«البيتكوين» تكسر حاجز التفاؤل.. رحلة الـ 90 ألف دولار تصطدم بـ «فخ» البيانات الأمريكية

شهدت أسواق العملات المشفّرة، اليوم الثلاثاء، تطورًا لافتًا مع تراجع البيتكوين من جديد، واضعة حدًا لموجة تعافٍ قصيرة كانت سجلتها خلال الأيام الماضية.
ويأتي هذا التراجع في ظل حالة من الحذر الشديد التي تسيطر على المتداولين، وسط ترقّب واسع لصدور بيانات اقتصادية أمريكية مفصلية؛ ما عزّز الميل العام نحو العزوف عن المخاطرة.
ووفقًا لما أوردته «رويترز»، في تقريرٍ لها، انخفضت البيتكوين بنسبة 1.1% لتسجّل 87,815.3 دولار بحلول الساعة 05:57 بتوقيت جرينتش.
ويذكر أن العملة المشفّرة الأكبر في العالم كانت نجحت في الارتفاع إلى مستوى 90 ألف دولار في وقت سابق من الأسبوع الجاري، قبل أن تتخلى عن تلك المكاسب وتعود إلى مسار التراجع اليوم الثلاثاء.
ومن ناحية أخرى عكس هذا الأداء المتقلب هشاشة التعافي الأخير؛ حيث بدا واضحًا أن أي تحسن في الأسعار يظل مرهونًا بعوامل خارجية مؤثرة. وبالتالي فإن تراجع البيتكوين في هذه المرحلة يعكس مزيجًا من الضغوط الاقتصادية والترقب النفسي السائد في الأسواق العالمية.
ضعف الزخم يعمّق حذر سوق العملات
امتد التراجع ليشمل معظم العملات المشفّرة الأخرى، التي سجلت بدورها انخفاضات طفيفة بعد تعافٍ قصير الأجل. ومع ذلك.ظلت الخسائر الإجمالية محدودة نسبيًا. وذلك نتيجة ضعف أحجام التداول المرتبط بعطلات نهاية العام، وهو ما خفف من حدة الضغوط البيعية.
وعلاوة على ذلك فإن انخفاض السيولة في الأسواق أسهم في تضخيم تأثير أي تحركات سعرية محدودة. ما جعل السوق أكثر حساسية للأخبار الاقتصادية.
وفي ظل هذه الظروف يفضّل العديد من المستثمرين التريث بدلًا من اتخاذ مراكز استثمارية جديدة، انتظارًا لوضوح الرؤية.
وبناءً على ما سبق يمكن القول إن تراجع البيتكوين لا يعكس فقط عوامل فنية قصيرة الأجل. بل يشير أيضًا إلى حالة ترقب أوسع في سوق العملات المشفّرة؛ حيث باتت القرارات الاستثمارية أكثر ارتباطًا بالبيانات الاقتصادية الكلية.
بيانات أمريكية مرتقبة
تأثر تعافي البيتكوين الأخير بشكلٍ مباشر بالحذر المتزايد قبيل صدور بيانات اقتصادية أمريكية رئيسة مرتقبة في وقت لاحق اليوم الثلاثاء. ومن المنتظر أن تظهر بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث تباطؤ النمو طفيفًا مقارنة بالربع السابق. خصوصًا في ظل تذبذب إنفاق التجزئة وتراجع زخم سوق العمل.
إلى جانب ذلك يترقّب المستثمرون صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر أكتوبر 2025. والذي يُعد مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وتكتسب هذه البيانات أهمية خاصة؛ نظرًا لدورها في توجيه السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
وإن أظهرت البيانات مزيدًا من التباطؤ الاقتصادي، لا سيما على مستوى التضخم، فقد يفتح ذلك الباب أمام خفض إضافي لأسعار الفائدة من جانب الفيدرالي. غير أن هذا السيناريو، ورغم إيجابيته المحتملة، لم يمنع تراجع البيتكوين في المدى القصير نتيجة حالة عدم اليقين السائدة.
تحذيرات مستقبلية
في المقابل حذّر محللون من المبالغة في تفسير بيانات الربع الثالث. مشيرين إلى أن بيانات ديسمبر والربع الأخير ستوفر صورة أكثر دقة عن مسار الاقتصاد الأمريكي. كما لفتوا إلى أن بيانات شهري أكتوبر ونوفمبر قد تكون متأثرة بالإغلاق الحكومي؛ ما يقلل من موثوقيتها.
وفي سياق متصل كشفت تحركات مؤسسية عن تزايد الحذر في سوق العملات المشفّرة. إذ أوقفت شركة “ستراتيجي”، أكبر شركة مالكة للبيتكوين في العالم، مشترياتها من العملة المشفّرة خلال الأسابيع الأخيرة.
كما عمدت إلى تعزيز احتياطياتها النقدية، في خطوة فُسرت على أنها استعداد لاحتمال تراجع الأسعار.
وفي ضوء هذه المعطيات يتضح أن تراجع البيتكوين الحالي لا ينفصل عن سياق أوسع من الترقب الاقتصادي والتحوط المؤسسي. وبالتالي تبقى الأسواق في حالة انتظار حذرة، إلى أن تتبلور المؤشرات الاقتصادية القادمة وتحدد المسار التالي للعملات المشفّرة.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





