ضحايا الأطفال بمخلّفات الحرب في سوريا بلغ أعلى مستوى له خلال خمس سنوات

رغم انتهاء الأعمال العسكرية في سوريا، إلا مخلفات الحرب والألغام الأرضية تلاحق السوريين وتفتك بهم، حيث ما تزال تعتبر مشكلة رئيسية أمام عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، في ظل عدم العمل على إزالتها، ما أدى إلى وقوع أكثر من 1500 ضحية خلال العام الأول لسقوط نظام الأسد.
يأتي ذلك وسط مطالب للحكومة السورية والجهات المانحة لدعم جهود الإزالة والتوعية والمساعدة بشكل عاجل، من خلال وضع برامج لمسح المناطق، خاصة الريفية، لإزالة الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة.
أعلى مستوى خلال 5 سنوات
منظمة “أنقذوا الأطفال” (Save the Children)، أصدرت تقريراً يوضح أن عدد ضحايا الأطفال بالمتفجرات ومخلّفات الحرب في سوريا بلغ أعلى مستوى له خلال خمس سنوات.
ألغام غير منفجرة في تدمر- “سانا”
وفق تقرير المنظمة الذي صدر اليوم الخميس، فإن الألغام الأرضية والمتفجرات الأخرى تمثل مشكلة رئيسية في سوريا، مشيرة إلى عودة نحو 1.2 مليون لاجئ سوري و1.9 مليون نازح إلى مناطقهم.
لكن على الرغم من سقوط الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، فقد قُتل 165 طفلاً وأُصيب 423 آخرون من جراء الذخائر غير المنفجرة خلال العام الماضي، بحسب إحصاءات نشرتها مؤسسة “هالو ترست” هذا الشهر.
وأشارت المنظمة في تقريرها، إلى أن إجمالي عدد الضحايا بلغ 1592 ضحية، من بينهم 585 قتيلاً، وهو أعلى مستوى خلال الخمس سنوات الفائتة، مرجّحة أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير، في ظل غياب سجل مركزي للضحايا.
وفق التقرير، فإن استمرار خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة، يعيق عودة الأهالي إلى مناطقهم، بعد وقوع حوادث لانفجار ألغام. حيث عادت عائلة إلى مخيم للنازحين، بعد أن أُصيب اثنين من أطفاله قرب المنزل بريف إدلب، وفقد كل منهما ساقه، بينما قُتل ابنه الثالث، ما اضطره للعودة مجددا إلى المخيم.
الأطفال يشكلون 43 بالمئة
بحسب تقرير حديث لمنظمة “أنقذوا الأطفال” فإن الأطفال يمثلون 43 بالمئة من إجمالي ضحايا الألغام ومخلفات الحرب المتفجرة الأخرى.
وأشارت المنظمة إلى أن النداء الخاص بجهود إزالة الألغام لعام 2024؛ لم يُموَّل إلا بنسبة 13 بالمئة من أصل 51 مليون دولار أميركي.
“رغم توقف الحرب وانتهاء الأعمال العسكرية في سوريا، ما تزال مخلّفات الحرب تهدّد حياة الأطفال يومياً. الأطفال الذين نجوا من الحرب ما يزالون يواجهون خطر الموت في أي لحظة”.
مديرة منظمة “أنقذوا الأطفال” في سوريا، رشا محرز
وأضافت محرز أنه “لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل الأمر، وعليه ضمان توفير التمويل اللازم لإزالة الألغام الأرضية وبرامج التوعية لمنع المزيد من الخسائر في أرواح الأطفال. يجب أن تتمكن العائلات من العودة إلى ديارها بأمان حتى تتمكن من البدء في إعادة بناء حياتها بعد سنوات طويلة من الصراع.”
ودعت منظمة “أنقذوا الأطفال” الحكومة السورية إلى تسريع وتيرة الجهود المبذولة لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة، والمشاركة الفعّالة فيها. كما طالبت الجهات المانحة الدولية بدعم توسيع نطاق توفير المعدات التقنية اللازمة لتحديد مواقع الذخائر غير المنفجرة وإزالتها.
وعلى الصعيد العالمي، دعت المنظمة إلى زيادة التمويل المخصص لضحايا المساعدات، وتوسيع نطاق التدريب على إصابات الأطفال الناجمة عن الانفجارات، وتوفير الأطراف الاصطناعية، والعلاج الطبيعي، والتعليم الشامل لتلبية احتياجات الأطفال في التعافي.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً





