شهد عام 2025 حراكًا متزايدًا في مجال الأبحاث العراقية في قطاع الطاقة، مع توسُّع التعاون بين المؤسسات الحكومية والجامعات ومراكز البحث لتطوير حلول مبتكرة تعالج تحديات القطاع. وجاء الزخم مدفوعًا بجهود الدولة لإعادة هيكلة منظومة الطاقة وتعزيز الاعتماد على المصادر المتجددة، بما يتماشى مع خطط التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة وأعلى كفاءة. ويركّز العراق على تنمية القدرات البشرية من خلال تمكين الباحثين الشباب وتوسيع الشراكات مع المراكز الإقليمية والدولية، بما يعزز دوره في تطوير حلول في قطاع الطاقة تتناسب مع تحدياته البيئية والاقتصادية. وتُعدّ هذه السياسات جزءًا من مسار طويل نحو بناء قطاع طاقة أكثر مرونة واستدامة، يدعم خطط العراق لتحديث البنية التحتية وخلق بيئة جاذبة للابتكار، بما يمهّد لتحويل البلاد إلى مركز بحثي وريادي في قطاع الطاقة بالمنطقة. وفي هذا التقرير، تسلّط منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) الضوء على 4 أبحاث عراقية في قطاع الطاقة نشرتها المنصة خلال عام 2025، وهي أبحاث تنوّعت ما بين استغلال الطاقة الشمسية في التبريد والمكيفات وتبريد بطاريات الليثيوم أيون وإنتاج الميثانول بكفاءة عالية. 1- التبريد بالطاقة الشمسية لتقليل استهلاك الكهرباء توصلت الباحثة العراقية سناء محسن إلى ابتكار منظومة تبريد تعمل بالطاقة الشمسية، ضمن رسالة تقدمت بها لنيل درجة الماجستير من كلية الهندسة بجامعة ذي قار. وتعتمد هذه المنظومة على ما يُعرف بدورة التثليج الامتصاصي (Absorption Refrigeration Cycle)، التي تختلف عن أنظمة التكييف التقليدية التي تعتمد على الكهرباء. وأوضحت الباحثة -خلال تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة- أن الفكرة الأساسية للمشروع تقوم على أن المجمع الشمسي يجمع حرارة الشمس لتسخين الماء أو البخار عبر أنابيب مفرغة، ومن ثم تُستعمل هذه الحرارة لتشغيل دورة التبريد الامتصاصية وتحويلها إلى برودة داخل المبنى. وتمثّل هذه الفكرة توجهًا واعدًا، ولا سيما في البلدان التي تتمتع بساعات سطوع شمسي عالية -مثل العراق-، مما قد يقلل بشكل كبير من استهلاك الكهرباء ويخفف الضغط على الشبكات في فصل الصيف. 2- إنتاج الميثانول بكفاءة عالية ضمن أبرز الأبحاث العراقية في قطاع الطاقة خلال 2025، دراسة حديثة أجراها رئيس قسم هندسة النفط في كلية الهندسة بجامعة كربلاء العراقية الدكتور فرحان لفته رشيد إلى نتائج واعدة بشأن إنتاج الميثانول بكفاءة عالية من مصادر متجددة مثل الكتلة الحيوية. وتعتمد الدراسة التي جاءت تحت عنوان "البحث في طاقة الكتلة الحيوية وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى ميثانول" على مزيج من المراجعة الببليومترية والتحليل التقليدي لتقييم أحدث الاتجاهات والتقنيات المتاحة لإنتاج الميثانول. وأشار الدكتور فرحان رشيد -في تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن التقنيات الحالية، ولا سيما التحويل الكيميائي-الحيوي، على الرغم من نجاحاتها التجريبية، ما تزال غير ناضجة بما يكفي للتطبيق الصناعي على نطاق واسع. وتُعد محفزات النحاس -خاصة تلك القائمة على مزيج النحاس والزنك- من أكثر الوسائل الفعالة لتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى ميثانول، وفق الدراسة، نظرًا لما تمتاز به من نشاط تحفيزي مرتفع مقارنًة بغيرها. وتبرز أهمية هذه الدراسة في سياق السعي العالمي لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، عبر إنتاج ميثانول "أخضر" أو منخفض الكربون يمكن استعماله وقودًا أو مادة أولية في الصناعات الكيميائية. 3- تبريد بطاريات الليثيوم أيون توصلت دراسة عراقية، أجراها المهندس آدم عادل في رسالته لنيل درجة الماجستير في الهندسة الميكانيكية بجامعة البصرة، إلى تقنية جديدة لتبريد بطاريات الليثيوم أيون. وتهدف التقنية -وهي من أبرز الأبحاث العراقية في قطاع الطاقة خلال 2025- إلى معالجة مشكلة ارتفاع حرارة البطاريات، التي تؤثّر سلبًا بكفاءتها وسلامتها، وتُعدّ من أبرز التحديات التي تعوق انتشار السيارات الكهربائية. وتركزت الدراسة على تحسين عملية التبادل الحراري داخل حزمة بطاريات مستطيلة الشكل، من خلال استعمال "حواجز مرنة" داخل قناة الهواء التي تحيط بالبطاريات، بغرض توجيه الهواء المبرد بطريقة فعالة لتقليل درجة الحرارة. بطارية ليثيوم أيون بعد تبريدها في تقنية عراقية مبتكرة وأظهرت النتائج أن التبريد باستعمال الحواجز المرنة قلّص حرارة البطاريات القصوى بشكل ملحوظ؛ ففي بعض الترتيبات انخفضت الحرارة من نحو 52.07 درجة مئوية إلى نحو 45.4-45.6 درجة مئوية. وتبرز أهمية هذه الدراسة في ظل التوسع في استعمال بطاريات الليثيوم أيون في السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الطاقة؛ لأن السيطرة على الحرارة تُعدّ شرطًا أساسياً للحفاظ على كفاءة البطارية وسلامتها. 4 - رفع كفاءة مكيفات الطاقة الشمسية توصلت الباحثة العراقية رسل علاء -خلال رسالتها لنيل درجة الماجستير من كلية الهندسة بجامعة ذي قار- إلى تقنية مبتكرة تهدف لرفع كفاءة مكيفات الهواء العاملة بالطاقة الشمسية. استندت الدراسة -التي نُفِّذت بإشراف الدكتور مشتاق إسماعيل الإبراهيمي- إلى استعمال 4 ألواح شمسية من طراز "لونغي" بسعة 570 واط، موجهةً نحو الجنوب بزاوية ميل 16 درجة، مترابطة مع محول بقدرة 3.5 كيلوواط ونظام تتبع نقطة الطاقة القصوى (MPPT)، بالإضافة إلى بطاريتين لتخزين الكهرباء الفائضة لاستعمالها خلال ساعات الليل. ونُفِّذت التجربة الصيف الماضي في مدينة الشطرة بمحافظة ذي قار، حيث عمل المكيف 11 ساعة متواصلة خلال النهار بالاعتماد على الطاقة الشمسية، إضافة إلى نحو ساعتين ليلًا اعتمادًا على البطاريات، وأشارت النتائج إلى تحقيق كفاءة ممتازة في التبريد وتوفير الطاقة مقارنة بالأنظمة التقليدية. وتظهر أهمية هذه التقنية في خفض استهلاك الكهرباء، خصوصًا في الدول الحارة والمشمسة، مما قد يسهم في تخفيف الضغط على الشبكات الكهربائية وخفض فواتير الكهرباء للمستهلكين، كما احتُسِبَت مدة استرداد استثمار النظام بنحو 4 أعوام، ما يجعل هذا الحل عمليًا واقتصاديًا. موضوعات متعلقة.. أكبر صفقات الطاقة المتجددة في العراق خلال 9 أشهر.. مسح شامل إعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون.. تقنية مبتكرة خلال 15 دقيقة العراق يستعد لتوفير 250 ألف برميل وقود يوميًا.. بدعم من الطاقة المتجددة اقرأ أيضًا.. وزير الطاقة السعودي تعليقًا على قرار أوبك+: الأهم في تحديد مستويات إنتاج النفط حقل بير الله.. كنز غاز في موريتانيا يبحث عن مشغلين (تقرير) أكبر صفقات الغاز في نوفمبر 2025.. السعودية والإمارات بالمقدمة قمة المناخ كوب 30.. كيف أصبح المشهد أسطوريًا بـ"أقرباء موانا"؟ (مقال)
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً
