بعد هتافات جنود سوريين لغزة.. إسرائيل تدرس خطوات ردّ وتطالب الشرع بتوضيحات

تدرس إسرائيل، اليوم الثلاثاء، اتخاذ خطوات ردّ بعد رصد مقاطع لجنود سوريين يهتفون برسائل معادية ضدها خلال عرض نظمته وزارة الدفاع في دمشق يوم 8 كانون الأول/ديسمبر، بمناسبة ذكرى سقوط نظام الأسد.

وطالبت تل أبيب حكومة أحمد الشرع بتوضيحات رسمية حول تلك الهتافات، في وقت تتزامن فيه الحادثة مع استعدادات أميركية لدفع اتفاق أمني محتمل بين الجانبين.

هتافات تربك إسرائيل

وبحسب مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون كدوش، فإن الاستخبارات الإسرائيلية رصدت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية تسجيلات لجنود يتبعون لحكومة الشرع وهم يطلقون هتافات اعتبرتها المؤسسة الأمنية “شديدة العدائية” تجاه إسرائيل، وصولا إلى رفض واضح لأي حديث عن سلام.

جنود سوريون خلال عرض وزارة الدفاع بدمشق

وخلال مسير عسكري في دمشق، ردد الجنود عبارات تتضمن: “غزة، غزة، غزة شعار، نصر وثبات، ليل ونهار، طالعلك يا عدوي طالع، طالعلك من جبل النار، أعملك من دمي ذخيرة، وأعمل من دمك أنهار”.

وقال كدوش إن هذه المقاطع تُعد “إشارة مقلقة” داخل المؤسسة الأمنية، إذ تتعارض مع الخطاب السياسي الذي يتحدث عن انفتاح محتمل بين تل أبيب ودمشق.

פרסמנו אצל @efitrigerתיעודי חיילי הצבא הסורי קוראים נגד ישראל, הדיונים במערכת הביטחון – והדרישה הישראלית מהמשטר: ״מצפים מכם לגנות״כל הפרטים >>ביום השנה לנפילת משטר אסד והקמת המשטר הסורי החדש אתמול – במערכת הביטחון ניטרו מהרשתות הגלויות תיעודים, שבהם נראים חיילי צבאו של… pic.twitter.com/uSZDe5XYY8— דורון קדוש | Doron Kadosh (@Doron_Kadosh) December 9, 2025

وتشير التقديرات الأولية إلى أنّ إسرائيل ستطالب الشرع بإدانة هذه التصريحات وبتقديم التزامات حول ضبط سلوك قواته في المناطق الجنوبية، تجنبا لأي تصعيد أو سوء تقدير ميداني قد يعقّد الاتصالات الجارية.

وفي الأوساط الإسرائيلية، يُنظر إلى الحادثة على أنها تكشف فجوة واضحة بين الأجواء السياسية المتفائلة التي تروّج لها واشنطن وبين الخطاب الميداني داخل سوريا، وهي فجوة تخشى تل أبيب أن تقوّض فرص إحراز أي تقدم في المسار الأمني المطروح.

شروط نتنياهو

التوتر الجديد يأتي فيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد قدّم قبل أيام ملامح رؤيته لاتفاق سلام محتمل مع سوريا، عقب هجوم عسكري إسرائيلي على ريف دمشق أسفر عن مقتل 13 شخصا.

ووفق ما نقلته وسائل إعلام عبرية، شدد نتنياهو على أنّ أي اتفاق يبدأ بالموافقة السورية على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تمتد من دمشق حتى حدود الجولان المحتل، تشمل مداخل جبل الشيخ وقمته، مع بقاء السيطرة الإسرائيلية على المناطق التي استولت عليها في الأسابيع التي أعقبت سقوط نظام الأسد.

وعدّ نتنياهو هذه السيطرة جزءا من “ضرورات الأمن القومي” التي لا يمكن التخلي عنها، مؤكدا أنّ “حسن النية” من جانب دمشق قد يفتح الطريق لاتفاق مستقبلي، لكنه أشار أيضاً إلى أن إسرائيل لن تتراجع عن مبادئها الأمنية مهما كان حجم الضغوط.

كما لوّح بالرغبة في حماية الأقلية الدرزية في الجنوب السوري، وهي ورقة دبلوماسية لطالما استخدمتها تل أبيب في خطابها حول الحدود الشمالية.

ويرى مراقبون أن مقاطع الهتاف قد تتحول إلى “اختبار مبكر” لقيادة الشرع، في لحظة تحاول فيها واشنطن تثبيت إطار تفاهمات جديدة تعكس ما بعد مرحلة الأسد. فإسرائيل تعتبر الخطاب العسكري مؤشرا على نوايا دمشق، ولا ترغب برؤية أي تعبئة شعبية أو عسكرية تُقوّض ما تصفه بـ”النافذة الضيقة لاتفاق تاريخي”.