Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

دراسة: معلومات مضللة على “تيك توك” تُثني النساء عن استخدام حبوب منع الحمل

الإثنين، 15 سبتمبر 2025
دراسة: معلومات مضللة على “تيك توك” تُثني النساء عن استخدام حبوب منع الحمل

أظهرت دراسة أن المعلومات المضللة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول حبوب منع الحمل تُشجع النساء على النظر إليها نظرة سلبية للغاية، مما يدفع الكثيرات منهن إلى التوقف عن استخدامها.

وحدد باحثون الخرافات المنتشرة على «تيك توك» ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى باعتبار أنها عامل رئيس في معاناة المستخدمات من آثار جانبية حقيقية، لكنها نفسية المنشأ. يُطلق على هذه الظاهرة اسم «تأثير نوسيبوا»، وهو عكس تأثير الدواء الوهمي المعروف.

ترتبط هذه الظاهرة ارتباطاً وثيقاً بالقلق، والاكتئاب، والإرهاق، حيث يقول الخبراء إن الناس «يشعرون بالقلق من أي شيء يعتقدون أنه قد يزيد الأمر سوءاً». وهذا بدوره يُحفز هذا التأثير.

ورُصدت هذه المتلازمة مع أدوية أخرى، لكن الدراسة، التي أجراها علماء النفس في جامعة شيفيلد، هي الأولى التي تربط هذه المتلازمة باستخدام حبوب منع الحمل التي انخفض استخدامها بشكل حاد، وفق ما أفادت صحيفة «الغارديان».

ولا تزال حبوب منع الحمل أكثر الوسائل شيوعاً في إنجلترا، إلا أن نسبة النساء اللواتي يحصلن على خدمات الصحة الجنسية التي تقدمها هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية ويستخدمنها وسيلة لمنع الحمل انخفضت من 39 في المائة في الفترة 2020-2021 إلى 28 في المائة في الفترة 2023-2024.

يعتقد خبراء الصحة الجنسية أن انخفاض الإقبال على استخدامها، وتوقف ثلثي النساء اللواتي يستخدمنها عن ذلك في غضون عامين، هو السبب الرئيس وراء الارتفاع الحاد في عدد حالات الإجهاض في إنجلترا وويلز في السنوات الأخيرة، ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند أكثر من 251 ألف سيدة في عام 2022، بزيادة قدرها 17 في المائة عن العام السابق.

ويشعر مسؤولو هيئة الخدمات الصحية الوطنية بالقلق إزاء دور المؤثرين على «تيك توك» و«يوتيوب»، الذين نشروا محتوى يحذر النساء من استخدام حبوب منع الحمل، ويدعون إلى استخدام وسائل منع الحمل «الطبيعية» بدلاً منها.

على سبيل المثال، زُعم أن حبوب منع الحمل «تضر بصحتنا» بسبب آثارها الجانبية «الشائعة»، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بمشكلات الغدة الدرقية، وجلطات الدم، والسكتات الدماغية.

وجدت الدكتورة ريبيكا ويبستر ولورنا ريد، المؤلفتان المشاركتان في الدراسة، أن «تأثير النوسيبوا» يشمل أربعة عوامل نفسية مرتبطة بتجربة سلبية للنساء مع حبوب منع الحمل. وهذه العوامل هي:

* توقع في البداية أن حبوب منع الحمل ستكون ضارة.

* ضعف الثقة في كيفية تطوير الأدوية.

* اعتقاد أن الأدوية تُستخدم بإفراط، وأنها ضارة.

* اعتقاد أنهم حساسون للأدوية.

وقالت ويبستر: «تشير الأدلة إلى أن العديد من الآثار الجانبية الشائعة لوسائل منع الحمل الهرمونية ناتجة عن استجابة نفسية، أو ما يُعرف بالتأثير الوهمي (نوسيبوا)، لتناول حبوب منع الحمل».

ورغم أن هذه الآثار نفسية في الأصل، فمن المهم إدراك أنها تجارب حقيقية جداً للنساء، وغالباً ما تؤثر على قرارهن بمواصلة تناول حبوب منع الحمل.

وكتب الباحثون: «ارتبطت المعتقدات المتعلقة بالأدوية بزيادة تجربة الآثار الجانبية لوسائل منع الحمل الفموية، مما يُظهر الدور المحتمل للعوامل المتعلقة بالتأثير الوهمي (نوسيبوا) في التأثير على تجربة هذه الآثار».

واستندت نتائجهم إلى دراسة أجريت على 275 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عاماً، استخدمن حبوب منع الحمل خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. وقد عانت جميعهن تقريباً -266 (97 في المائة)- من أثر جانبي واحد على الأقل أثناء استخدامهن حبوب منع الحمل.

وجد الباحثون أن توقعات النساء تجربة سلبية مع حبوب منع الحمل منذ البداية غالباً ما كانت مُرضية. لكن الرسائل السلبية حول حبوب منع الحمل في وسائل الإعلام، والاعتقاد السائد بأن الأدوية ضارة أو مُفرطة الاستخدام، زادت من خطر رد فعلهن السلبي تجاهها.

وقالت الدكتورة جانيت بارتر، رئيسة كلية الصحة الجنسية والإنجابية، التي تُمثل اختصاصيي الصحة الجنسية: «أعتقد أنه منذ جائحة كوفيد انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي خطابات مُضادة للحقائق، ومعادية لشركات الأدوية الكبرى. أعتقد أن ذلك كان له تأثير».

صرحت لوا دوميغان، رئيسة قسم التمريض في بروك: «يتأثر الشباب تحديداً بما يرونه ويسمعونه عن وسائل منع الحمل. يتزايد قلق الناس في عياداتنا بشأن وسائل منع الحمل الهرمونية بسبب ما سمعوه على وسائل التواصل الاجتماعي». وتضيف: «من بين الخرافات الشائعة أن حبوب منع الحمل ستزيد الوزن، وستؤثر على الخصوبة على المدى الطويل، أو حتى على الأشخاص الذين ينجذبون إليهم».

Loading ads...

وأضافت أن المعلومات المضللة حول حبوب منع الحمل تكتسب زخماً، لأن المتخصصين في مجال الصحة لم يقدموا للنساء معلومات كافية حول وسائل منع الحمل، وأيضاً لأن المدارس لم تُدرج معلومات كافية عنها في فصول الجنس والعلاقات. وقالت إن هناك حاجة إلى المزيد من «الحوارات الصريحة». ومع ذلك، يُجادل ويبستر وريد في بحثهما المنشور في مجلة «وجهات نظر حول الصحة الجنسية والإنجابية» بأنه نظراً لأن ردود الفعل السلبية لدى العديد من النساء تجاه حبوب منع الحمل ذات أصل نفسي، فإن «التدخلات النفسية» -مثل تحدي المعتقدات السلبية حول الأدوية- يمكن استخدامها للحد من الآثار الجانبية، والحفاظ على استخدامهن لحبوب منع الحمل.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه