شهد الوسط الفني العربي في الساعات الأخيرة حالة واسعة من الجدل، بعد أن خرج الفنان السوري المخضرم سلوم حداد بتصريحات صريحة انتقد فيها عددا من الممثلين المصريين بسبب ضعف أدائهم للغة العربية الفصحى.
التصريحات التي جاءت مصحوبة بمقطع مصور، انتشرت بسرعة على المنصات الرقمية، وأثارت موجة من الردود الحادة من داخل الوسط الفني المصري، لتتحول إلى سجال علني بين النجوم والجمهور.
بداية أزمة تصريح سلوم حداد عن فناني مصر
ظهر سلوم حداد في مقطع فيديو عبر منصات سورية، متحدثا عن ضعف إتقان الفصحى لدى ممثلين مصريين، مؤكدا أن عددا قليلا فقط تمكن من التعامل مع اللغة بمهارة أمام الكاميرا.
واستثنى من انتقاده اثنين من كبار نجوم الدراما المصرية، هما عبد الله غيث ونور الشريف، معتبرا أنهما شكلا نموذجا نادرا في الأداء بالفصحى. وزاد الجدل بعدما قلد حداد طريقة نطق بعض الجمل باللهجة المصرية بشكل ساخر، مشيرا إلى أن تعطيش حرف الجيم يفسد متانة اللغة على الشاشة.
شاهدوا تصريح سلوم حداد الذي استفز فناني مصر:
ردود غاضبة من ممثلين مصريين
لم يمر حديث الفنان السوري مرور الكرام، إذ بادر عدد من الفنانين المصريين بالرد عبر حساباتهم الشخصية.
وكان أبرزهم محمد علي رزق، الذي اعتبر أن حديث حداد يتجاهل أعمالا مصرية حديثة أثبتت قدرة الفنانين على التمثيل بالفصحى، مستشهدا بمسلسل "رسالة الإمام" وعروض مسرحية للفنان الكبير يحيى الفخراني.
كما دعا رزق حداد لزيارة استوديوهات الدوبلاج في مصر ومتابعة العروض المسرحية ليكتشف بنفسه مدى انتشار الأداء بالفصحى بين الفنانين.
المخرج حسني صالح انضم هو الآخر إلى صفوف المدافعين، منتقدا ما وصفه بـ"التعميم الجارح"، وأكد أن مصر ما تزال منبع الفن واللغة، مستشهدا بأسماء لنجوم مصريين يبرعون في اللغة الفصحى مثل محمد رياض وأحمد عبد العزيز وكمال أبو ريا، مشددا على أن عدد الأسماء يفوق قدرة أي قائمة على الإحصاء.
اعتذار لاحق يخفف التوتر
تطور الموقف بعد تدخل نقيب الممثلين في مصر الدكتور أشرف زكي، الذي كشف أن سلوم حداد تقدم باعتذار رسمي عمّا بدر منه من سخرية طالت الفنانين المصريين.
وأكد زكي أنه قبل الاعتذار، مشيرا إلى أن العلاقات بين مصر وسوريا تبقى راسخة ولا تهتز بخلافات عابرة. واختتم حديثه ببيت شعر شهير يؤكد طي صفحة الخلاف.
من هو سلوم حداد؟
يعد سلوم حداد واحدا من أبرز نجوم الدراما السورية والعربية، إذ بدأت مسيرته في منتصف السبعينيات بعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وانضمامه لنقابة الفنانين السوريين عام 1980.
ارتبط اسمه بالأدوار التاريخية، حيث قدم شخصيات قوية في مسلسلات مثل "سيوف العرب"، "الإمام أحمد بن حنبل"، "المرابطون والأندلس"، "الزير سالم"، و"أبو الطيب المتنبي". كما خاض تجارب ناجحة في الأعمال الاجتماعية والمعاصرة، منها "العربجي"، "خريف عمر"، و"عندما تشيخ الذئاب".
حضور محدود في مصر
ورغم أن كثيرا من النجوم السوريين وجدوا مكانهم في الدراما المصرية، فإن مشاركة سلوم حداد كانت محدودة.
فقد ظهر في مسلسل "السائرون نياما" إلى جانب فردوس عبد الحميد وعلي الحجار، كما شارك في فيلم "صرخة نملة" مع عمرو عبد الجليل، بدور ضابط أمن دولة.
كما عرف حداد بلقب "فارس الدراما التاريخية"، لكن مسيرته لم تقتصر على هذا اللون، إذ تنقل بين شخصيات متنوعة أظهرت مرونة أدائية كبيرة.
ويعرف عنه حرصه الدائم على نطق اللغة العربية بشكل صحيح، ما جعله يحظى بثقة النقاد والجمهور في الأعمال التي تتطلب التزاما صارما بالفصحى.
ورغم أن الأزمة انتهت باعتذار رسمي، إلا أنها فتحت الباب أمام نقاش أوسع حول أهمية إتقان اللغة العربية الفصحى في الأعمال الدرامية.
الجدل الذي أثاره حداد كشف حساسية العلاقة بين اللغة والهوية الفنية، وأعاد إلى الواجهة قضية طالما أثارت الانقسام بين من يعتبر الأداء بالفصحى شرطا أساسيا للعمل التاريخي، ومن يرى أن طبيعة اللهجات المحلية تكفي في بعض الأعمال.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه