تحدث الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، خلال مقابلته الأولى على قناة “الإخبارية” الرسمية اليوم، الجمعة 12 من أيلول، عن الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل، وعلاقة دمشق مع موسكو وإيران.
كما تطرق إلى الأوضاع في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، عقب الأحداث التي شهدتها منتصف تموز الماضي، ومسار التفاوض مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بشمال شرقي سوريا.
وقال الرئيس السوري، إن بعض السياسات الإسرائيلية تدل على أنها قد حزنت على سقوط النظام السابق.
وأضاف في لقائه على “الإخبارية”، أن إسرائيل كانت تريد من سوريا أن تكون دولة صراع مع دول إقليمية وميدانًا للصراع المستمر وتصفية الحسابات.
وأشار إلى أن إسرائيل كان لديها مخطط لتقسيم سوريا وكانت تريد أن تكون ميدانًا للصراع مع الإيرانيين، وتفاجأت بسقوط النظام.
بالمقابل، أكد الشرع أن سوريا في طور مفاوضات ونقاش حول موضوع الاتفاق الأمني مع إسرائيل، لافتًا إلى أن دمشق أبدت التزامها باتفاق 1974 وراسلت الأمم المتحدة وطلبت من قوات “الأندوف” أن تعود إلى ما كانت عليه.
ومنذ الساعات الأولى لسقوط النظام، تعرضت العديد من المواقع العسكرية التابعة لجيش النظام السابق لضربات مكثفة أدت إلى خروج معظمها عن الخدمة، لا سيما المتعلقة بأنظمة الدفاع الجوي.
وخلال الأشهر الماضية، جرت مفاوضات أمنية بين الجانبين، السوري والإسرائيلي، بعضها مباشر، والآخر غير مباشر، عبر وسطاء دوليين، أبرزهم أمريكا والإمارات.
وفي حين تؤكد الحكومة السورية التزامها باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، تعتبر إسرائيل، وفق الشرع، أن سقوط النظام هو خروج لسوريا من الاتفاقية.
واعتبر أن إسرائيل أخذت الجانب الأكثر أمنًا بالنسبة لها، فبدأت تقصف بعض الأماكن المدنية والعسكرية و”هذا غير مبرر” بحسب تعبير الشرع.
علاقة هادئة مع روسيا
وبالنسبة للعلاقة مع روسيا، قال الشرع، إن دمشق لديها ارتباطات متعددة مع موسكو سابقًا وينبغي الحفاظ عليها وإدارتها بطريقة “هادئة ورزينة”، وفق تعبيره.
وأضاف، “إذا بقينا ننظر إلى الماضي فلن نستطيع أن نتقدم إلى الأمام، وينبغي أن نتجاوز عقبات الماضي ونتعامل بديناميكية واسعة”.
وأكد أن العلاقات على أساس السيادة السورية واستقلال قرارها وعلى أساس أن تكون المصلحة السورية أولًا.
وكانت روسيا من أبرز الداعمين للنظام السابق، ورئيسه المخلوع، بشار الأسد، ومنحته حق اللجوء على أراضيها، عقب وصول “إدارة العمليات العسكرية” إلى دمشق، في 8 من كانون الأول 2024.
الشرع كشف أن باب التواصل مع روسيا فُتح بعد السيطرة على حلب، وأن المفاوضات المباشرة بين “إدارة العمليات العسكرية” وروسيا جرت عند وصول فصائل “ردع العدوان” إلى مدينة حماة، مشيرًا إلى أن الروس انسحبوا من المشهد العسكري بعد الوصول إلى حمص، ضمن اتفاق جرى بين الجانبين.
وكان وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، التقى وفدًا روسيًا برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكساندر نوفاك، بدمشق، في 9 من أيلول.
الشيباني اعتبر خلال لقاء الوفد الروسي أن علاقة سوريا وروسيا “عميقة ومرت بمحطات صداقة وتعاون، لكن لم يكن التوازن فيها حاضرًا”.
وضم اللقاء من الجانب السوري إضافة إلى الشيباني الأمين العام لرئاسة الجمهورية ماهر الشرع، ورئيس جهاز الاستخبارات السوري حسين السلامة، ورئيس الأركان السوري علي النعسان، ووزراء الاقتصاد والصناعة والصحة والمالية، وممثلين عن الوزرات السورية.
وحضر اللقاء من الجانب الروسي وزير البناء والإسكان الروسي، إيريك فايزولين، وممثلون عن 14 وزارة روسية، بينها الدفاع والخارجية.
وسيترأس الشرع وفد سوريا في القمة الروسية العربية المقبلة التي ستعقد في تشرين الأول المقبل، بحسب ما ذكرته السفارة السورية في موسكو في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية.
الشرع يترأس وفدًا سوريًا في القمة الروسية- العربية
برود مع إيران
الشرع قال إن سقوط النظام أدى إلى إخراج الأذرع الإيرانية من المنطقة، مشيرًا إلى أن سوريا دخلت في حالة من البرود في العلاقة مع إيران.
وأضاف أن بعض الأطراف الإيرانية لا تزال تنظر إلى أنها خسرت المحور بأكمله بخسارتها لسوريا على أنها أهم موطئ قدم بالنسبة لها.
“بالنسبة لإيران كان الجرح أعمق بعض الشيء، ونحن لا نقول ستكون هناك قطيعة دائمة بيننا وبين الإيرانيين”، وفق الشرع.
في الوقت ذاته، أشار الرئيس السوري إلى أن الحكومة السورية لا تريد أن تكون بحالة من القلق والتوتر مع أي دولة في العالم، معتبرًا أن الكرة بملعب الدول التي تريد إثارة الفتن والقلاقل في سوريا.
وإلى جانب روسيا، تعتبر إيران أبرز الداعمين لنظام الأسد، سياسيًا وعسكريًا، وعقب سقوط النظام، سحبت طهران تمثيلها الدبلوماسي من سوريا، وما زالت العلاقات متوقفة حتى الآن.
“سوريا ترفض التقسيم”
فيما يخص الأحداث في السويداء، اعتبر الشرع أن أخطاء بدرت من جميع الأطراف، حتى من الدولة نفسها.
وقال إن الواجب حينها كان يقتضي أن يتوقف سيل الدماء، مشيرًا إلى تشكيل لجان لتقصي الحقائق، ومؤكدًا محاسبة كل من “أساء أو أخطأ أو تعدى على الناس”.
بالمقابل، قال الشرع، إن سوريا لا تقبل التقسيم وأي طموح في استقلال، معتبرًا أن التقسيم يورث العدوى ويأتي بالضرر لدول إقليمية.
وكانت أحداث السويداء، بدأت في 13 من تموز الماضي، بعد اختطاف متبادل بين فصائل موالية للرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، وسكان من المكون البدوي في المحافظة.
تطورت الأحداث بعد التدخل الحكومي الذي رافقته انتهاكات، ثم حصلت انتهاكات من قبل الفصائل المحلية في السويداء بحق البدو.
مفاوضات “قسد” متعثرة
بما يخص مفاوضات دمشق مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) قال الشرع، إنها كانت تسير “بشكل جيد”، إلا أن هناك نوعًا من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق، وفق توصيفه.
ولفت إلى أن الاتفاق مع “قسد” وضعت له مدة إلى نهاية العام، وأن دمشق كانت تسعى لأن تطبق بنود الاتفاق نهاية شهر كانون الأول المقبل.
الشرع قال إنه فعل كل ما يجنب مناطق شمال شرقي سوريا، التي تسيطر عليها “قسد”، الدخول في معركة أو حرب، مضيفًا أن الحكومة وافقت على دمج “قسد” في الجيش السوري، وأن الجانبين اتفقا على بعض الخصوصيات للمناطق الكردية.
ووفق الشرع، “سوريا لن تتنازل عن ذرة تراب واحدة، وهذا قسم أقسمناه أمام الناس بوجوب حماية كل التراب السوري وأن تتوحد سوريا”.
وكان الشرع، وقع اتفاقًا، وُصف بالتاريحي، مع قائد “قسد” مظلوم عبدي، في 10 من آذار الماضي، يقضي بدمج مؤسسات الأخيرة، العسكرية والمدنية، بالحكومة السورية.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه