متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام ، هل تخففه إبر التنحيف؟
خطر التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام هل ابر التخسيس تخففه؟
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الأدوية المستخدَمة لعلاج الفصام، خصوصًا مضادات الذهان من الجيل الثاني، قد ترفَع بشكل كبير احتمال حدوث متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام. هذه المشكلة باتت تؤثر على جودة حياة المرضى وصحتهم العامة، إذ ترتبط بزيادة الوزن وارتفاع نسب السكر والسمنة. وفي هذا السياق، تبرز إبر Semaglutide — وهو من فئة محفزات مستقبلات GLP-1 receptor agonists — كحل مبتكر قد يغيّر المشهد العلاجي لدى هؤلاء المرضى.
نتائج الدراسة الحديثة
أظهَرت دراسة عشوائية تم تطبيقها على مجموعة من المرضى الذين يعانون من خطر حدوث متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام أن استخدام جرعة أسبوعية منخفضة من Semaglutide أدى إلى تحسّن ملحوظ في التحكم بفحص السكر التراكمي (HbA1c) وخسارة الوزن وتراجع الدهون الكلية.
وهنا، من المهم معرفة الخلفية الطبية: عدد كبير من المرضى الذين يتناولون مضادات الذهان مثل Clozapine وOlanzapine يواجِهونَ زيادة سريعة في الوزن واضطرابًا في تنظيم السكر. ولهذا، فإن أي تدخل فعال يمكن أن يقلل احتمال حدوث متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام يعدّ ذا أهمية كبيرة.
فوائد إبر التنحيف (Semaglutide) للمرضى
وصَف الخبراء هذه النتائج بأنها خطوة متقدمة نحو تقليل احتمال حدوث متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام، مع التوضيح أن هذه النتائج تنطبق على المرضى في مراحل مبكرة من التغيرات الاستقلابية. ومن الفوائد:
تحسن واضح في فحص السكر التراكمي HbA1c لدى المشارِكين الذين أخذوا الدواء.
انخفاض ملموس في الوزن مقارنة بالمجموعة التي تلقّت علاجًا وهميًا.
تراجع دهون الجسم ومحيط الخصر بشكل أكبر من المتوقع.
هذه التغييرات تعني أن Semaglutide قد يكون خيارًا علاجيًا فعالًا لمَن يعانون من احتمال حدوث متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام دون التأثير على استقرارهم النفسي.
أهميّة النتائج في السياق السريري لمتلازمة التمثيل الغذائي عند مرضى الفصام
تكمن قوة الدراسة في أنها تسلط الضوء على وسيلة جديدة للحد من حدوث متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام بطريقة آمنة نسبيًا. فالعديد من الخيارات المتاحة حاليًا مثل تغيير الدواء أو استخدام علاجات مساعدة لم تظهِر نجاحًا كبيرًا، كما أن تغيير أدوية مضادات الذهان قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض النفسية.
أشارت الدراسة كذلك إلى أن أعراض الفصام بقيت مستقرة، ولم يطرأ أي تدهور نفسي لدى المرضى الذين استخدَموا العلاج، مما يجعل إبر التنحيف ملائمة كعلاج مساعد لتخفيف متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام دون التأثير على العلاج الأساسي.
محدوديات ينبغي الانتباه لها
رغم التفاؤل الكبير، يظل هناك نقاط تحتاج إلى متابعة: من المهم الإشارة إلى أن معظم الدراسات الأولية تحتاج لاحقًا إلى تأكيد عبر دراسات أكبر. وفي هذه الدراسة كان:
حجم العينة كان صغيرًا نسبيًا.
مدة المتابعة كانت 26 أسبوعًا فقط.
الجرعة كانت متوسطة، وقد تتغير النتائج بجرعات أعلى.
ومع ذلك، تبقى النتائج مشجّعة لأنها توفر وسيلة جديدة لمعالجة متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام في وقت مبكر.
نهايةً، تقدم هذه الدراسة رؤية جديدة حول كيفية تخفيف احتمال حدوث متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام باستخدام علاج فعال مثل Semaglutide. ومع استمرار الأبحاث، قد يصبح هذا الدواء جزءًا أساسيًا من الخطط العلاجية التي تهدف إلى تقليل هذا الخطر وتحسين الصحة الجسدية دون التأثير على استقرار المرض النفسي. ومن الواضح أن فهم وضبط متلازمة التمثيل الغذائي لدى مرضى الفصام يمثلان خطوة مهمة نحو رعاية أكثر شمولًا وأمانًا.
آخر تعديل بتاريخ
11 ديسمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






