تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية في الدراي كلين
مادة كيميائية شائعة في الدراي كلين قد تُضاعف خطر تليّف الكبد
في السنوات الأخيرة، بدأت الأبحاث العلمية تكشف جانبًا جديدًا من المخاطر الصحية غير المتوقعة، خاصة تلك المرتبطة بالمواد الكيميائية التي نتعرّض لها دون أن نشعر في حياتنا اليومية. ومن أخطر هذه المواد مركّب يُستخدم على نطاق واسع في الدراي كلين (Dry Cleaning)، وفي العديد من المنتجات الصناعية والمنزلية، والذي قد يرفع خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية إلى مستويات مقلقة. تشير دراسة حديثة نُشرت في مجلة Liver International إلى أنّ التعرّض لهذه المادة قد يُضاعف خطر تليّف الكبد ثلاث مرات، وهو ما يجعل إعادة تقييم بيئتنا اليومية ضرورة صحية ملحّة.
ما هي المادة الكيميائية (PCE) ولماذا تشكل خطرًا؟
تُعرف المادة باسم رباعي كلورو الإيثيلين (Tetrachloroethylene – PCE)، وهي مادة تستخدم منذ عقود في عدة صناعات. وتوضّح البيانات البحثية أن وجودها في دم الإنسان مؤشر واضح على التعرّض المزمن لها، مما قد يزيد خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية بصورة كبيرة.
قبل استعراض النقاط التالية، يجدر بنا فهم أن هذه المادة تدخل في صناعات متعددة تجعل التعرض لها واردًا حتى دون عمل مباشر في المصانع. أهم استخدامات رباعي كلورو الإيثيلين تشمل:
مواد اللصق واللاصقات
منظفات الفرامل
الدراي كلين
إزالة الشحوم من المعادن
مزيلات الطلاء
المزلقات القائمة على السيليكون
مزيلات البقع
مواد مقاومة الماء
وتُعتبر هذه الاستخدامات جزءًا من سبب ارتفاع خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية لدى فئات واسعة من السكان، خاصة العاملين في المصابغ والمصانع.
كيف يؤدي PCE إلى تليّف الكبد؟
يؤكد الخبراء أن الكبد يتعامل مع المواد الكيميائية عبر عمليات الاستقلاب (Metabolism)، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تكوين مركّبات ثانوية تهاجم الخلايا الكبدية وتسبب التهاب الكبد (Hepatitis) وتندّب الأنسجة (Hepatic Fibrosis). وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ:
7% من المشاركين كان لديهم مستويات قابلة للقياس من PCE في الدم.
من تعرضوا للمادة زاد لديهم خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية بمقدار ثلاثة أضعاف.
كل ارتفاع بمقدار 1 نانوغرام/مل من المادة في الدم رفع احتمال الإصابة بتليّف كبير بمقدار خمسة أضعاف.
وهذه الأرقام تبرز مدى أهمية إدراك أثر البيئة المحيطة على الكبد، خاصة أن تليف الكبد هو المؤشر الأهم لتطور أمراض خطيرة مثل:
تشمع الكبد (Cirrhosis)
سرطان الكبد (Hepatocellular Carcinoma)
فشل الكبد (Liver Failure)
ما الذي يجعل هذا البحث مهمًا؟
تشرح المصادر العلمية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) والمعاهد الوطنية للصحة (NIH) أن الأمراض الكبدية أصبحت من الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم. ويُعد مرض الكبد الدهني المرتبط باضطراب الاستقلاب (MASLD) من أكثر هذه الأمراض شيوعًا، إذ يؤدي تراكم الدهون في الكبد إلى التهابه ثم تليّفه. وتشير الدراسات إلى أن عوامل الخطر تشمل:
السكري (Diabetes).
متلازمة الأيض (Metabolic Syndrome).
التدخين.
الخمول البدني.
سوء التغذية.
تناول الكحول بكثرة.
لكن الجديد هو دخول العوامل البيئية مثل PCE ضمن قائمة المؤثرات الكبرى على خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية.
عوامل أخرى ترفع خطر الإصابة بتليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية
قبل سرد النقاط التالية، من المهم معرفة أن هذه العوامل قد تعمل مجتمعة لتزيد العبء على خلايا الكبد:
الملوثات الهوائية (Air Pollutants)
المعادن الثقيلة (Heavy Metals) مثل الرصاص والزئبق
المذيبات الصناعية (Industrial Solvents)
المبيدات الحشرية (Pesticides)
وتساعد معرفة هذه العوامل في الحد من خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية عبر تغيير السلوكيات البيئية.
مقارنة بين عوامل تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية
هذا الجدول يوضح العلاقة المباشرة بين العوامل البيئية وارتفاع خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية في المجتمع الحديث:
التأثير على الكبد
مدى شيوع التعرض
العامل البيئي
يزيد خطر تليّف الكبد 3 مرات
مرتفع في المدن
يسبب التهابًا وتلفًا مزمنًا
متوسط
الرصاص
ترفع إنزيمات الكبد
مرتفع في المصانع
المذيبات الأخرى
ترفع الالتهاب الكبدي
مرتفع جدًا
الملوثات الهوائية
هل نحن بحاجة إلى سياسات حماية جديدة؟
يرى الخبراء أن نتائج الدراسة تمثل دعوة لتطبيق سياسات تحد من التعرض لـPCE، مثل:
تحسين التهوية في أماكن العمل.
استبدال PCE ببدائل أقل سمية.
تعزيز برامج الفحص المبكر للعاملين في الصناعات عالية الخطورة.
وبحسب الخبراء، فإن تجاهل أثر هذه المادة قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية بين السكان.
نهايةً، يمثّل اكتشاف دور مادة PCE في زيادة خطر تليّف الكبد بسبب المواد الكيميائية ثلاث مرات إنذارًا صحيًا مهمًا، خاصة لمن يتعرضون لها بشكل متكرر دون علم. ومع تزايد انتشار الأمراض الكبدية عالميًا، فإن فهم دور المواد البيئية بات ضروريًا لحماية الصحة العامة. إن اتخاذ خطوات بسيطة مثل تجنب التعرّض المباشر لهذه المادة والبحث عن بدائل أكثر أمانًا قد يُحدث فرقًا كبيرًا في تقليل العبء الكبدي على المدى الطويل.
آخر تعديل بتاريخ
29 نوفمبر 2025
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه






