الجامعة العربية لـ"الشرق": إسرائيل تتصرف كدولة "مارقة".. والدور الأميركي سلبي

أدانت جامعة الدول العربية بشدة الهجوم الإسرائيلي على قيادات حماس في قطر، معتبرة أن ما تفعله إسرائيل هو سلوك "دولة مارقة" تتجاهل الأعراف والقانون الدولي، معتبراً أن الدور الأميركي "سلبي ومثير للقلق"، خاصة في ظل تقديم واشنطن مظلة حماية لإسرائيل تشجعها على التصعيد والانتهاكات المتكررة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي لـ"الشرق"، إن الجامعة تلقت الأنباء المزعجة عن الهجوم الإسرائيلي على قطر، وتُدين بشدة هذا "الهجوم السافر، الذي يُعد انتهاكاً صارخاً ضد دولة عربية".
وأكد رشدي أن "الأخطر في هذا الاعتداء أن الدولة المستهدفة (قطر) تقوم بجهود مخلصة، وتؤدي دور وساطة إلى جانب مصر والولايات المتحدة من أجل وقف حرب الإبادة في غزة"، مضيفاً: "بعد كل هذه الوساطة، يأتيها هذا الفعل الشائن والجبان كرد على هذه الجهود المخلصة والحثيثة التي بذلتها لسنوات".
وأضاف: "نحن أمام تطور خطير في سلوك إسرائيل، ومستوى غير مسبوق من الاستهانة بالأعراف والقوانين الدولية، وبالتالي على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته إزاء هذا السلوك، الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه سلوك دولة مارقة وخارجة على القانون".
موقف أميركي "سلبي"
وفي ما يتعلق بدور واشنطن، قال رشدي: "نقرأ الموقف الأميركي بصورة سلبية إلى حد بعيد، سواء كانت واشنطن على علم مسبق بالضربة أو لم تكن".
وأضاف: "الوقت وحده سيكشف ذلك، لكن المؤكد أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة، بحكم دورها في الوساطة، وتقديمها مظلة حماية سياسية وعسكرية لإسرائيل، وهو ما شجع تل أبيب على التمادي وتجاوز الخطوط الحمراء".
واستطرد: "بحكم هذا الدور، تتحمل واشنطن مسؤولية مباشرة عن وصول الأحداث إلى هذا المستوى من الافتراء والاستهانة بالقواعد الدولية"، متابعاً: "سواء علمت مسبقاً أو ساهمت بسياساتها في إعطاء الضوء الأخضر، فإنها فتحت الطريق أمام نتنياهو ليصل إلى قناعة بأنه يستطيع أن يتخذ أي إجراء، في أي وقت، دون عواقب أو مساءلة".
استهداف العواصم العربية
وحول فرضية فتح جبهات جديدة، قال رشدي: "هذه الضربة ليست معزولة، بل تمثل تطوراً في مسار اتخذته إسرائيل خلال العامين الماضيين، يتمثل في استهداف عواصم عربية، وكان آخرها دمشق".
وتابع: "دخلنا الآن مستوى جديداً، حيث أن الضربة طالت دولة ليست من دول المواجهة، بل معروفة برسالتها في السلام والوساطة"، معتبراً أن "رسالة إسرائيل واضحة، وهي (لا وجود للوساطة، وكل من يعمل في هذا الصدد لا جدوى من جهوده)".
وأكد أن "الموقف الحالي لا ينبغي أن تتحمله الدول العربية فقط، بل المجتمع الدولي بأسره مطالب بتحمل مسؤولياته في مواجهة السلوك الإسرائيلي المارق".
تضامن عربي.. وتحرك خليجي
ورداً على سؤال بشأن وجود اتصالات أو تحركات عربية عاجلة، قال رشدي: "حتى الآن، لا تزال الجامعة تتبين أبعاد الموقف، وهناك تضامن كامل من الجامعة العربية مع قطر في أي إجراءات تتخذها، سواء على الصعيد الدولي أو لحماية أمنها وسيادتها، وهذا أمر مؤكد".
وأشار إلى أن هناك تحركاً متوقعاً على مستوى مجلس التعاون الخليجي، مضيفاً: "هذا الحدث ليس بسيطاً، بل هو حادث مهم وستكون له تبعات، وسيتطلب مستوى معيناً من التعامل الجماعي معه".
وتابع: "ستكون لقطر حرية التأكيد على حقوقها، والنظر في كيفية التعامل مع هذا الموقف، والجامعة العربية والدول الأعضاء ستواكبها وتساندها في أي إجراء ستراه مناسباً".
واختتم حديثه بقوله "الحدث ليس عابراً، بل يتطلب رداً مدروساً، والدول العربية كلها تقف بجانب قطر في هذا الموقف الخطير".
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه