شولا كوهين وأبراهام موشيه.. حكايتان من أخطر ملفات التجسس الإسرائيلي

كثيرًا ما يُحكى عن جواسيس بارزين منذ بداية الصراع العربي - الإسرائيلي عام 1948، غير أنّ التفاصيل الدقيقة عن حياتهم ونشأتهم وآليات عملهم تبقى غامضة بالنسبة لكثيرين.
على مدى العقود، عملت إسرائيل باستمرار على تجنيد عملاء وجواسيس في المنطقة العربية عبر أجهزة متخصصة بهذه العمليات، مهمتها الأساسية اختيار الأشخاص المناسبين، تحضيرهم، ثم إدارة مهامهم على الأرض.
وبالفعل، فإنّ قائمة الجواسيس في العالم العربي طويلة: بعضهم صار اسمه معروفًا وذاع صيته، فيما ظلّ بعضهم الآخر بالغ الخطورة لكن قصصه بقيت شبه مجهولة.
وفي هذا السياق، يبرز اسمان بارزان لجاسوسين نشطا في لبنان والعراق، وكُشف عن نشاطهما بعد سنوات من العمل المعقد. غير أنّ فهم قصتيهما يستوجب أولاً التوقف عند أساليب إسرائيل في تجنيد العملاء.. فكيف كانت تتم العملية؟ وما الذي تكشفه الذاكرة التاريخية عن أبرز من ارتبطوا بها؟
تعتمد أجهزة المخابرات الإسرائيلية أساليب متعددة في اختيار الأشخاص للتعامل معهم، إذ تسبق عملية التجنيد دراسة دقيقة لشخصية المستهدف وظروفه ونفسيته، ثم تحديد نقاط القوة والضعف لديه، وانتظار اللحظة المناسبة للشروع بالتواصل معه. ومع ذلك، فإن تلك الأجهزة لا تكفّ عن ابتكار طرق جديدة، باعتبار أن ما يصلح لشخص قد لا يصلح لآخر.
وفي هذا الإطار، تبرز "الوحدة 504"، المعروفة أيضًا بـ"مفرزة الاستخبارات البشرية"، وهي الجهة العسكرية المسؤولة عن تجنيد الجواسيس الفلسطينيين والعرب.
يكشف كتاب العملاء والجواسيس الفلسطينيين عين إسرائيل الثالثة أنّ الوحدة تأسّست عام 1949، وأن عملها اتّسم بالسرية المطلقة، فيما جرى انتقاء عناصرها بعناية. ويشير الكتاب إلى أنّ "لكل جاسوس مشغّل خاص يتناسب معه من حيث العمر والمستوى العلمي والصفات الشخصية"، مؤكدًا أن "المخابرات الإسرائيلية لا تعتمد نموذجًا واحدًا من الجواسيس، فقد يكون المتعاون مدرسًا أو قائدًا عسكريًا أو حتى راعي أغنام".
إلى جانبها، هناك "الوحدة 8200" المتخصصة في التجسس الإلكتروني، والتي تُزوّد المخابرات الإسرائيلية ببيانات ثمينة من خلال التنصت على المكالمات واختراق الحواسيب. وغالبًا ما تكشف هذه العمليات مواطن ضعف الأشخاص المرشحين للتجنيد، سواء في حياتهم الشخصية أو الإنسانية.
وعليه، فإن جوهر عملية التجنيد يقوم على استغلال نقاط الضعف: المال، النساء، الطموح، الحقد، أو الحاجة. ومن هذه الثغرات تبدأ رحلة السيطرة على العميل. عادةً ما تعتمد المخابرات الإسرائيلية على الترغيب عبر إغراءات مادية أو امتيازات حياتية، أو على الابتزاز والضغط، وأحيانًا على الإقناع بخطاب سياسي – نفسي يوهم الضحية بأن التعامل مع إسرائيل طريق للسلام أو للمصلحة الشخصية.
ويُعتبر المال أبرز المغريات، إذ قد يُقدَّم راتب شهري أو مبالغ محددة لكل مهمة. في المقابل، يلجأ "الموساد" إلى أساليب الابتزاز كالتهديد بفضائح أخلاقية أو ربط الحصول على خدمات ضرورية بضرورة التعاون. أما أسلوب "الإقناع" فيُستخدم مع أشخاص قليلي الخبرة أو بلا خلفية نضالية، فيُخدع بعضهم بفكرة أن التعامل مع إسرائيل هو الخيار الواقعي أو أنهم ليسوا وحدهم في هذا الطريق. (1)
ويضيف كتاب أشهر الجواسيس في العالم أنّ المخابرات الإسرائيلية تعمل تحت غطاء شركات ومؤسسات سياحية وبحرية وتجارية، بل حتى عبر صحافيين أجانب. كما اعتمدت على النساء بشكل خاص، إذ استُخدمت عمليات الإغراء والعلاقات غير الأخلاقية لإسقاط العملاء، ليجدوا أنفسهم أسرى صور وفضائح تُستخدم لاحقًا لابتزازهم. (2)
رغم تعدد الحكايات في عالم الجاسوسية، تبقى قصة أبراهام موشيه في العراق، وشولا كوهين في لبنان، من الأكثر إثارة وغرابة.
أبراهام موشيه.. شبكة في قلب بغداد
يُعدّ أبراهام موشيه من أخطر الجواسيس المرتبطين بإسرائيل في العراق. أسّس شبكة واسعة امتدت إلى الكويت وسوريا، مستفيدًا من واجهة التجارة والاستيراد، كما يذكر كتاب "أشهر الجواسيس في العالم".
وُلد موشيه لأمّ يهودية سورية وأبٍ يهودي عراقي يعمل دبّاغًا للجلود، ونشأ في ضاحية دوما قرب دمشق. وبعد ستة أعوام من العمل في سوريا، انتقل والده إلى بغداد حيث أسس مدبغة، بعدما فرّ من دمشق إثر اتهامه باغتصاب طفل صغير. لكن الأب كرر أفعاله الإجرامية في العراق، قبل أن يُعثر على جثته طافية داخل أحد أحواض الدباغة.
كان أبراهام حينها في الثانية عشرة، وشقيقته ميسون في السابعة. بعد وفاة الوالد، باعت والدته المدبغة واختفت مع سمسار يهودي، تاركة ولديها في رعاية عمهما البخيل. في تلك الظروف القاسية، ترك أبراهام المدرسة وعمل في ورشة لسبك الفضة، فيما اشتغلت ميسون خادمة. ومع الوقت، بدأ أبراهام يسرق قطع الفضة سرًا، ثم ظهرت لديه نزعات شاذة، إذ اعتدى على شقيقته التي التزمت الصمت.
لاحقًا هرب الشقيقان إلى البصرة ومعهما ما راكمه من فضة مسروقة، فأنشأ مسبكًا وذاع صيته. تزوجت ميسون في الموصل، بينما تعرّف أبراهام إلى "راحيل" ابنة يهودي يعمل لحساب "الموساد"، فتزوجها وكانت بوابته إلى عالم التجسس.
خضع لدورات متعددة، وانتقل إلى بغداد حيث افتتح مكتب تجارة وهميًا في شارع السعدون، وتعلّم الإنجليزية، وجنّد شابًا يهوديًا يُدعى "شوالم" مترجمًا للروسية وعضوًا في الوفود الرسمية إلى موسكو. كان شوالم يسرّب ما يدور في لقاءات الوفدين العراقي والسوفياتي، وأمسك أبراهام عليه تسجيلات جعلته تابعًا للشبكة. كما استقدم سائقًا سوريًا من السويداء يُدعى خازن شاخص، متزوجًا من سورِيّة في درعا، وعراقية في المقدادية، وإيرانية في كرمانشاه؛ ما وفّر له حركة واسعة عبر الحدود.
نقل شاخص شحنة برتقال لموشيه إلى الكويت، فكسب ثقته بوعدٍ بشاحنة مبرّدة إن التزم. من هناك جمع معلومات عن تحركات الجيش السوري والقواعد الجوية وتحصيناتها عبر قريبٍ متطوع في الجيش السوري أغدق عليه الهدايا، ثم وسّع نشاطه في الكويت، فجنّد أفرادًا قدّموا تفاصيل عن أسلحة متطورة ومخازنها وأنظمة التدريب وأعداد الملتحقين بالجيش.
ولتعزيز أمن موشيه، استدعاه "الموساد" إلى عبادان بإيران لتدريب مكثف على يد خبيرين أحدهما روبرتو بيترو (بيرتو). بعد وفاة زوجته وولادة جنين ميت، ولقائه شقيقته ميسون التي رفضت العودة معه إلى بغداد، أبدى رغبته بوقف التعاون لأسباب "نفسية معقّدة". ولأن إشاراته المشفّرة كانت سليمة، استنتجت تل أبيب أنه غير مكشوف، فأرسلت إليه إيرانيًا يُدعى طبطبائي حبرون دخل العراق باسمٍ مزوّر "رضائي عبد الرضا" لإقناعه بالاستمرار، خصوصًا بعد انتصار إسرائيل في حرب يونيو/ حزيران 1967 واحتمال الردّ العربي. وعده طبطبائي بحياةٍ جيدة بعد انتهاء مهامه، فعاد موشيه إلى نشاطه بقوة.
وقعت الفاجعة حين سقط جهازه اللاسلكي الثمين وتحطّم. كتب بالحبر السرّي إلى محطة "الموساد" في أثينا، فقررت تل أبيب إرسال روبرتو بيرتو إلى بغداد لإصلاحه. هيّأ بيرتو غطاءً إيطاليًا باسم مندوب لشركة "إنتراتيكو" للمقابض، وسُجّل رسميًا تحسّبًا لاستعلامات المخابرات العراقية في روما. ما إن وصل مطار بغداد حتى وُضع تحت المراقبة، والتقى موشيه في شارع السعدون.
مع مطلع 1968 كثّفت المخابرات العراقية رقابتها مستخدمة عربة مزوّدة بجهاز تتبّع للذبذبات اللاسلكية جلبته من موسكو. التقط الجهاز إشارات متقطعة من منطقة السعدون بدت كاختبار لجهاز معطّل قيد الإصلاح. أُعطيت الأوامر بمداهمة مكتب موشيه، فوجدوا بيرتو يصلح الجهاز وموشيه يراقب. اعتُقلا معًا: اعترف موشيه سريعًا، وصمد بيرتو أيامًا تحت التعذيب قبل أن يقرّ بأنه ضابط مخابرات جاء لإصلاح الجهاز.
عندها، كُشفت شبكة تضم 36 جاسوسًا من يهود عراقيين وإيرانيين وإسرائيليين وغيرهم، وأُوقفوا خلال أيام. وفي سبتمبر/أيلول 1968 نُفِّذ حكم الإعدام بموشيه وبيرتو وكامل الشبكة.
شولا كوهين.. "المرأة التي هزّت بيروت"
كانت شولا ماير كوهين تُعدّ الجاسوس رقم 1 لإسرائيل في لبنان، إذ أدارت إحدى أخطر الشبكات التجسسية في القرن العشرين، وتُعدّ قصتها من الأكثر إثارة في عالم الاستخبارات لنشاطها واتساع نفوذها.
كانت من سكّان وادي أبو جميل (الحي اليهودي) في بيروت، ومنذ صغرها تشبّعت بفكرة إنشاء وطن قومي لليهود حتى صارت شابة يافعة.
عمليًا، اعتمدت شولا على العنصر النسائي والمال لاستقطاب العملاء، فتمكّنت من تجنيد شخصيات عديدة، بينهم مسؤولون رسميون لبنانيون. واستأجرت شققًا مفروشة في أحياء راقية وأنشأت ملاهي وأندية ليلية لتكون مراكز لشبكتها، التي أُلقي القبض على أفرادها لاحقًا وكانت هي على رأس الموقوفين، وفق كتاب "شولا كوهين" الذي وصفها بـ"أخطر جاسوسة إسرائيلية عرفها الشرق الأوسط". (3)
وُلدت عام 1917 في بيونس آيرس باسم "زيلاما ماير كوهين" (يُترجم إلى العربية "سليمى")، ثم غيّرته إلى "شولا" لسهولة اللفظ. في مطلع حياتها ببيروت، تحديدًا في وادي أبو جميل، عُرفت بجمالها وصباها، وكانت من أشهر فتيات الحي اليهودي. اتّسمت حياتها بالصخب وكثرة العلاقات، وتزوجت من يوسف كشك، تاجر الأقمشة في سوق سرسق. منذ صغرها، كانت تهوى العمل السياسي ومصمّمة على خدمة قضية "بني قومها"، ومن أوائل الداعين لاحتلال اليهود لأرض فلسطين، وعملت على هذا الأساس.
في شبابها تعرّفت إلى شاب يُدعى "ليون" واستمالته بأساليب الإغراء، ثم وقعت بحب رجل أميركي تعرّفت إليه مصادفة في فندق "السان جورج"، واستدرجته ليستأجر لها شقة في "النورماندي". وقبل سفره انتزعت منه 15 ألف ليرة لبنانية، وهو مبلغ كبير حينها. وكانت تختار معارفها من "الطراز الثقيل". وفي ليلة من عام 1948، دُعيت إلى حفلة راقصة كبرى في فندق "النورماندي" حضرها اليهودي–الفرنسي جورج مولخو وزوجته "آن ماري". لفتت مولخو، المكلّف من الوكالة اليهودية في روما وباريس وقبرص بترحيل اليهود إلى فلسطين بميزانيات طائلة، فاختارها "كسكرتير خاص" نظرًا لإتقانها العبرية والإنكليزية والإسبانية والفرنسية والعربية.
مع مولخو بدأت رحلتها الفعلية عام 1948. عبره تعرّفت إلى اللبناني محمد سعيد العبدالله من بلدة الخيام، فصار من أبرز معاونيها. وأطلعها مولخو على رسالة من تل أبيب جاء فيها: "إننا نطلب منكم إرسال أكبر عدد ممكن من اليهود اللبنانيين إلى فلسطين عن طريق البر والبحر، ويجب أن يتمّ ذلك بسرية وكتمان شديدين وبأسرع وقت ممكن.. الدراهم تصلكم مع عميلنا خلال أيام". فهمت المطلوب وشرعت بالعمل: كانت تكتب الرسائل وتترجمها وتتواصل مع عملاء إسرائيل ومع شخصيات سياسية واجتماعية في بيروت لاستمالتهم إلى "قضية إسرائيل".
كلّفها مولخو بعملية تهريب بحرية بالتعاون مع "شاب لبناني نافذ" يمتلك نفوذًا على فريق من الرجال واستأجر مراكب لهذه الغاية. خُطِّط للعملية بعناية، وانطلقت القوارب من منطقة السعديات جنوب بيروت نحو فلسطين بنجاح، ثم تتابعت العمليات. بالتوازي كانت ترسل مع المهاجرين تقارير إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن الأوضاع في لبنان وسائر الدول العربية.
لاحقًا، وبعد خلاف مالي بين جوزيف كوبي وذلك "النافذ"، اتفقت مع محمد سعيد العبدالله على اعتماد الطرق البرية. خلال عام واحد أصبح العبدالله بطل التهريب عبر الحدود الجنوبية وضابط الارتباط بين شبكة كوهين والأجهزة الإسرائيلية، ينقل إليها التقارير حتى نال ثقة كبار ضباط الاستخبارات. ومع بداية الخمسينيات، اشتبهت الأجهزة اللبنانية به فأوقفته على الحدود، لكنه لم يكشف شيئًا عنها. مثلت كوهين أمام القضاء وأنكرت معرفتها به، فخرجت من القضية.
في عام 1951 اصطادت شولا موظفًا نافذًا في وزارة المالية هو محمود عوض، بعد أن أنجز معاملة لزوجها مقابل المال. سعى عوض للترشح للنيابة وطلب لقاء الإسرائيليين؛ فسافر إلى تل أبيب والتقى ضباطًا وتعهد بتزويدهم بالأسرار مستندًا إلى نفوذه في الدوائر الرسمية مقابل تمويل حملته. أُخضع لاختبار أولي ووُعد بالدعم عند النجاح.
توسّعت الدائرة إلى "ضابط لبناني كبير" كان ينوي انقلابًا بذريعة النقمة على الأوضاع. عرض عوض اسمه على ضباط إسرائيليين التقاهم في إسطنبول، مشيرًا إلى اتصالاته الواسعة بالأحزاب. وذكر لهم أن حكم الرئيس فؤاد شهاب سيكون سلبيًا على إسرائيل لشدته تجاهها وتعاونه العربي. صارت كوهين على صلة بالضابط ووعدته بطلب دعم إسرائيلي مباشر.
في مطلع الستينيات، نظّمت كوهين شبكتها ووسّعت التجنيد والمعلومات، وأنشأت ناديين ليليين في الحمرا: "الرامبو" في شارع الكومودور بإدارة محمد العبدالله، و"البارغولا" باتجاه فندق "بلازا" بإدارة علي فايز العبدالله. ثم سافرت إلى روما فإسطنبول فتل أبيب لعرض "مشروع الانقلاب"، ومكثت ثمانية أيام كُرّمت خلالها من موشي دايان وغولدا مائير وغيرهما. طلبت "فيزا" دون ختم على الجواز ليسهُل رجوعها إلى بيروت، لكن موظف الأمن الإسرائيلي ختم جوازها خطأً، فعجزت عن العودة به. انتقلت إلى إسطنبول ثم روما تبحث عن حل، واتصلت بزوجها الذي استعان بمحمود عوض، فحاول استصدار جواز جديد عبر "الضابط الكبير"، لكن الأخير خشي الاشتباه لكونها يهودية ومعروفة الميول.
استنجد عوض بـ"سمعان" الذي قرّبه منه—من دون أن يعلم أنه عميل مزدوج لجهاز لبناني—فاستطاع هذا الأخير، بتنسيق مع جهازه، إصدار جواز جديد وسافر إلى روما في شباط/فبراير 1961 ليسلّمه لها. هناك، اطمأنّت كوهين إليه وكشفت أمامه أوراقها كاملة، ولم تكن تدري أنها وقعت في فخ المخابرات اللبنانية.
عادت كوهين إلى بيروت واجتمعت بالضابط الكبير في شقة بالرملة البيضا، وأطلعته على نتائج زيارتها إلى تل أبيب واقترحت لقاءً في روما مع ضباط إسرائيليين بينهم "ألبيرتو". كان المبنى مرصودًا من مخبر لبناني يُدعى "راجي"، فيما واصل سمعان لقاءاته مع محمود عوض في الحمرا. طلبت شولا من سمعان السفر إلى تل أبيب للاجتماع برجال الاستخبارات، لكن الجهاز اللبناني قرّر الإطباق على الشبكة أولًا. أقنعها سمعان بعقد اجتماع تنظيمي يضم الجميع.
في 18 آب/أغسطس 1961 اجتمع أركان الشبكة في منزل شولا كوهين بوادي أبو جميل، وكانت القوى الأمنية ترصد المكان وتنتظر إشارة خروج شولا مع سمعان إلى الشرفة لتأكيد اكتمال الحضور. وما إن عادت إلى الداخل حتى سُمِع طرق على الباب؛ فتحت فوجدت عناصر الأمن، فأُغمي عليها وأوقف الجميع: شولا كوهين (37 عامًا – لبنانية)، محمود سعد الله عوض (45 – لبناني)، علي نصرت العبدالله (31 – لبناني)، علي حسن العبدالله (28 – لبناني)، محمد حسن فايز العبدالله (لبناني)، ألبير إيليا (57 – لبناني)، ألفرد حنا (34 – لبناني)، يوسف كشك (61 – لبناني)، فيلمون درويش (38 – لبناني)، فكتور لافي (47 – إيراني)، بهيج عبدالله (38 – لبناني)، روبير تولنشد (31 – إيطالي)، ساسون سوفير (31 – عراقي)، عزرا شمعون (40 – إيراني).
أحدث توقيفها هزة في أجهزة الأمن الإسرائيلية. وردًّا على ذلك، اختطفت إسرائيل في الستينيات ثلاثة ضباط لبنانيين على الحدود وفاوضت عليهم لمبادلتهم بشولا كوهين، التي استقرّت لاحقًا في إسرائيل حتى عام 2017، تاريخ وفاتها.
(1): كتاب "العملاء والجواسيس الفلسطينيين عين إسرائيل الثالثة"، أحمد حامد البيتاوي، 2016
(2): كتاب أشهر الجواسيس فى العالم أكثر من 130 شخصية عربية وأجنبية، الحسيني الحسيني المعدّي، 2016
(3): كتاب "شولا كوهين – أخطر جاسوسة إسرائيلية عرفها الشرق الأوسط"، حاتم خوري، 1993
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه