الدولار يتأرجح مع قلق المستثمرين وتلميحات الفيدرالي الأمريكي لتخفيف السياسة النقدية

وجد الدولار دعمًا اليوم الخميس بسبب حالة النفور الواسع من المخاطر في الأسواق. لكنه لم يتمكن من تعويض خسائره الليلية أمام عملات مثل اليورو والين والإسترليني. وذلك بعدما قدّم الاحتياطي الفيدرالي توقعات كانت أقل تشددًا مما كان يتوقعه بعض المستثمرين.
كما تخلص المستثمرون في آسيا من الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات المشفرة بعد نتائج مخيبة من شركة الحوسبة السحابية الأمريكية «أوراكل». الأمر الذي أعاد إشعال المخاوف من أن تكاليف بنية الذكاء الاصطناعي التحتية المتصاعدة قد تتجاوز الربحية المتوقعة.
وقف نزيف الدولار
وساعد ذلك في وقف تراجع الدولار. الذي كان يتعرض لضغوط بيع في البداية بعد تصريحات لرئيس الفيدرالي جيروم باول فاجأت بعض المتعاملين الذين كانوا يترقبون نبرة أكثر تشددًا.
إلا أن موجة البيع تراجعت بعض الشيء في أوروبا. لتستقر العملة الأوروبية عند 1.1704 دولار. وتظل ثابتة خلال اليوم عند أعلى مستوى في نحو شهرين. بعد صعود بلغ 0.6% يوم الأربعاء. كما استقر الإسترليني عند 1.13374 دولار بعد ارتفاع بنسبة 0.65% خلال جلسة الأربعاء.
وتراجع الدولار أيضًا أمام الين، مسجّلًا هبوطًا بنسبة 0.14% إلى 155.8 ين، بعد انخفاض بنسبة 0.56% في اليوم السابق.
الفيدرالي الأمريكي وتحركاته
وخفّض الفيدرالي سعر الفائدة أمس الأربعاء بمقدار 25 نقطة أساس، لكن بما أن الخطوة كانت متوقعة على نطاق واسع، فقد جاء رد فعل السوق انعكاسًا للرسائل العامة والتوقعات والفروق في التصويت داخل اللجنة.
كما قال كريس تورنر؛ رئيس الأسواق العالمية في بنك «آي إن جي»، إن «المستثمرين كانوا يستعدون لخفض فائدة بنبرة متشددة. وفي النهاية، لم يكن هناك سوى معارضين اثنين للقرار. كما أن الفيدرالي أبقى خفضًا آخر في توقعاته المتوسطة لعام 2026». وأضاف: «يبدو أيضًا أن باول لم يرد أن يُحاصر في فكرة أن الفيدرالي بات في وضع التوقف».
وكان المتداولون يتساءلون قبيل اجتماع الفيدرالي عمّا إذا كانوا سيحصلون على رسائل مماثلة لتلك التي صدرت من محافظ البنك المركزي الأسترالي ومن أحد صناع السياسة المؤثرين في البنك المركزي الأوروبي، والتي أشارت إلى احتمال رفع الفائدة في الخطوة التالية.
وتعرض الدولار لضغط إضافي بعدما اجتذبت سندات الخزانة الأمريكية طلبًا قويًا، عقب إعلان الفيدرالي أنه سيبدأ شراء سندات حكومية قصيرة الأجل اعتبارًا من 12 ديسمبر للمساعدة في إدارة مستويات السيولة في السوق. على أن تبلغ الجولة الأولى نحو 40 مليار دولار من أذون الخزانة.
ضربة للعملات المشفرة والدولار الأسترالي
ورغم أن العملات الرئيسية بقيت مركّزة على قرارات الفيدرالي. فقد استمرت الأجزاء الأكثر حساسية للمخاطر في السوق في التأثر بضعف أسهم التكنولوجيا.
كما تراجعت «بيتكوين» — التي يُنظر إليها غالبًا كمقياس لشهية المخاطرة — بشكل مؤقت إلى ما دون مستوى 90 ألف دولار. وكان يتداول عند هذا المستوى منخفضًا 2.4 في المئة. كما هبطت «إيثر» بأكثر من 4 في المئة إلى 3,200 دولار.
وقالت جرايسي لين، الرئيس التنفيذي لشركة «أو كيه إكس» في سنغافورة، تعليقًا على تراجع العملات المشفرة: «حتى مع توقعات الفيدرالي الأكثر ميلًا للتيسير، لا يزال السوق يعالج فائض الرافعة المالية من أكتوبر. لذا تبقى ردود الفعل على الإشارات الاقتصادية أبطأ من المعتاد».
وأضافت: «خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كان محسوبًا بالفعل في الأسعار… كما أن المشهد الاقتصادي والجيوسياسي العام لا يزال غير مستقر، وكل ذلك يبقي الاستجابة الفورية محدودة».
وتعرض الدولار الأسترالي لضغوط شديدة نتيجة الهروب من المخاطر، ليتراجع 0.5 في المئة إلى 0.6644 دولار. وزاد من الضغوط صدور بيانات تُظهر أن التوظيف في أستراليا انخفض في نوفمبر بأكبر وتيرة خلال تسعة أشهر.
الفرنك السويسري يواصل الصعود
وسجّل الفرنك السويسري ارتفاعًا طفيفًا بعدما أبقى المصرف الوطني السويسري سعر الفائدة دون تغيير عند صفر في المئة. مشيرًا إلى أن اتفاقًا حديثًا لخفض رسوم الجمارك الأميركية على السلع السويسرية قد حسّن آفاق الاقتصاد، رغم أن التضخم جاء دون التوقعات.
وتداول الفرنك عند 0.7992 أمام الدولار بعد أن لامس أقوى مستوى له في نحو شهر، كما بلغ 0.9348 أمام اليورو.
المصدر: رويترز
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





