صوفيا لورين.. آخر أيقونة إيطالية على قيد الحياة من جيل هوليوود الذهبي

تفتتح أيقونة السينما الإيطالية صوفيا لورين مذكراتها وتقول:“علّمتني التجربة أن أجعل من الزمن حليفِيَ الأكبر، لا أقاتل ضده ولا أخضع له بتكاسل وبلادة.
كنت أعيش كل يوم من أيام حياتي كما هو، وأدع جمالي ينضج بهدوء وسكينة، كما كانت تفعل الموناليزا.”هكذا طوت سنواتها التسعين من دون أن تفقد قناعتها بأن الغد لا يزال حافلًا بالأحلام “مثله مثل الأمس واليوم”.صوفيا لورين (91 عامًا)، آخر نجمة على قيد الحياة في قائمة معهد الفيلم الأميركي لأعظم 50 نجمًا في تاريخ السينما الأميركية، قلّلت أدوارها منذ ثمانينيات القرن الماضي، ثم عادت في 2020 بدور بطولة في فيلم “الحياة القادمة” من إخراج ابنها إدواردو بونتي، مجسدة دور ناجية من الهولوكوست وعاملةِ جنس سابقةنحن إزاء تاريخ سينمائي حافل بالمعجزات الصغيرة والانعطافات الحادة، وبجمال وحشي أعاد تعريف “المتخيّل النسائي” في القرن العشرين؛ ذلك أن “صوفيا فيلاني سكيتشلوني”، وهو اسمها الأصلي المولودة في روما عام 1934، كانت أول عنقود جمال ناضج في كروم السينما الإيطالية، وصولًا إلى “مونيكا بيلوتشي “كنموذج لشهوات القرن الحادي والعشرين.أيقونتا الجمال الإيطالي، صوفيا لورين ومونيكا بيلوتشي، امرأتان من زمنين مختلفين، لكنهما غالبًا ما تُوصفان بأنهما تجسدان نوعين متمايزين من السحر الإيطالي: لورين بجاذبيتها الكلاسيكية الطبيعية النابضة بالحياة، وبيلوتشي بجمال أكثر حداثة وفتنة، وجمال أشبه بالتماثيلمذكرات بعنوان فيلمويأتي عنوان مذكراتها “أمس، اليوم، غدًا: حياتي” باقتباس مباشر من أحد أشهر أفلامها الذي أخرجه “فيتوريو دي سيكا “عام 1963، وهي بذلك تفرش سجادة سحرية تمتد على ذكريات نحو 90 فيلمًا هي حصيلة تاريخها السينمائي، بمشاركة عشرات النجوم مثل “مارشيلو ماستروياني”، و”مارلون براندو”، و”كاري غرانت”، و”عمر الشريف”.غلاف مذكرات صوفيا لورين “أمس، اليوم، غدًا: حياتي” (1983)، حيث تحوّل أرشيفها الشخصي الهائل إلى سيرة ذاتية لأيقونة السينما الإيطالية، في كتاب يستعير عنوانه من أحد أشهر أفلامها. صدر بالعربية عن “دار المدى” بترجمة علي عبد الأمير صالح.فتاة نحيلة تعبر الحرب إلى هوليوودوإذا بالفتاة النحيلة التي كانت تتسوّل الطعام من الجنود الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية، تجتاز الحدود إلى هوليوود عبر دورها في فيلم “امرأتان” عام 1960 لفيتوريو دي سيكا، إلى جانب عشرين جائزة أخرى، منها جائزة مهرجان كان.سجّلت صوفيا لورين إنجازًا غير مسبوق حين نالت جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “امرأتان” (1960) للمخرج فيتوريو دي سيكا، لتكون أول ممثلة تحصد الأوسكار عن أداء دور ناطق بغير اللغة الإنجليزيةاسألوا السباغيتي!تقول مازحةً حين تُسأل عن سر رشاقتها: “كل هذا يعود إلى السباغيتي.”والحال أن صوفيا لورين إحدى رسولات الجمال في السينما جنبًا إلى جنب مع بريجيت باردو، ومارلين مونرو، وجينا لولو بريجيدا.كانت صوفيا لورين وجينا لولوبريجيدا نجمتي السينما الإيطالية الرائدتين في أواخر الخمسينيات وحتى الستينيات، إذ اشتهرتا بجمالهما الأخّاذ وجاذبيتهما اللافتة، إلى جانب معاصراتهما على الضفة الأخرى مثل الفرنسية بريجيت باردو والأميركية مارلين مونرووذلك بإضفاء الطابع الشبقي والجمال المستفز، والاستعارات الغريزية، ما فتح ثغرًا في القلاع الذكورية، ومثّل انقلابًا في العلاقة بين الجنسين، وفرض نسوية جديدة متجاوزةً المساواة النظرية لمصلحة إشكالية الفرد وتحقيق الذات، بما ينسجم مع الديناميات الاجتماعية الكبرى، ومع القطيعة الثقافية.تقول في هذا السياق:
“نصف الإغواء يكون مما لديك من جاذبية، والنصف الآخر يأتي مما يتخيّل الآخرون أنه لديك”، وتضيف: “الجمال هو ما تشعر به في داخلك، وينعكس في عينيك، إنه ليس شيئًا مجسّدًا”.
في المذكرات تحضر الجدّة وأحفادها كامرأة واقعية عاشت حيوات متعدّدة، قبل أن تنظر في مرآة الأمس في محاولة لتعريف معنى الشقاء والسعادة وقوة العاطفة.صوفيا لورين مع ابنها حديث الولادة كارلو جونيور وزوجها كارلو بونتي في عيادة مستشفى جنيف الحكومي، ٤ يناير ١٩٦٩ AP (AP)صندوق الذكرياتتفتح “صندوق الذكريات” الذي كان يرقد فوق أحد رفوف المكتب، فيما كانت الجدة قد أنهت للتو صناعة فطيرة حلوى لأحفادها. ما الذي قادها إلى هذا الصندوق المهمل في هذا التوقيت الملتبس؟صوفيا لورين (الرابعة من اليسار) تحضر حفل افتتاح متحف أكاديمية السينما في لوس أنجلِس يوم 25 سبتمبر/أيلول 2021، برفقة زوجة ابنها ساشا ألكسندر (أقصى اليسار)، وحفيدتها لوسيا صوفيا بونتي، وابنها المخرج إدوارد بونتي، ومعهم المصممة الإيطالية روبيرتا أرماني (أقصى اليمين)حملت الصندوق واتجهت إلى سريرها في استراحة قصيرة، لكن هذه الاستراحة ستدوم طويلًا؛ فما إن قلّبت محتويات الصندوق حتى انهمرت من داخله رسائل وصور فوتوغرافية ووجوه وأسرار، لطالما رافقتها في رحلتها السينمائية الطويلة المشبعة بالألم والعاطفة والحنين.اشترك فيالنشرة البريديةاشترك في النشرة البريدية وتابع أحدث أفلامنا الوثائقيةأرشيف يتحول إلى مذكراتهذا الأرشيف الضخم سيشكّل المادة الأساسية في كتابة مذكرات إحدى أيقونات السينما الإيطالية، التي حملت تواقيع أبرز مخرجي الواقعية الإيطالية الجديدة على الشاشة، لتعبر مثل شهاب من روما إلى هوليوود.طفولة بلا أبتحديقتها نحو الأمس ستكون أبعد في نبش طفولة بائسة، وعذابات عائلة بلا أب، نشأت في الملاجئ أثناء الحرب العالمية الثانية، بكل ما فيها من فقر وعوز وجوع. لكن الأم التي ربّت ابنتها على القواعد الريفية والدينية الصلبة، والاعتناء بطهو الخيال أكثر من عنايتها بالخبز والحب، ستحمي خطوات الابنة من الفشل، وتحفر لها الطريق.حفل زفاف ماريا شيكولوني، شقيقة صوفيا لورين، عام 1960 على عازف البيانو رومانو موسوليني، الابن الأصغر للدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني. وتظهر في الخلفية صوفيا لورين ووالدتها روميلدا فيلاني شيكولوني. وقد أنجب الزوجان ابنتين: أليساندرا موسوليني، النائبة والبرلمانية الأوروبية السابقة، وإليزابيتا موسولينيفستان من ستارةهكذا ستغادر بلدتها إلى نابولي للمشاركة في مسابقة لملكات الجمال، بعد أن خلعت الأم ستارة النافذة وحولتها إلى فستان، وستفوز بلقب “أميرة” لا “ملكة”، ما أتاح أمامها العمل في مجلات القصص المصورة.صوفيا لورين مع والدتها روميلدا شيكولوني. كان والد صوفيا قد رفض الزواج من أمها وترك الأسرة بلا سند مالي، ولم تره لورين إلا ثلاث مرات في حياتها: وهي في الخامسة، ثم في السابعة عشرة، ثم على فراش موته عام 1976. قالت لاحقًا إنها سامحته، لكنها لم تنسَ أنه تخلّى عن والدتها. وحين أصبحت صوفيا نجمة وذات مال، دفعت له ليمنح شقيقتها ماريا اسم العائلة “شيكولوني”من “عود نبش الأسنان” إلى الكاميراالفتاة النحيلة التي كانت تُلقّب “عود نبش الأسنان” لفرط نحافتها، تمكنت أخيرًا من أن تقف أمام كاميرا السينما ككومبارس، إلى أن اكتشفها المنتج كارلو بونتي ودعاها إلى “اختبار شاشة”.صوفيا لورين أثناء الدورة الثانية عشرة لمهرجان كان السينمائي، التي جرت بين 30 أبريل/نيسان و15 مايو/أيار 1959، تبدو لورين في جناحها بفندق “كارلتون” وهي تقف مواجهة للكاميرا واضعة يديها على خصرها، بينما يظهر زوجها المنتج كارلو بونتي في الخلفية وهو يتحدث مع رجال غير محددي الهوية. غيتي إيمدجزجمال خارج المقاييسسيحتج المصوّر السينمائي الذي تكفّل بالمهمة قائلًا: “من المستحيل أن نصورها فوتوغرافيًا. وجهها قصير جدًا، فمها كبير جدًا، وأنفها طويل جدًا.” تعلّق على هذا الهراء بقولها: “لا أريد أنفًا صغيرًا مرفوعًا للأعلى. كنت أعرف تمام المعرفة أن جمالي هو نتيجة كثير من الأشياء الشاذة امتزجت كلها في وجه واحد، وجهي. سواء فزت أو خسرت سيكون في نسخته الأصلية.”هكذا كانوا يكتبون عنها دائما: مزيج غريب من عناصر متنافرة، لكنها على نحو عجيب كانت تنسجم معا؛ عينان أكبر مما ينبغي، وجنتان بارزتان، وفم واسع يصنع أسطورة جمال لا تشبه أحدًابصحبة فيتوريو دي سيكافي مدينة السينما، تلتقي بالمصادفة المخرجَ العظيم فيتوريو دي سيكا، الذي سيختارها لاحقًا بطلةً لمعظم أفلامه. هذا المخرج منحها نصيحة سترافقها طوال حياتها المهنية:
“مثّلي بكل جسمِك، إلى أطراف أصابع قدميكِ وأصابع يديكِ، فهي بأهمية صوتكِ وعينيكِ ووجهكِ.”
فلسفة الجرأة على الحلمهذه النصيحة النفيسة ستضعها أمام فلسفة جديدة لحياتها. تقول: “عليّ أن أعرف أن الأشياء الجيدة تأتي من امتلاك الجرأة على الحلم، فقد حرّر دي سيكا قلبي من قيوده كلها.” هكذا وجدت “البطة الصغيرة” نفسها بجعة. تقول: “كنت أود الغطس في بحر أوسع، لا يهم إن لم أكن قادرة على السباحة.” وتضيف: “وجدتني أعيش في جسد متوهج، ممتلئ بالحياة والوعد.”صوفيا لورين تصل برفقة ابنيها إدواردو بونتي (يسار) وكارلو بونتي الابن، لحضور التكريم الخاص بها ضمن مهرجان AFI Fest 2014 في مسرح دولبي، نوفمبر/تشرين الثاني 2014، في لوس أنجلِس. (تصوير: كريس بيزيلو/إنفجن/أسوشيتد برسAPقلب نابولي لا يغيبالأضواء الكشّافة التي كانت تَشِعّ على حياتها في روما بعد زواجها من كارلو بونتي، لم تُنسِها سحر نابولي مرة واحدة.الممثلة الإيطالية صوفيا لورين برفقة طفليها كارلو بونتي الابن وإدوارد بونتي أثناء مغادرتهم مطار هيثرو متجهين إلى روما، أغسطس/آب 1974تقول: “الحياة أخذتني بعيدًا عن جذوري، إلا أن قلبي سيكون هناك على الدوام، في الضوء، في اللغة، في المطبخ، فأنا أعبّر عن نفسي على نحو أفضل باللهجة النابولية.”ذاكرة لا تنتهيعلى فراشها تستدعي شريطًا مضيئًا من الذكريات، من دون أن تتخلى عن النظر إلى المستقبل ودرب الأحلام التي لا يزال بوسعها أن تتحقق. تضيع في بحر الذكريات، تنحسر حياتها وتتدفق، “وأنا أُسلّم نفسي ثانيةً لجريانه”، تقول.كارلو بونتي (1912–2007) لم يكن فقط زوج صوفيا لورين، بل واحدًا من أهم منتجي السينما الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية، ووقف خلف أفلام عالمية لم تشارك فيها لورين أصلًا، مثل “دكتور زيفاغو” لديفيد لين (1965)، و”انفجار” لأنطونيوني (1966)صورة فوتوغرافية تجمعها مع كارلو بونتي تنبئ عن اشتعال الغرام بينهما، كما تستدعي ذكرياتها عن فيلم “امرأة النهر” (1954) ، وهو أول فيلم ينتجه رفيق دربها من أجلها فقط، كما سيهديها خاتمًا من الألماس.قفزة في العتمةفي رحلتها الأولى إلى لوس أنجلوس، أحسّت صوفيا لورين أنها تقوم بقفزة في العتمة، داخل عالم من السيلولويد في بلاد أخرى. كان كل شيء جديدًا ولامعًا، لكنه في الوقت نفسه غريب وبعيد عن جذورها.12 فيلم مع ماسترويانيلكن ذكرياتها الأكثر حميمية ودفئًا وإشراقًا ستجدها بصحبة مارشيلو ماستروياني، إذ تشاركا 12 فيلمًا. تقول: “كانت بيننا كيمياء، ولم تخذلنا هذه الكيمياء البتة.” بعد سنوات طويلة من الصداقة ستكتب له رسالة في عيد ميلاده تختصر الشغف التاريخي بينهما:صوفيا لورين في دور آنا إلى جانب مارشيلو ماستروياني في دور رينزو في فيلم “أمس، اليوم، غدًا” الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي في الحفل الـ37 للأكاديمية. شكّلت لورين وماستروياني واحدًا من أشهر الثنائيات في تاريخ السينما الإيطالية“مارشيلو، أنا في الستين؟ أنت في السبعين؟ هل أصبحنا مجانين؟ بالنسبة إليّ، الزمن يجب أن يتوقف، لا تدعنا نغدو سفيهين. الظلم الوحيد في قدر الإنسان هو أننا نقضي نصف حيواتنا نأسف على النصف الآخر.” وتضيف في موضع آخر:
“عندما أشترك في التمثيل مع ماستروياني أشعر أنني قمر مكتمل، وهو حلقة في فلكي.”
ما وراء الكواليسلا تبدو قصص الأفلام التي ترويها هنا هي مربط الفرس، بقدر عنايتها بالجوانب الإنسانية التي تحدث في الكواليس، وكأن لا فرق شاسعًا بين الشخصية والممثلة والمرأة العادية التي لا تكترث بنفض الغبار عن أسرار حياتها. تقول: “أحيانًا، الضوء الخفي في الزاوية القريبة يكون هو المفاجأة.” وتقول أيضًا: “أتصفح ماضي حياتي كأني أتصفح كتابًا، كما لو أنها قصة شخص آخر.”مائدة النجومصور فوتوغرافية أخرى ستعيدها إلى ذكريات متناوبة مع أبرز ممثلي حقبة الستينيات: غريغوري بيك، وبول نيومان، وعمر الشريف، ومارلون براندو، وغاري غرانت. وتذكر حادثة مرحة أثناء عملها مع عمر الشريف، إذ شكا من وجبة الطعام كريهة المذاق التي أحضرتها شركة الإنتاج بقوله: “كيف يتسنى للمرء أن يأكل هذه النفاية؟ كم أحب أن آكل شيئًا من باذنجان أمي في هذه اللحظة بالذات.”
إعلان
مسعقة أم عمر الشريفتؤكد صوفيا أن طهي أمها للباذنجان يتفوّق على طهي أي امرأة أخرى. يقع رهان بينهما، وتنتصر “مسقعة” أم عمر الشريف على ما عداها.صوفيا لورين والممثل المصري عمر الشريف في فيلم “أكثر من معجزة” (More Than a Miracle)، الصادر عام 1967، والمعروف أيضًا بعنواني “سندريلا على الطريقة الإيطالية” و”سعادة أبدية”. يروي الفيلم مغامرات إيزابيلا (صوفيا لورين)، الفتاة القروية الجميلة المتقلبة، والأمير الإسباني رودريغو (عمر الشريف)، المغامر الذي يحاول التملص من زواجٍ رتّبه والداه، قبل أن يقع في سحر القرويةتعقّب على هذه الحادثة بقولها: “الطعام يجعل البشر سعداء، إنه يعيدك إلى الديار، إنه يقول أشياء كثيرة جدًّا، لا تستطيع أن تقولها الكلمات.”السجن.. نهاية بهجة قصيرةلاحقًا ستزَج صوفيا لورين في السجن مدة 17 يومًا بذريعة تهربها من الضرائب، وهو ما يضعها في موقف سيئ أطاح زمن البهجة. توثّق تلك المرحلة في يومياتها داخل الزنزانة بعبارة موجعة: “أنا في السجن، بهجتي فارغة، وحتى حزني آلي.”الممثلة الإيطالية صوفيا لورين تغادر سجن نابولي بعد أن أنهت 17 يومًا من عقوبة مدتها 30 يومًا بتهمة التهرب الضريبيموناليزا اللوفر وموناليزا نابوليفي متحف اللوفر ستقف طويلًا أمام “الموناليزا” لتكتشف أنها هي نفسها موناليزا أخرى، امرأة واثقة تغذّي جمالها من داخلها. ترى في ذلك الوجه الصامت سحرًا داخليًا وصفاء روح وثقة بالنفس “تغذّي الجمال الساكن في كل واحد فينا”، فتقول: “الموناليزا فهمت هذا الأمر.”تدافع صوفيا لورين عن “النواة الصلبة” في حياتها، الجزء الذي يجب أن يبقى سرًا ولا يُعرض للناس. لهذا تتأمل دفتر ملاحظاتها ثم تقرر التخلص منه: “دلفت إلى الحمّام مع علبة من أعواد الثقاب، أشعلت واحدًا، وأضرمت النار في اليوميات. كلماتي كلها استحالت نارًا، ثم إلى رماد. لم أندم على ذلك.”مطبخ بدل الكاميراومثلما كانت تطهو أدوارها على الشاشة، ستجد لذة بمذاق آخر في المطبخ وهي تصنع لوحًا من الشوكولا، مثل أي امرأة عادية لا تكترث بأمجادها القديمة. تقول:
“هذه الليلة فراشي مغطى بالذكريات، بسطور رسالة ما، بالنظرة والألوان التي قُبض عليها في صورة فوتوغرافية، بالأصوات التي عادت إلى الحياة. هذه كلها تدعوني لأن أتصفح ماضي حياتي كأني أتصفح كتابًا، كما لو أنها قصة شخص آخر.”
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً




