الإعلام الإسباني: المغرب مشروع كروي مكتمل… واللقب الإفريقي لم يعد خيارا - هسبورت

أورد تقرير لصحيفة “إل موندو” الإسبانية أن المنتخب المغربي بات اليوم أحد أبرز المشاريع الكروية الصاعدة على الصعيد العالمي، بعد أن نجح في الجمع بين تصدير صورة تنافسية قوية داخل الملعب وبناء منظومة مؤسساتية متكاملة جعلته مرشحاً فوق العادة للسيطرة على الكرة الإفريقية خلال السنوات المقبلة. واعتبرت الصحيفة أن بلوغ “أسود الأطلس” نصف نهائي مونديال قطر 2022 شكّل لحظة مفصلية في تاريخ الكرة المغربية والإفريقية، غير أن طموح المغرب، وفق التقرير، لا يتوقف عند حدود الإنجاز العالمي، بل يتجسد حالياً في التتويج بكأس أمم إفريقيا، اللقب الذي غاب عن خزائنه منذ نسخة 1976. ونقلت “إل موندو” تصريحاً صريحاً للناخب الوطني وليد الركراكي، قال فيه: “ليس من الطبيعي أن يفوز المغرب بكأس إفريقيا واحدة فقط. عملنا هو تغيير هذا الواقع”، في إشارة إلى وضوح الهدف الذي دخل به المنتخب المنافسة القارية الجارية، باعتباره البلد المنظم وأحد أبرز المرشحين للقب. استراتيجية طويلة الأمد وأكد التقرير أن النجاح المغربي لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة استراتيجية كروية انطلقت قبل ما يقارب عقدين، قوامها استقطاب الكفاءات الشابة من أبناء الجالية المغربية في أوروبا، وإقناعهم بحمل القميص الوطني عبر مشروع رياضي واضح، يقوده طاقم تقني قادر على مخاطبة طموحاتهم. وأضافت الصحيفة أن المغرب نجح في استقطاب أغلب المواهب ذات الأصول المغربية المنتشرة في أوروبا، باستثناء حالة واحدة بارزة هي لامين يامال، الذي اختار تمثيل إسبانيا. وأشارت إلى أن أقل من نصف لائحة المنتخب الحالية وُلدت داخل المغرب، مقابل حضور وازن للاعبين من إسبانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا وكندا، يتقدمهم القائد أشرف حكيمي، وياسين بونو، وبراهيم دياز، ونايف أكرد، وأسماء أخرى تشكل العمود الفقري للمنتخب. تغيير ذهني قبل أن يكون تقنياً وسلط التقرير الضوء على البعد الذهني في مشروع وليد الركراكي، حيث نقل عنه قوله إنه قام بتشخيص المشكل الحقيقي للكرة المغربية، والمتمثل في غياب الثقة أمام المنتخبات الكبرى، مبرزاً أن العمل انصبّ على زرع عقلية التنافس دون عقد نقص، وهو ما تُرجم ميدانياً في قطر، بإقصاء إسبانيا والبرتغال، قبل التوقف عند فرنسا في نصف النهائي. استثمار ضخم وبنيات تحتية عالمية وفي الجانب المؤسساتي، كشفت “إل موندو” أن المغرب استثمر أزيد من 1.8 مليار يورو في تطوير بنياته التحتية، من خلال إنشاء مراكز عالية الأداء، وأكثر من 100 ملعب معتمد من “فيفا”، وتحديث تسعة ملاعب كبرى في مدن استراتيجية، في أفق احتضان كأس العالم 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال. وتوقف التقرير عند مشروع ملعب الحسن الثاني بالدار البيضاء، الذي سيستوعب 115 ألف متفرج، ويطمح المغرب لجعله مرشحاً لاحتضان نهائي مونديال 2030. تفوق قاري وحضور قوي في الفئات السنية وأبرزت الصحيفة أن ثمار الاستثمار ظهرت بقوة في الفئات السنية، حيث توج المغرب بلقب كأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، وبلغ نهائي “كان” أقل من 17 سنة، وحقق إنجازاً تاريخياً بالتتويج بكأس العالم لأقل من 20 سنة في تشيلي، بعد التفوق على منتخبات وازنة من بينها إسبانيا، البرازيل، فرنسا والأرجنتين. وختم تقرير “إل موندو” بالتأكيد على أن التحدي الحقيقي للمغرب اليوم هو ترجمة هذا التفوق الهيكلي والقاعدي إلى لقب قاري، يعزز مكانته كقوة كروية إفريقية صاعدة، ويمنحه زخماً إضافياً قبل موعد كأس العالم 2030، حيث يطمح للذهاب بعيداً مرة أخرى في الواجهة العالمية.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً





