أدوية GLP-1 لخسارة الوزن لا تقلل احتمال السرطانات المرتبط بالسمنة
أدوية GLP-1 لخسارة الوزن لا تقلل احتمال السرطانات المرتبط بالسمنة.
تشير التقديرات إلى أنه في عام 2022 كان نحو 2.5 مليار بالغ حول العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، من بينهم قرابة 890 مليون شخص مصنفين ضمن فئة السمنة، وتُعد السمنة عامل خطر رئيسي لعدة حالات صحية مزمنة، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وأمراض الكلى. إضافة إلى ذلك، ربطت دراسات سابقة السمنة بزيادة احتمال الإصابة بعدد من أنواع السرطان، وفي هذا السياق يبرز الاهتمام المتزايد بتأثير أدوية GLP-1 لخسارة الوزن على هذه المخاطر، خصوصًا مع انتشار استخدامها في السنوات الأخيرة.
ما هي السرطانات المرتبطة بالسمنة؟
تشمل السرطانات المرتبطة بالسمنة عدة أنواع، منها: سرطانات الغدة الدرقية، والبنكرياس، والثدي، والكلى، والقولون والمستقيم، والمريء، والكبد، والمرارة، والمبيض، والمعدة، وبطانة الرحم، إضافة إلى بعض الأورام النادرة. تُعزى هذه العلاقة إلى عوامل مثل الالتهاب المزمن، واضطراب التمثيل الغذائي، ومقاومة الإنسولين، التي ترافق السمنة لفترات طويلة.
دراسة حديثة حول أدوية GLP-1 واحتمال السرطان
حَللت دراسة حديثة نُشرت في مجلة (Annals of Internal Medicine) نتائج 48 تجربة سريرية عشوائية سابقة، شملت أكثر من 94 ألف مشارِك من المصابين بالسكري من النوع الثاني أو زيادة الوزن أو السمنة. هدفَت الدراسة إلى تقييم السلامة طويلة الأمد لأدوية GLP-1، خصوصًا فيما يتعلق باحتمال السرطان المرتبط بالسمنة، وقد أُجريت الدراسة بإشراف (Harvard Medical School).
أدوية GLP-1 لخسارة الوزن .. هل تقلل احتمال السرطان؟
توصّل الباحثون إلى أن أدوية GLP-1 لخسارة الوزن يُحتمل أن يكون لها تأثير ضئيل أو معدوم على احتمال الإصابة ببعض السرطانات المرتبطة بالسمنة، مثل سرطانات الغدة الدرقية والبنكرياس والثدي والكلى، وتكتسب هذه النتيجة أهمية خاصة لأنها تعالِج مخاوف سابقة أثيرت حول احتمالية ارتباط هذه الأدوية ببعض أنواع السرطان، وهي مخاوف استندَت غالبًا إلى دراسات رصدية أو بيانات محدودة.
حدود الأدلة الحالية وعدم اليقين
رغم النتائج المطمئنة نسبيًا، أشارت الدراسة إلى أن مستوى اليقين كان منخفضًا فيما يخص بأنواع سرطانات القولون والمريء والكبد، بينما كان غير واضح بشكل كبير بالنسبة لسرطان المعدة، ويرجع ذلك إلى قلة عدد الحالات المسجَّلة خلال التجارب وقصر فترة المتابعة، التي تراوحت غالبًا بين عام وعامين فقط. لذلك، لا يمكن الجزم بوجود تأثير إيجابي أو سلبي على المدى الطويل.
هل يمكن أن توفر هذه الأدوية حماية مستقبلية؟
على الرغم من أن التحليل الحالي لم يُظهر تأثيرًا وقائيًا واضحًا، فإن الفرضية العلمية لا تزال قائمة، فالسمنة تُعد سبباً رئيسيًا لعدة أنواع من السرطان، وأدوية GLP-1 تساهم في حدوث فقدان وزن ملحوظ وتحسين الصحة الأيضية، فمن الناحية النظرية قد يؤدي ذلك إلى تقليل احتمال السرطان على المدى البعيد، إلا أن التجارب الحالية لم تكن مصممة أساسًا لقياس هذا الأثر، ولم تمتد لفترات كافية لرصد تطور السرطان الذي قد يستغرق سنوات.
الحاجة إلى دراسات أطول وأكثر تخصصًا
أبرزَت الدراسة أن السرطان لم يكن هدفًا أساسيًا في التجارب التي جرى تحليلها، كما أن مدة السمنة لدى المشاركين قبل بدء العلاج لم تكن معروفة بدقة، وهذا يفتح المجال لاحتمال أن تكون التغيرات السرطانية قد بدأت قبل استخدام الدواء. لذلك، شدد الباحثون على أن النتائج الحالية تحتاج إلى مزيد من البحث والمتابعة طويلة الأمد قبل الوصول إلى استنتاجات نهائية.
نصيحة من موقع صحتك
تشير الأدلة الحالية إلى أن أدوية GLP-1 لخسارة الوزن لا تبدو مرتبطة بزيادة واضحة في احتمال السرطان المرتبط بالسمنة على المدى القصير إلى المتوسط، ولكن هذه النتائج ليست نهائية وتحتاج إلى تأكيد عبر أبحاث أطول وأكثر تركيزًا، ويُنصح دوماً بالتعامل مع هذه الأدوية كجزء من خطة شاملة لتحسين الصحة تحت إشراف طبي، مع الاستمرار في اتباع نمط حياة صحي، وعدم الاعتماد على نتائج دراسة واحدة لاتخاذ قرارات طويلة الأمد إلى أن تتوفر أدلة أقوى وأكثر شمولًا.
آخر تعديل بتاريخ
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





