"واشنطن بوست"تكشف تفاصيل الدعم العسكري والمالي الإسرائيلي للهجري في السويداء
كشف تحقيق موسع نشرته صحيفة "واشنطن بوست" عن تفاصيل دقيقة لعمليات دعم عسكري ومالي "سرية" تقودها إسرائيل في جنوب سوريا، استهدفت تسليح وتدريب ميليشيات لتعمل كقوة موازنة للحكومة المركزية الجديدة بقيادة أحمد الشرع عقب سقوط نظام بشار الأسد.
وفقاً لمسؤولين إسرائيليين سابقين شاركوا في هذه الجهود، بدأت المروحيات الإسرائيلية بالوصول إلى جنوب سوريا تحت جنح الظلام في 17 ديسمبر 2024، أي بعد تسعة أيام فقط من الإطاحة بالأسد. تضمنت هذه الشحنات، التي أُسقطت جواً، 500 بندقية وكميات كبيرة من الذخيرة والدروع الواقية للجسد، خُصصت لتسليح ميليشيا تُعرف باسم "المجلس العسكري".
وأكد التحقيق أن تدفق الأسلحة وصل إلى ذروته في أبريل الماضي، بعد اندلاع اشتباكات بين مقاتلين من السويداء ومسلحين محليين موالين للشرع، حيث زودت إسرائيل الفصائل بأسلحة شملت بنادق قنص، وأجهزة رؤية ليلية، وذخائر لمدافع رشاشة ثقيلة (14 ملم و23 ملم)، حصلت عليها إسرائيل من غنائم سابقة لمقاتلي حزب الله وحماس.
لم يقتصر الدعم على الجانب العسكري، بل كشف مسؤولون للصحيفة أن إسرائيل تقدم مبالغ مالية شهرية تتراوح بين 100 إلى 200 دولار لنحو 3000 مقاتل من ما يسمى "الحرس الوطني" في السويداء. كما أنشأت وزارة الدفاع الإسرائيلية مكتباً إدارياً جديداً (عبر وحدة COGAT) لتنسيق المساعدات الإنسانية والأسلحة الخفيفة، وتوفير مواد مثل "الخشب، البنزين، الديزل، والغذاء" لسكان 20 قرية درزية ضمن ما أسمته إسرائيل "المنطقة العازلة".
أهداف استراتيجية: إضعاف التماسك الوطني
أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن الهدف من الدعم هو "إضعاف التماسك الوطني" لسوريا، مما يعقد جهود أحمد الشرع لتوحيد البلاد بعد الحرب.
كشف التقرير عن دور لافت لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في هذه العملية، حيث تم تحويل مبلغ 24 ألف دولار عبر "قسد" لترميم مركز قيادة لـ "المجلس العسكري" في السويداء، كما أرسلت "قسد" بشكل منفصل مبالغ تصل إلى نصف مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، قامت "قسد" بتدريب مقاتلين من السويداء (بينهم نساء) في مناطق سيطرتها شمال سوريا، وهو تعاون مستمر حتى الآن.
انقسامات داخلية وخلافات مع واشنطن
أدى التدخل الإسرائيلي إلى بروز صراعات قوة داخل السويداء؛ حيث برز الشيخ حكمت الهجري كقوة أساسية تطالب بدولة" درزية" ذات حكم ذاتي، بينما تراجع دور العقيد السابق طارق الشوفي الذي اتهمه البعض بالتعاون مع حكومة الشرع.
وعلى الصعيد الدولي، تسبب هذا الدعم في توتر بين إسرائيل وإدارة ترامب، التي ترى في استقرار حكومة الشرع مفتاحاً لعودة اللاجئين وتقليص النفوذ الإيراني، بينما تصر إسرائيل على مطالبها بنزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب دمشق وضمان استقلالية مؤسسية للدروز، وهو ما رفضه أحمد الشرع في مقابلته مع الصحيفة، معتبراً الدعم الإسرائيلي للحركات الانفصالية جزءاً من "طموحات توسعية".
رغم تراجع وتيرة الشحنات العسكرية في أغسطس الماضي بالتزامن مع بدء مفاوضات إسرائيلية-سورية، إلا أن الصحيفة أكدت استمرار عمليات الإسقاط الجوي للمعدات الطبية والدفاعية (مثل الدروع) حتى أواخر سبتمبر، مع استمرار دفع الرواتب للميليشيات لضمان بقائها كقوة معارضة للحكومة المركزية في دمشق.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً



