فيلم “فلسطين 36” للمخرجة آن ماري جاسر المرشح لأوسكار 2026: يوثق بدايات الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني

عدة أسباب مختلفة للاحتفاء بالفيلم الفلسطيني “فلسطين 36″، للمخرجة آن ماري جاسر، فقد فاز بأولى جوائزه في مهرجان “ساو باولو” السينمائي الدولي، وتوّج بجائزة الجمهور، بالتزامن مع عرضه بمهرجان لندن السينمائي، وهو فيلم قبل أي شيء يمثّل فلسطين في جوائز الأوسكار هذا العام.عرض فيلم “فلسطين 36” خلال مهرجان الدوحة السينمائي 2025، حيث شارك في حضور العرض في الدوحة، قطر، يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2025 كل من بن فروست، وأحمد شهاب الدين، وكريم داود انايا، ويافا بكري، وصالح بكري، وهيام عباس، وأسامة بواردي، والمخرجة آن ماري جاسر، والرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحيثم إنه تمكّن من الوصول إلى القائمة القصيرة بجوائز الفيلم الأوروبي الـ38، التي تنظمها أكاديمية الفيلم الأوروبي سنويا، تقديرا للإنجازات والتميّز السينمائي. وربما أشياء أخرى لم تحدث بعد.“فلسطين 36” هو دراما تاريخية عن الثورة الفلسطينية على الحكم البريطاني، والدعوة إلى الاستقلال عام 1936. يتتبع الفيلم شخصية “يوسف”، وهو يتنقل بين منزله الريفي ومدينة القدس المتأججة، توقا إلى مستقبل يتجاوز الاضطرابات المتزايدة في فلسطين الانتدابية عام 1936، حيث كانت عدة قرى تثور ضد الحكم البريطاني.على مستوى المحتوى، نحن ازاء سردية تستعيد ثورة الفلسطينيين على الاستعمار البريطاني في لحظة بلغت فيها التوترات ذروتها مع وصول الموجات الاولى من المستوطنين اليهود من اوروبا. الفيلم، الذي يمثل فلسطين في ترشيحات اوسكار 2026 لفئة افضل فيلم دولي، يغوص في ثورات المزارعين واحتجاجات عمال المرفأ، ودور الصحافة والطبقة المخملية والآلة القمعية البريطانية، ويثري هذا كله بمادة ارشيفية آسرة توثق ما سلب من الارض والذاكرة معالكن التاريخ لا يتوقف، فمع تزايد أعداد المهاجرين اليهود الهاربين من أوروبا الفاشية المتصاعدة، والمطالبات الفلسطينية بالاستقلال، تتجه جميع الأطراف نحو صدام حتمي في لحظة حاسمة للإمبراطورية البريطانية، ومستقبل المنطقة بأسرها.اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مهرجان الدوحة السينمائي.. انطلاقة طموحة وبناء على التجارب السابقةlist 2 of 2مهرجان سالونيك السينمائي الدولي الـ66.. حضور عربي وتكريمات عالميةend of listيؤسس الفيلم للقصة الكاملة التي بدأ فيها التقسيم الفلسطيني، وربما هو ما يجعله مسار تساؤل طويل. هنا نرجع معا إلى اللحظة الأولى التي بدأ منها كل شيء، وتكمن أهمية ذلك في معرفة المدى الإجرامي الذي اتخذته القضية كلها لحظة بعد الأخرى.فيلم “فلسطين 36” في عرض خاص نظمته مؤسسة Film Independent في “مركز ميريل ستريب للفنون الادائية” بمدينة لوس انجلس في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2025، حيث حضرت الفعالية الكاتبة والمخرجة آن ماري جاسر برفقة الناقد الأدبي سري مقدسينشاهد أناسا تورطوا في السياسة بلا رغبة منهم، كما نجد صهينة على من حاولوا الفرار من التعقيدات التي واجهت كل فلسطيني/ عربي آنذاك. يبدو الفيلم نظرة قريبة على المأساة، تحيط بالزمن من اللحظة الأولى، وصولا للإجرام الحالي.الفيلم إنتاج دولي مشترك بين فلسطين وبريطانيا وفرنسا والدنمارك وقطر والسعودية والأردن، وهو من تأليف آن ماري جاسر وإخراجها، وهي كاتبة ومخرجة ومنتجة فلسطينية، قدّمت أكثر من 16 فيلما تنوعت بين الوثائقي والروائي، وعُرضت أعمالها في أهم المهرجانات السينمائية العالمية، بما في ذلك كان وبرلين والبندقية وتورونتو وتيلورايد.آن ماري جاسر تحضر السجادة الحمراء الختامية بمهرجان مراكش السينمائي الدولي الثاني والعشرين، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2025، بمراكش، المغرب. (تصوير: أورور مارشال/ صور غيتي)تُعد أفلامها الروائية الأربعة ضمن ترشيحات فلسطين الرسمية لجوائز الأوسكار، منها “ملح هذا البحر” (2008)، وهو أول فيلم روائي طويل لمخرجة فلسطينية. ثم فيلم “لما شفتك” (2012)، ثم فيلم “واجب” (2017).وفي لقاء معها على هامش عرض الفيلم الدولي، دار معها حوار طويل على الفيلم، ومسيرتها غير القصيرة في صناعة أعمال فلسطينية.قبل أي شيء، أي الصفتين تعبّرين بها عن نفسك أكثر: الكاتبة أم المخرجة؟ وهل ترين أن بينهما فرقا؟ ولماذا بات المبدعون يصنعون أعمالهم بأنفسهم كتابة وإخراجا؟بدأت مسيرتي كاتبة ومحررة، لكنني أدركت لاحقا أن حريتي الحقيقية أجدها في الإخراج.في فيلمها الجديد “فلسطين 36” تعود المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر إلى فلسطين الثلاثينيات، لترسم ملامح بلد حي نابض كان يفيض بقرى باسمة قبل أن يطمرها الاحتلال الإسرائيلي تحت ركامه. يعيد الفيلم إلى الواجهة تفاصيل حياة يومية تبددت مع الزمن، وينخرط في رحلة تنقيب بين سجلات التاريخ عن البذور الأولى للنكبة، متتبعا الدور الذي اضطلع به الانتداب البريطاني في ترسيخ بنية المشروع الاستعماري وتمهيد الطريق أمام تمدده وتحوله إلى واقع مفروضهما بالتأكيد مهنتان مختلفتان، فالكتابة عملية وحيدة معزولة، أما الإخراج ففعل جماعي. وأظن أن كثيرا من صُنّاع الأفلام في العالم العربي يلجؤون إلى إخراج أعمالهم بدافع الضرورة، فقصصنا عزيزة علينا، نحملها في أعماقنا، ولن يصنعها أحد سوانا إن لم نفعل ذلك بأنفسنا.اشترك فيالنشرة البريديةاشترك في النشرة البريدية وتابع أحدث أفلامنا الوثائقيةكيف بدأت شرارة العمل على فيلمك الأخير “فلسطين 36” منذ الفكرة الأولى وحتى مراحل الإنتاج المرهقة؟أردت أن أروي هذه القصة بقدر كبير من الحميمية الخام، وبامتداد ملحمي واسع في الوقت ذاته، حكاية شخصية عميقة، ولكن بمشهدية كبيرة.حلمت بصناعة هذا الفيلم منذ نحو عقد، فهو أحد أكثر المنعطفات المحورية في تاريخنا الفلسطيني، ومنه تبدأ كل الحكايات اللاحقة.. كلّها بلا استثناء.انغمستُ في نهر طويل من البحث، فقرأت كل شيء وقع تحت يدي من كتب ووثائق وشهادات، وجمعت صورا ومواد فيلمية وآثارا لا تُحصى من الانطباعات.استغرق تمويل الفيلم نحو 8 أعوام. فنحن نعيش تحت احتلال عسكري، وفي بلد ليست له بنية داعمة للسينما، لذلك اعتمدنا كثيرا على مجتمعنا في الشتات، وعلى شركائنا الدوليين، ممن يحبون السينما، وآمنوا بهذا المشروع.الممثلة الفلسطينية هيام عباس (يمين) والممثل البريطاني بيلي هاول (يسار) إلى جانب المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر ومواطنها الممثل صالح بكري (غيتي)من الناحية العملية، بدأنا الاستعداد قبل التصوير بعام كامل، مع أن التحضير الرسمي عادة لا يتخطى ثلاثة أشهر، لكن حجم المشروع كان هائلا لكل أفراد الفريق، فهو أكبر فيلم عملنا فيه أجمعين، وكان لا بد أن نمنح أنفسنا الوقت لنقوم به كما يجب.عشنا أشهرا في مواقع التصوير، نُدرّب، ونبني، ونزرع، ونطرّز، وقد رمّمنا قرية في الضفة الغربية، وصنعنا مركبات عسكرية بريطانية، وحافلة، ودبّابات قديمة، وأسلحة لدى حداد في نابلس، وقد درّبتُ كل ممثل بحسب دوره، من ركوب الخيل، إلى دروس الرقص، وصناعة الخبز التقليدي، وتمارين اللهجة، والآلة الكاتبة.أما مجاميع الجنود البريطانيين، فخضعوا لمعسكر تدريبي بإشراف مستشار عسكري.كان مشروعا مذهلا، لم نختبر مثله من قبل، وكانت أكبر العقبات في البداية أننا اضطررنا لبناء كل شيء تقريبا، حتى الآليات العسكرية، لأن ما بعد الحرب العالمية الثانية لا يشبه ما قبلها، وطلبتُ الدقة التاريخية بلا تجميل ولا تحايل.ثم جاءت عقبة أخرى، هي العثور على قرية فلسطينية مناسبة للتصوير، فبعد أن دُمِّرت 550 قرية بعد عام 1948، لم يكن الأمر يسيرا، وقد وجد مدير المواقع في النهاية قرية ما تزال أطلالها قائمة جزئيا، فرممناها وزرعنا حقول التبغ والقطن وغيرهما، مما كان يزرعه الفلسطينيون آنذاك.تروي المخرجة ان والدها، المولود عام 1936، نجا من نكبة 1948 – التهجير الجماعي للفلسطينيين من وطنهم عقب قيام دولة اسرائيل – ولا يكاد يكف عن الحديث عن صدمات الماضي وتجربة الاقتلاع من الجذور. في حديقة بيتها في بيت لحم، تتناثر علب قنابل الغاز والرصاص وبقايا الاسلحة الاسرائيلية، جميعها تحمل وسم “صنع في الولايات المتحدة”. تقول: “لا توجد فسحة لالتقاط الانفاس لأي جيل من الاجيال الفلسطينيكان يفترض أن نصوّر معظم الفيلم في فلسطين، لا سيما في بيت لحم، مدينتي، وكنت متحمسة جدا، لأنها كانت ستكون تجربتي الأولى في التصوير بمدينتي، بعد أن صورت في أماكن كثيرة حول العالم، وكان فريقنا مزيجا من أفراد عملوا معنا طويلا، وآخرين جدد متحمسين.كون الإنتاج وصنّاعه من فلسطين سهّل الكثير، لأن علاقتنا بفريقنا المحلي متينة، ولأننا نعرف الأرض وأناسها، لذا لم تكن عبارة “يستغرق الأمر قرية” مجازا عندنا، فقد احتجنا إلى قرية لصنع هذا الفيلم.لكن حين انهار كل شيء واندلعت الإبادة، وجدنا أنفسنا في وضع لم نتخيله قط، فانهرنا واضطررنا لإجلاء الفريق كاملا، وفقدنا كل مواقع التصوير وكل ما بُني، ومع ذلك كان ما يجري حولنا في الواقع أفظع بما لا يقاس، وقضينا الشهور الأولى ملتصقين بهواتفنا، نتأكد من سلامة أهلنا وأصدقائنا.أحد مشاهد الفيلم الذي اختار أن يقدم الحكاية الأولى التي تتالت معها الأحداث في فلسطينأما بخصوص الفيلم، فكان الخيار الوحيد هو الاستمرار، فبعد أن لم تعد مواقع كثيرة في فلسطين ممكنة للتصوير، اضطررنا إلى تنفيذ بعضها في الأردن، وكنا محظوظين ببقاء شركائنا الدوليين إلى جانبنا، وكذلك الممثلون.كان الفيلم مهما عند الجميع، وهكذا بدأنا من الصفر مرة أخرى، ومع تدهور الوضع، عُرضت علينا فرص التصوير في اليونان ومالطا والمغرب وقبرص، لكن الأردن منحنا مساحة ودعما كبيرين، ومع ذلك بقيت الأصالة أولوية قصوى لدي، بل صارت أهم من أي وقت مضى.كان لا بد أن نصوّر الفيلم على الأرض التي يتحدث عنها، ومع الناس الذين يمثّلهم، ولم أتخيل يوما أن أُنتج فيلما منفى، في حين يناضل شعبنا من أجل وجوده، وكانت العودة إلى فلسطين لاستكمال التصوير انتصارا مرّا، لكنه انتصار مع ذلك.دعينا نعود خطوة للوراء. ما أثر الجهات المنتجة المختلفة؟ وإلى أي حد وجدت أن ضخامة الميزانية ضرورية لعمل تاريخي بهذا الحجم؟بالنظر لما أنجزناه ولما احتاجه الفيلم، كانت الميزانية صغيرة، لكنها في فلسطين كانت كبيرة جدا، لأننا لا نعمل عادة على هذا المستوى، احتجنا إلى آلاف الناس، وإلى بناء كل شيء من الصفر، وقد فعلنا ذلك لأن لدينا الحق -كأي صُنّاع سينما في العالم- أن نعمل كما تستدعي رؤيتنا.كان فيلمي السابق “واجب” بسيطا، رجلان في سيارة، أما هذا فهو عمل ملحمي، ولو كانت لدينا ميزانية أكبر لقدّمنا المزيد، لقد فعلنا أقصى ما نستطيع ضمن حدود ما توفر لنا، وهو حقا أكبر إنتاج عملت عليه في حياتي.في أحد المشاهد الأخيرة، يتخذ الفتى قرارا صادما ضد جندي بريطاني. إلى أي مدى يمكن أن تكون هذه الخيارات الجذرية محركات للتحرر؟ وهل لنا نحن العرب اليوم مثل هذا الجذرية؟يتناول الفيلم كله كيف تصنع الظروفُ والواقعُ والتاريخ إنسانا عاديا، وطريقة إعادة تشكيله، أؤمن بأن الجذرية كامنة في كل إنسان، فحين يُدفع المرء للجوع أو الإذلال أو العبودية، فلا بد أن يأتي الردّ يوما.مضت 8 سنوات منذ فيلم “واجب” الذي احتُفي به كثيرا في فلسطين. كان جوهره قصة عائلية بسيطة تحمل في طياتها سردا فلسطينيا واسعا. ما الجانب الإنساني في الحكاية الفلسطينية بعيدا عن الحرب الذي ترين أنه لا يشبهه غيره؟ وما الذي تغيّر فيك بعد 7 أكتوبر؟لا أظن أن شيئا ما يجعل القصة الفلسطينية فريدة بحد ذاتها، ففرادتها عندي أنها قصتي، الأقرب لي، التي أعيشها وأتنفسها، وهذا لا يعني أنني لا أريد رواية قصص أخرى أو لا أستطيعها، لكن هذه القصة تسكنني.بعد 7 أكتوبر أدركت أن العالم قد يسمح بحدوث إبادة لأيّ أحد، من دون أن يفعل شيئا. لطالما تساءلت كيف تحدث المجازر الكبرى والناس يقفون متفرجين. الآن أعرف.في فيلم “ملح هذا البحر” نرى إصرار شابة تحاول أن تبني ذاتها الحقيقية في فلسطين لا في بروكلين، تبدو كأنها تجسيد رمزي لفلسطين. إلى أي مدى تحمل مناقشة فلسطين سينمائيا بعدا موازيا للمقاومة؟نحن صُناع أفلام لا نكتفي بعكس واقعنا، بل نحن جزء منه ومشبوكون به، أغلبنا لا يعيش حياة مريحة، وهذا ليس هواية بل حاجة داخلية.لطبيعة المكان الذي نعيش فيه، يصبح صنع الفيلم مقاومة بحد ذاته، لأننا نُمنَع منه باستمرار، وعلى المستوى العالمي، تُمحى أصواتنا. لذلك فإن مجرّد وجودنا وعملنا مقاومة.ما الدور الذي يفترض أن يؤديه الفن السياسي والاجتماعي، وهل يحقق هذا الدور، وكيف ترين المشهد الفني العربي عموما من موقعكِ المحلي والعالمي؟دور الفن أن يحمي الحياة، لا أحب التنظير في هذا المجال، وأترك ذلك للمفكرين. أعرف ممارستي وفني، وأعرف أنه يختلف عن كثيرين ويتقاطع مع آخرين. المشهد يتغير باستمرار، أصنع الأفلام منذ 25 عاما، وكل شيء يتبدل بسرعة. على الفنان أن يجد موقعه الذي يشعر فيه بالتحدي وبالحركة لا الركود، دون أن ينشغل بما يفعله الآخرون.تنوّع طاقم التمثيل في الفيلم تنوعا لافتا، مع أدوار مفاجئة لبعض الممثلين، مثل ظافر العابدين. كيف تعاملت مع الاختيار؟هذا أضخم طاقم عملت معه على الإطلاق، وأشعر بامتنان كبير لهذه المجموعة المتنوعة من الممثلين. لكل واحد منهم قصة يمكن أن تُروى.صالح بكري هو رفيق مسيرتي الطويلة، وقد منحتُه أول دور في أول أفلامي.هيفاء عباس حلمتُ بالعمل معها منذ زمن طويل، وقد توطدت علاقتنا عندما أخرجتُ حلقة من مسلسل “رامي” (Ramy)، هي فنانة وإنسانة مذهلة.تقول مخرجة الفيلم،كما هو حال شخصيات “فلسطين 36″، لا نعرف نحن أيضا ما الذي سيحدث لاحقا. في المشهد الختامي، نرى طفلة تركض في شوارع القدس بفستان مطرز بالتطريز الفلسطيني، نحو مستقبل غامض لا نعرف ملامحه. لا سبيل لمعرفة إلى أين تتجه، أو ما الذي يجري من حولها (AP)تعرفتُ على “جيريمي آيرونز” عندما كنا معا في لجنة تحكيم مسابقة برلين، ورويت له فكرة الفيلم، فطلب قراءة السيناريو فورا.كما جمعتني أحلام مشتركة طويلة مع ياسمين المصري.وأما ظافر العابدين، ففي يديه مفاتيح التعقيد والجاذبية المناسبين لشخصيته.في اليوم الخامس من “مهرجان الدوحة السينمائي 2025” بالدوحة، قطر، شارك على السجادة الحمراء لفيلم “فلسطين 36” كل من: أسامة بواردي، وأحمد شهاب الدين، والرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام فاطمة الرميحي، والمخرجة آن ماري جاسر، ,الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، والممثلة هيام عباس، والممثلة يافا بكري، والرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة الدوحة للأفلام عبد الله المسلم، والممثل صالح بكريأما الوجوه الجديدة: كريم داود أنايا، ويافا بكري، ووردي الإلبابوني، وورد حلو، فهؤلاء أمامهم مستقبل كبير.أمضيت وقتا طويلا في اختيار الممثلين، ووسعنا دائرة البحث قدر الإمكان، فكان الفريق مزيجا من المخضرمين والمبتدئين، ومن فلسطين والشتات والعالم.من أكثر ما أعتز به أن جميع الممثلين بقوا ملتزمين بالمشروع، مع أن الإنتاج توقف مرارا وتكرارا، واضطررنا للتنقل من بلد لآخر، وكان “جيريمي” أول من كتب لي قائلا: لا تقلقي، فقط أخبريني أين ومتى.كدتُ أبكي حين قرأت رسالته.ختاما، كيف ترين مستقبل السينما الفلسطينية والعربية في زمن تغيّرت فيه عادات المشاهدة؟ أين ستجد أفلام من طراز فيلمك موقعها؟نحن -كل من صنع “فلسطين 36”- فعلنا ذلك لأنه كان شخصيا جدا ومهما جدا لدى كل واحد منا، فقد أردنا أن نروي قصتنا نحن، وقصة آبائنا وأجدادنا، ولنعطي الجيل القادم شيئا يُمسِكه بيده. لا يمكنني المبالغة في وصف تأثير هذا الدافع علينا.لقد صنعنا الفيلم وشعبنا تحت الإبادة، وهذا الألم حاضر في كل لقطة، وسيكون هذا العمل شهادة على عزيمتنا غير القابلة للكسر، وعلى رفضنا لكل القيود التي حاولت إعاقتنا. لذلك أرى مستقبل السينما الفلسطينية مهما بلغ الظلام مستقبلا مشرقا.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه




