تدهور الصحة النفسية في غزة.. أزمة صامتة تتفاقم بعيدًا عن الأنظار
تدهور الصحة النفسية في غزة
كشَفت دراسة حديثة تابعت الصحة النفسية للبالغين في قطاع غزة أن مستويات الضغوط النفسية قد تضاعفت 3 مرات خلال السنوات الخمس الماضية، وأشارت إلى أن هذه المستويات قد ارتفعت بشكل حاد بعد تصعيد الأحداث والحرب التي اندلعت في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2023. يُسلِّط تدهور الصحة النفسية في غزة الضوء على التأثيرات الإنسانية العميقة والمستمرة للحرب على سكان القطاع. نُشرت نتائج الدراسة في مجلة eClinicalMedicine التابعة لمجلة لانسيت الطبية (The Lancet) في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2025.
تدهور الصحة النفسية في غزة خلال السنوات الأخيرة يكشِف عمق التأثيرات الإنسانية للحرب
حلَّل الباحثون بيانات 677 شخصًا بالغًا من سكان قطاع غزة، تبلغ أعمارهم 40 عامًا فأكثر، شاركوا في 3 دراسات استقصائية أُجرِيَت في الأعوام 2020 و2023 و2025. ووجَدوا أن نسبة البالغين الذين يعانون من مستويات عالية من الضغوط النفسية، مثل الاكتئاب واضطرابات النوم والتوتر المستمر والشعور بالدونية أو بعدم القيمة، قد ارتفعت من حوالي 20% في عام 2020 إلى 67% في بداية عام 2025. ارتفعت هذه المستويات لدى جميع الفئات الاجتماعية، مما يُشير إلى مدى انتشار المشكلات النفسية المرتبطة بالعنف والنزوح والدمار.
أظهَرت هذه النتائج تدهور الصحة النفسية في غزة وتضاعف معاناة سكان القطاع من الضغوط النفسية 3 مرات خلال السنوات الخمس الماضية. هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، إذ تُقدِّم بيانات حول تغيُّرات الحالة النفسية لسكان قطاع غزة البالغين قبل الحرب الأخيرة وأثناءها. كما تُشير نتائجها إلى أن مستويات الضغوط النفسية كانت مرتفعة لدى سكان القطاع قبل الحرب، وتُسلِّط الضوء على كيفية مساهمة عوامل الحرب، مثل النزوح المتكرر وفقدان المنازل وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية، في تفاقم الأزمات النفسية.
خبراء يحذرون من تدهور الصحة النفسية في غزة ويطالبون بدعم عاجل
كشَفت الدراسة أن معدل النزوح بلغ 4 مرات بالمتوسط للشخص الواحد، وأن أكثر من 99% من المشاركين قد نزحوا مرة واحدة على الأقل بحلول عام 2025. أكد الباحثون أنه يجب على الجهات المعنية، مثل صانعي السياسات والمنظمات الإنسانية، التي تعمل على الحد من التأثيرات النفسية للحرب في غزة وغيرها من المناطق المتضررة من الحروب في مختلف أنحاء العالم أن تأخد هذه النتائج بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات ووضع السياسات.
كما دعوا إلى تقديم خدمات شاملة وطويلة الأمد للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في قطاع غزة، بالإضافة إلى تعزيز المساعي الدولية المتواصلة لتوسيع نطاق تقديم خدمات الصحة النفسية، وتقوية قدرة المجتمعات على التَحمُّل والصمود، وتقديم الدعم للأفراد والمجتمعات لمساعدتهم على التعافي.
المصادر:
آخر تعديل بتاريخ
28 نوفمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






