أصدر مكتب إحصاءات العمل بيانات متأخرة عن الوظائف من الشهرين الماضيين، تظهر أن الولايات المتحدة فقدت 105000 وظيفة في أكتوبر وأضافت 64000 وظيفة في نوفمبر.
لكن نظرة أعمق على بيانات التوظيف التي صدرت أمس، تكشف عن عدة اتجاهات قد تنذر بمشاكل لسوق العمل الأمريكي إذا استمرت على مساراتها الحالية.
وبالنظر إلى ما حدث حتى الآن في عام 2025، يبدو أن نمو الوظائف قد بدأ في التراجع في أبريل، في نفس الوقت تقريبًا الذي أعلن فيه الرئيس دونالد ترامب عن تعريفاته الجمركية “يوم التحرير”.
وبدأ العام بداية قوية؛ حيث بلغ متوسط خلق فرص العمل في الأشهر الأربعة الأولى حوالي 122 ألف وظيفة شهريًا. عندها بدأت المشاكل بالظهور.
ومن مايو إلى نوفمبر، تباطأ نمو الوظائف إلى نحو 32 ألف وظيفة شهريًا. بعبارة أخرى، انخفض عدد الوظائف المستحدثة شهريًا منذ مايو بنحو الربع مقارنةً بالأشهر الأربعة الأولى من العام.
لكن البيانات الشهرية نفسها يمكن أن تحجب الاتجاهات العامة. مع أرقام ترتفع وتنخفض من شهر لآخر، والتلاعب السياسي من جميع الأطراف.
وبشكل عام، منذ شهر مايو، كانت هناك أربعة أشهر زادت فيها الرواتب وثلاثة أشهر انخفضت فيها.
وفي الوقت نفسه، تمثل هذه الخسائر التي استمرت ثلاثة أشهر تحولًا جذرياً عن الماضي القريب. للعثور على آخر مرة شهدت فيها البلاد شهرًا فقدت فيه وظائف أكثر مما كسبت، يجب العودة إلى عام 2020. عندما شلّت جائحة كوفيد-19 الاقتصاد الأمريكي وتسببت في فقدان ملايين العمال لوظائفهم.
وفي شهر مايو، انخفضت نسبة البطالة بين السود إلى أدنى مستوى لها في العام عند 6.0%. وهو معدل يزيد بنسبة 1.8 نقطة مئوية فقط على معدل البطالة الإجمالي في ذلك الشهر.
وبحلول شهر نوفمبر، بلغ معدل البطالة بين العمال السود 8.3%؛ أي أعلى بمقدار 3.7 نقطة كاملة من معدل البطالة في القوى العاملة الأمريكية الأوسع.
فهرس المحتوي
معدل البطالة في أمريكاالذكاء الاصطناعي والبطالة
معدل البطالة في أمريكا
كما أن معدل فقدان الوظائف بين العمال السود يتجاوز المعدل العام للسكان. ففي الفترة من مايو إلى نوفمبر، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة بنسبة 0.4% فقط، بينما ارتفع معدل البطالة بين السود بنسبة 2.3%.
فيما وصفه بنك جيه بي مورجان تشيس بأنه “تطور مثير للقلق”. وكشفت بيانات مفصلة من مكتب إحصاءات العمل أن جميع نمو الوظائف في القطاع الخاص تقريبًا خلال الشهرين الماضيين كان في قطاعين فقط: “الرعاية الصحية” و”الخدمات الاجتماعية”.
وفي نوفمبر، تصدّرت وظائف مساعدي الرعاية الصحية المنزلية ووظائف دور رعاية المسنين النمو في وظائف الرعاية الصحية.
أما في مجال الخدمات الاجتماعية، فقد كانت خدمات الأفراد والعائلات، التي تشمل خدمات كبار السن وذوي الإعاقة، هي الفئة الأسرع نموًا في الشهر الماضي.
وفي الواقع، أشارت شركة “Sage Economics” إلى أن جميع فرص العمل تقريبًا هذا العام جاءت من قطاعي الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية.
وإذا كانت وظائف الصحة والرعاية الاجتماعية هي الرابحة الكبرى هذا العام بين وظائف القطاع الخاص؛ فإن وظائف التصنيع والخدمات المكتبية هي الخاسرة.
الذكاء الاصطناعي والبطالة
وباستثناء الوظائف الحكومية، التي انخفضت أكثر من أي قطاع آخر. في حين كانت أكبر خسائر القطاعات هذا العام هي انخفاض 80 ألف وظيفة في وظائف خدمات الأعمال. بالإضافة إلى فقدان 63 ألف وظيفة في قطاع التصنيع. وفقًا لـ زاك فريتز، الخبير الاقتصادي في شركة سيج إيكونوميكس.
علاوة على أنه تم إلغاء تلك الوظائف التصنيعية على الرغم من تعهد إدارة ترامب بتنشيط التصنيع المحلي في الولاية الثانية للرئيس.
أما بالنسبة لتسريح الموظفين الإداريين؛ فيأتي ذلك في ظل التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل.
رغم أنه ليس من الواضح تمامًا عدد الوظائف المفقودة المرتبطة مباشرةً بالذكاء الاصطناعي. إلا أن تقديرًا حديثًا من “جولدمان ساكس” أشار إلى أنه في حال اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. فإنه قد يؤدي إلى الاستغناء عن 6-7% من القوى العاملة في الولايات المتحدة.
وارتفع معدل البطالة بين المراهقين إلى 16.3% في نوفمبر بعد أن بلغ 13.2% في أحدث تقرير للوظائف في سبتمبر، قبل إغلاق الحكومة.
وأخيرًا، هذا هو أعلى مستوى لبطالة المراهقين منذ أغسطس 2020. عندما تسبب كوفيد في قلق ملايين الآباء الذين أبقوا أبناءهم المراهقين في المنزل بعيدًا عن سوق العمل.
المصدر: nbcnews.c
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






