيعية وفق تعريفات منظمة الصحة العالمية على النحو التالي:
الرضاعة الطبيعية الحصرية أو الكاملة (Exclusive Breastfeeding)، أي الاعتماد كليًا على حليب الأم لتغذية الرضيع.
الرضاعة الطبيعية الغالبة (Predominant Breastfeeding)، أي أن المصدر الأساسي والغالب لتغذية الرضيع هو حليب الأم.
الرضاعة الطبيعية الجزئية (Partial Breastfeeding)، أي تغذية الرضيع بحليب الأم والحليب الصناعي.
عدم الرضاعة الطبيعية (No Breastfeeding)، أي الاعتماد كليًا على الحليب الصناعي لتغذية الرضيع.
الرضاعة الطبيعية واضطراب طيف التوحد.. هل تؤدي التغذية المبكرة دورًا وقائيًا؟
شَملت هذه الدراسة 283 طفلًا، منهم 126 مصابًا باضطراب طيف التوحد و157 من غير المصابين بهذا الاضطراب. وأظهَرت النتائج أن انخفاض الرضاعة الطبيعية كان مرتبطًا بزيادة تدريجية في احتمال الإصابة بطيف التوحد.
وفي التحليلات أحادية المتغير، تم اعتماد الرضاعة الطبيعية الكاملة كفئة مرجعية لمقارنتها بالفئات الأخرى، وأظهَرت النتائج أن الرضاعة الطبيعية الجزئية كانت مرتبطة بزيادة احتمال الإصابة بطيف التوحد. كما كان الأطفال الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. وبعد تعديل عدة متغيّرات مؤثرة، انخفضت قوة هذه العلاقة، لكنها بقيت ذات دلالة إحصائية.
تُشير هذه النتائج إلى أن انخفاض الرضاعة الطبيعية قد يزيد احتمال الإصابة باضطراب طيف التوحد، لكنها لا تُثبت أن الرضاعة الصناعية تُسبب هذا الاضطراب ولا أن الرضاعة الطبيعية تحميهم من الإصابة به. وتجدر الإشارة إلى أن هذه العلاقة إحصائية، وأن هذه النتائج تُعتبر ملاحظة ويجب أن تخضع لدراسة علمية لتأكيد ما إذا كانت هناك علاقة سببية أم لا.
آخر تعديل بتاريخ
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

ماهي فوائد الزعتر البري للجهاز التنفسي ؟
منذ 2 ساعات




