رهاب المرتفعات: خوف شائع قد يقيّد الحياة
رهاب المرتفعات – أو "الأكروفوبيا" – أحد أكثر أنواع الرهاب انتشارًا، وهو اضطراب قلق يتميز بخوف شديد وغير منطقي من التواجد في أماكن عالية. وقد يصبح هذا الخوف مفرطًا لدرجة يدفع المصاب لتجنب مواقف حياتية بسيطة مثل ركوب المصعد، النظر من نافذة مرتفعة، أو العبور فوق جسر، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة والأنشطة اليومية.
ما هو رهاب المرتفعات؟
رهاب المرتفعات هو استجابة نفسية شديدة تجاه المرتفعات، تترافق مع إحساس قوي بالخطر حتى لو كان الموقف آمنًا تمامًا. وقد يصل الأمر بالمصاب إلى تجنب الأماكن العالية كليًا، مما يحد من نشاطه اليومي ويؤثر على علاقاته الاجتماعية والعملية.
أعراض رهاب المرتفعات
تختلف شدة الأعراض من شخص لآخر، لكنها غالبًا تشمل:
خوف شديد أو نوبة ذعر عند رؤية المرتفعات أو التفكير فيها.
قلق وتوتر قبل التعرض للارتفاعات أو أثناءها.
دوار أو غثيان عند النظر للأسفل.
تسارع ضربات القلب والتعرق المفرط.
صعوبة التنفس أو الإحساس بضيق الصدر.
شعور بفقدان السيطرة أو الخوف من السقوط حتى لو كان الشخص في مكان آمن.
أسباب رهاب المرتفعات
لا يوجد سبب واحد محدد للاضطراب، لكن عدة عوامل قد تسهم في ظهوره، مثل:
تجارب سلبية سابقة مثل السقوط أو التعرض لموقف مخيف في مكان مرتفع.
العوامل الوراثية التي قد تزيد من قابلية الفرد لتطوير الخوف.
العوامل البيئية مثل نشأة الشخص في بيئة تعزز الخوف من المرتفعات.
القلق والتوتر المزمن اللذان يرفعان احتمالية الإصابة بالرهاب.
تشخيص رهاب المرتفعات
يتم التشخيص من قِبل مختص نفسي عبر تقويم الأعراض، ودراسة التاريخ المرضي، وإجراء مقابلات أو استبيانات لتحديد مدى تأثير رهاب المرتفعات على حياة الشخص اليومية.
كيف يؤثر رهاب المرتفعات على الحياة اليومية؟
يمكن أن يحد هذا الاضطراب من قدرة المصاب على أداء أنشطة بسيطة مثل السفر بالطائرة، صعود الدرج، أو الاستمتاع بالمعالم المرتفعة. وقد يؤثر كذلك على العمل في حال تطلبت الوظيفة التواجد في أماكن عالية، مما يضع قيودًا اجتماعية ومهنية غير مرغوبة.
علاج رهاب المرتفعات
لحسن الحظ، تتوفر عدة خيارات فعّالة لعلاج رهاب المرتفعات، من بينها:
1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يساعد في تغيير الأفكار السلبية المرتبطة بالخوف، ويُعد من أكثر العلاجات نجاحًا.
2. العلاج بالتعرض التدريجي
تعريض المريض تدريجيًا لمواقف مرتفعة بشكل آمن للمساعدة في كسر حلقة الخوف.
3. العلاج بالواقع الافتراضي
يوفر بيئة محاكاة تتيح للمريض مواجهة المرتفعات دون مخاطر واقعية.
4. تقنيات الاسترخاء
مثل التنفس العميق والتأمل لتخفيف التوتر المصاحب للرهاب.
5. الأدوية
قد تُستخدم في بعض الحالات لتخفيف أعراض القلق الشديد.
أهمية الدعم الاجتماعي
يلعب الدعم الأسري والصداقات دورًا جوهريًا في مساعدة المصاب على مواجهة خوفه، كما توفر مجموعات الدعم بيئة آمنة لتبادل الخبرات والتجارب، مما يقلل الشعور بالعزلة ويعزز الثقة بالنفس.
ونهاية.. رهاب المرتفعات حالة شائعة لكنها قابلة للعلاج بشكل كبير، ومع الدعم المناسب والتدخلات العلاجية الفعالة، يمكن للمصابين تجاوز خوفهم واستعادة القدرة على التمتع بحياتهم دون قيود. البحث عن المساعدة المهنية خطوة أساسية للبدء بطريق التعافي، خصوصًا عندما يبدأ الخوف بالتأثير على الحياة اليومية.
آخر تعديل بتاريخ
22 نوفمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






