قد تبدو نوبات الهلع والرجفان الأذيني متشابهة للغاية، فكلاهما يسبب تسارع ضربات القلب، أو انزعاجًا في الصدر، أو دوارًا، أو تعرّقًا، وبسبب هذا التشابه، يصبح التمييز بينهما صعبًا، خاصة أثناء حدوث الأعراض، ويمكن لظهور أعراض الرجفان الأذيني في اللحظات الأولى من عدم الارتياح أن يُفسَّر بسهولة على أنه شعور مشابه لنوبة الهلع الشديدة.
معرفة الفروق بين الحالتين
على الرغم من تشابه بعض الإحساسات الجسدية بين الرجفان الأذيني ونوبات الهلع، فإنهما ينشآن من آليات مختلفة تمامًا. وقد يحدثان بشكل منفصل، أو متتالٍ، أو حتى في الوقت نفسه. تساعد معرفة أسبابهما في توضيح سبب تشابه هذه التجربة ظاهريًا مع اختلافها جذريًا في الواقع.
الآليات الأساسية
الرجفان الأذيني هو اضطراب في نظم القلب، حين تنقبض الحجرات العلوية للقلب بشكل غير منتظم. أثناء النوبة، تعطل الإشارات الكهربائية غير الطبيعية الانقباض المتزامن للأذينين والبطينين، مما يؤدي إلى عدم ضخ الدم بكفاءة. ينعكس هذا الاضطراب على تدفق الدم ويُنتج معدل نبض سريع وغير منتظم.
أما نوبة الهلع فتنشأ في الدماغ والجهاز العصبي، وهي استجابة نفسية أو عاطفية قد تُحفَّز بعوامل واضحة أو غير واضحة. قد ترتبط بتغيرات في النواقل العصبية، أو تجارب حياتية، أو اضطرابات قلق، أو مخاوف شديدة. يستجيب الجسم كما لو كان يواجه خطرًا حقيقيًا، مما يفعّل استجابة "القتال أو الهروب أو التجمّد"، وينتج عنه أعراض جسدية تشبه أحيانًا أعراض الرجفان الأذيني رغم عدم وجود سبب قلبي.
العامل العاطفي
قد يكون الرجفان الأذيني مزعجًا، لكنه لا يتضمن دائمًا استجابة لحالة نفسية أو عاطفية. فبعض الأشخاص يعتادون مع الوقت على الإحساس به، وقد يَحدث دون أي أعراض ملحوظة، سواء جسدية أو عاطفية، وأما نوبات الهلع فتُعرّف أساسًا بأنها تجربة عاطفية شديدة، إذ تترافق دائمًا مع خوف أو رهبة أو إحساس بفقدان السيطرة، وترافق هذه المشاعر كل نوبة دون استثناء، ويُعد هذا الاندفاع العاطفي فرقًا جوهريًا بين الحالتين.
أعراض الرجفان الأذيني
قد تختلف أعراض الرجفان الأذيني بشكل كبير، فقد تكون قوية في بعض الأحيان أو غير ملحوظة في أحيان أخرى، وتشمل:
خفقان غير منتظم أو سريع
التعب
الدوخة أو الدوار
ضيق النفس
ألم أو ضغط في الصدر
انخفاض ضغط الدم
ضعف القدرة على تحمل الجهد
انزعاج عاطفي
الشعور بالرجفان أو الاضطراب في الصدر
قد تستمر النوبات دقائق أو ساعات أو أيامًا أو أكثر تبعًا لنوع الرجفان الأذيني.
أعراض نوبة الهلع
تظهَر نوبة الهلع عادة بشكل مفاجئ وتبلغ ذروتها خلال دقائق، وتترافق دائمًا مع ضائقة عاطفية شديدة، إضافة إلى أعراض تشمل:
تسارع منتظم في ضربات القلب
التعرق أو القشعريرة
الارتجاف
الغثيان أو انزعاج في البطن
الشعور بالاختناق
فرط التنفس
الدوخة أو الإغماء
التنميل أو الوخز
الشعور باختلال الواقع
الإحساس بالانفصال عن الذات
خوف شديد أو إحساس بحدوث أمر كارثي
تنتهي النوبة عادة في غضون 30 دقيقة تقريبًا.
الفرق بين أعراض الرجفان الأذيني ونوبات الهلع
توجد نقاط أساسية تساعد على التمييز بين الحالتين:
نمط ضربات القلب:
نوبة الهلع ترفع معدل النبض لكنه يبقى منتظمًا.
الرجفان الأذيني يسبب عدم انتظام واضح وملموس.
المدة:
نوبة الهلع قصيرة وتبلغ ذروتها سريعًا.
نوبات الرجفان الأذيني قد تستمر ساعات أو أيامًا أو أكثر.
الشدة العاطفية:
نوبات الهلع تترافق دائمًا مع خوف شديد.
الرجفان الأذيني قد يسبب قلقًا، لكنه ليس حالة عاطفية بحد ذاته.
هل يمكن للرجفان الأذيني أن يسبب نوبة هلع؟
لا يسبب الرجفان الأذيني نوبة هلع بشكل مباشر، لكن الإحساس بالخفقان غير المنتظم أو ألم الصدر أو الدوخة قد يكون مقلقًا، ما قد يثير نوبة هلع لدى بعض الأشخاص، وتشير بعض الأبحاث إلى أن التوتر الشديد قد يزيد احتمال حدوث نوبة رجفان لدى من يعانون منه أصلًا.
هل يمكن للقلق أن يسبب الرجفان الأذيني؟
تشير بعض النظريات إلى احتمال ارتباط اضطرابات القلق بتغيرات في الجهاز العصبي قد تؤثّر على نظم إيقاع القلب، لكن لم يُثبت وجود علاقة سببية مباشرة. تُظهِر بعض الدراسات أن القلق قد يحفز نوبات الرجفان الأذيني لدى مَن يعانون منها، أو يزيد احتمالية عودتها بعد العلاج، ومع ذلك، يبقى القلق أكثر شيوعًا بكثير من الرجفان الأذيني، ولا يقود في أغلب الحالات إلى الإصابة بالرجفان الأذيني.
أسباب حدوث الحالتين
قد تنشأ نوبات الهلع من:
المخاوف الشديدة
التجارب الصادمة أو محفزاتها
اضطرابات القلق مثل: اضطراب الهلع، أو الوسواس القهري، أو القلق العام
الاكتئاب
التوتر المؤقت
استخدام بعض الأدوية أو التوقف المفاجئ عن استخدامها
قد ينشأ الرجفان الأذيني بسبب:
التقدم في العمر
أمراض القلب
التهابات القلب
ارتفاع ضغط الدم
فرط نشاط الغدة الدرقية
تناول الكحوليات
السكري
انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم
الانصمام الرئوي
الربو أو الانسداد الرئوي المزمن
وقد يَحدث دون سبب واضح في بعض الحالات.
هل يمكن فحص الرجفان الأذيني في المنزل؟
لا توجد طريقة موثوقة لتشخيص الرجفان الأذيني في المنزل، فمعدل النبض وحده لا يكشف عن الحالة. قد تساعِد بعض التطبيقات أو الساعات الذكية في رصد عدم انتظام النبض لدرجة ما، لكنها ليست أدوات تشخيص، ووحده التخطيط الكهربائي للقلب يُثبت وجود الرجفان الأذيني.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن أن ترفع نوبة الهلع ضربات القلب مثل الرجفان الأذيني؟
قد تسبب نوبة الهلع تسارعًا كبيرًا في ضربات القلب، يشبه أحيانًا ما يحدث في الرجفان الأذيني. لكن الإيقاع يبقى منتظمًا في نوبة الهلع، بينما يكون غير منتظم في الرجفان.
هل تظهَر أعراض الرجفان الأذيني دائمًا؟
قد لا تظهَر أعراض الرجفان الأذيني في كثير من الحالات، إذ قد تكون النوبة صامتة تمامًا. أما نوبات الهلع فتترافق دائمًا مع أعراض جسدية وعاطفية واضحة.
نصيحة من موقع صحتك
يساعد التمييز بين الرجفان الأذيني ونوبات الهلع في التعامل مع الأعراض بالوعي الازم لطلب المساعدة المناسبة. يمكن لملاحظة نمط ضربات القلب، وشدة المشاعر، ومدة الأعراض أن توفر فكرة أولية، لكن التقييم الطبي يظل ضروريًا عند استمرار الأعراض أو تكرارها. الفهم الجيد للفروق بين الحالتين يدعم السيطرة الأفضل على صحة الجسم، ويُسهّل الحصول على الرعاية في الوقت المناسب.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





