السعودية قبلة الاستثمار.. شركات كبرى تختار الرياض مقرًا إقليميًا في 2025

تواصل المملكة العربية السعودية تحقيق تحولات متسارعة في مشهدها الاقتصادي؛ ما جعلها واحدة من أكثر الوجهات الجاذبة للشركات العالمية الباحثة عن التوسع والاستقرار الإستراتيجي.
تأتي هذه الجاذبية مدفوعة برؤية 2030 الطموحة، التي أرست أسسًا جديدة للتنمية الاقتصادية. كما عززت مناخ الأعمال بشكلٍ كبير، ورفعت مستوى البنية التحتية والتشريعات المرتبطة بالاستثمار. من خلال هذه الجهود، أصبحت السعودية مركزًا إقليميًا مفضلًا للشركات الدولية، التي تتنافس لتأسيس مقارها الإقليمية في الرياض، مستفيدة من التطور الكبير في القطاعات الحيوية.
ويأتي هذا نتيجة لما تقدمه المملكة من حوافز استثمارية مغرية، إضافة إلى نظام ضريبي جاذب، وبنية لوجستية متقدمة. فضلًا عن ذلك، وفّرت بيئة تشريعية متطورة تتماشى مع أفضل الممارسات العالمية. وبالتدريج، باتت خطوة إنشاء المقر الإقليمي في السعودية معيارًا أساسيًا في خطط الشركات الكبرى التي تدرس التوسع في منطقة الشرق الأوسط.
وعلى صعيد آخر، تعزز هذه التطورات مكانة الرياض كوجهة إستراتيجية رئيسية؛ حيث أصبح حي الملك عبدالله المالي نموذجًا متكاملًا لمراكز الأعمال العالمية الحديثة. هذا التطور شجع شركات رائدة في مجالات المال والتقنية والضيافة والخدمات المهنية على اتخاذ قرار الانتقال إليه. ومن خلال هذه الجهود، تحولت السعودية إلى منصة اقتصادية عالمية نشطة تستقطب الاستثمارات النوعية.
فهرس المحتوي
صعود الرياض كمركز رئيس للأعمال الدوليةجولدمان ساكسشركة EY MENAمجموعة بلازا بريميومشركة إريكسونشركة State Streetبنك HSBCبنك نيويورك ميلونالسعودية تتحول إلى مركز اقتصادي عالمي
صعود الرياض كمركز رئيس للأعمال الدولية
تسارعت وتيرة انتقال الشركات الكبرى إلى الرياض بفضل مبادرات حكومية نوعية تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني؛ إذ وفرت المملكة بيئة أعمال تنافسية وأطلقت برامج تدعم الشركات في تأسيس مقارها الإقليمية. ونتيجة لذلك، أعلنت شركات عالمية مثل: جولدمان ساكس وإريكسون وEY وBNY وغيرها عن افتتاح مقارها الإقليمية، لتبدأ فصلًا جديدًا من الشراكة الاقتصادية مع السعودية.
كما أن ارتباط هذه الشركات بقطاعات حيوية يعزز قيمة وجود المقر الإقليمي في السعودية؛ إذ يساهم ذلك في نقل المعرفة، وتوطين الوظائف، وتعزيز الابتكار، وتطوير الكفاءات الوطنية. ويعد هذا التوسع جزءًا من التحول الأعمق الذي يشهده الاقتصاد السعودي باتجاه التنويع والاستفادة من مكانته الجغرافية الإستراتيجية.
ويأتي هذا الزخم مدعومًا ببنية تحتية رقمية هي الأكثر تطورًا في المنطقة. إضافة إلى شبكة مدن اقتصادية جديدة، وخطط توسع لوجستية، وابتكار تشريعي يدعم الأعمال. ولذلك، تبدو الشركات العالمية أكثر استعدادًا لتعزيز وجودها في المملكة عبر مقارها الإقليمية.
جولدمان ساكس
وفي تأكيد على جاذبية الرياض، أعلنت شركة جولدمان ساكس عن افتتاح مقرها الإقليمي الجديد بحي الملك عبدالله المالي. وجاءت هذه الخطوة لتؤكد التزام البنك الطويل الأمد تجاه السوق السعودية. ولذلك، منح انتقال البنك إلى هذا الحي موقعًا إستراتيجيًا ضمن واحدة من أكثر البيئات الاقتصادية تطورًا في المنطقة. وذلك يعزز قدرته على تقديم خدمات مالية واستثمارية متقدمة لعملائه.
كما يمثل هذا الافتتاح إشارة واضحة على تزايد أهمية الرياض كمركز مالي صاعد على المستوى الإقليمي. هذا التطور يأتي خصوصًا مع استثمار المملكة الكبير في تطوير بنية مالية متكاملة. ومن خلال المقر الجديد، تخطط الشركة للاستفادة من النمو الهائل الذي يشهده القطاع المالي السعودي. ويؤكد ذلك أن وجود المقر الإقليمي في السعودية أصبح عنصرًا أساسيًا في خطتها التوسعية العالمية.
وتتزامن هذه الخطوة مع حضور أكثر من 140 شركة عالمية أخرى في الحي ذاته. إضافة إلى وجود 19 مقرًا إقليميًا لشركات كبرى. وهو ما يعزز شبكة الأعمال والتواصل. وبالتالي، يتيح للشركة التكامل السلس ضمن نظام اقتصادي متطور ومتنامٍ.
شركة EY MENA
وفي خطوة موازية، أعلنت شركة EY MENA عن اكتمال انتقالها الكامل إلى مقرها الإقليمي الجديد في حي الملك عبدالله المالي ذاته. وتؤكد هذه الخطوة التوسعية المهمة عمق ثقتها الكبيرة بالاقتصاد السعودي وآفاقه المستقبلية. ويعد هذا الانتقال جزءًا أساسيًا من إستراتيجية الشركة لتقديم خدمات مهنية متقدمة، والتي تهدف لدعم الشركات المحلية والإقليمية في المنطقة.
وبالإضافة إلى ذلك، جاء هذا التطور نتيجة مباشرة لتنامي الطلب على الخدمات الاستشارية. وحدث ذلك في ظل المشاريع الوطنية العملاقة، إضافة إلى الحاجة المتزايدة لتطوير العمليات والحوكمة والامتثال. وتمثل هذه المجالات خبرات محورية لشركة EY. فمن خلال وجود مقرها الإقليمي في الرياض، تتوقع الشركة تعزيز دورها بشكل كبير في بناء قدرات العمل المؤسسي بالمنطقة.
كما يعكس هذا الانتقال النوعي نجاح مبادرة جذب المقار الإقليمية الحكومية. تلك المبادرة ركزت على تشجيع الشركات العالمية على اتخاذ المملكة كمركز قيادة إستراتيجي لأنشطتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
مجموعة بلازا بريميوم
وفي سياق التوسع، افتتحت مجموعة بلازا بريميوم مقرها الإقليمي الجديد في الرياض. وجاء هذا الافتتاح بالتزامن مع احتفالها بمرور 10 أعوام على وجودها في السوق السعودية. وتأتي هذه الخطوة بهدف تعزيز عمليات المجموعة في الشرق الأوسط وإفريقيا. كما تهدف إلى دعم توسعها المستمر في خدمات الضيافة داخل المطارات.
كذلك، يمثل افتتاح المقر جزءًا من توجه الشركة نحو الابتكار. وذلك لتحقيق تحسين مستمر في تجربة المسافرين. وإضافة إلى ذلك، يعمل على تعزيز مكانتها كشريك رئيسي لمطارات المملكة. كما يعكس هذا التطور نجاح قطاع الضيافة في السعودية، والذي يشهد تطورًا كبيرًا مدفوعًا بأهداف رؤية 2030.
وبناءً على ذلك، يعد وجود المقر الإقليمي في السعودية عنصرًا مهمًا في إستراتيجية الشركة لتوسيع خدماتها؛ حيث تستفيد من الاحتياجات المتزايدة للسوق السعودية والإقليمية على حد سواء.
شركة إريكسون
وفي استمرار لتدفق الشركات الكبرى، افتتحت شركة إريكسون مقرها الإقليمي الجديد في الرياض. وجاء ذلك بحضور كبار المسؤولين الحكوميين والتنفيذيين؛ ما أكد أهمية السعودية في إستراتيجية الشركة العالمية للاتصالات. كما شهد حفل الافتتاح نقاشات معمقة حول تطور الجيل الخامس، وكذلك الجيل السادس. كما ركزت النقاشات على دور المملكة المحوري في رسم مستقبل الابتكار التكنولوجي.
ولذلك، يأتي اختيار الرياض كمركز لعمليات إريكسون في الشرق الأوسط وإفريقيا استجابة سريعة للنمو الهائل الذي يشهده القطاع التقني السعودي، وأصبح ذلك القطاع من أهم ركائز رؤية 2030. ومن خلال هذا التوسع، تستعد الشركة للاستفادة القصوى من مشاريع البنية الرقمية الضخمة التي تشهدها المملكة حاليًا.
وعلى صعيد آخر، تعزز هذه الخطوة موقع الرياض كمركز تكنولوجي صاعد على المستوى الإقليمي. كما يساهم وجود المقر الإقليمي في السعودية بشكلٍ كبيرٍ في دعم نقل الخبرات التكنولوجية المتطورة. وإضافة إلى تطوير المواهب المحلية في مجال الاتصالات والتقنية.
شركة State Street
وفي إشارة جديدة على ثقة القطاع المالي، أعلنت شركة State Street عن إطلاق مقرها الإقليمي في الرياض. وجاء ذلك بعد حصولها على موافقة وزارة الاستثمار، لتبدأ بذلك مرحلة جديدة من التوسع النشط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويذكر أن الشركة تمتلك حضورًا طويلًا في السعودية يتجاوز 25 عامًا، كما أنها تدير أصولًا كبيرة داخل المملكة.
ولذلك، يعد إنشاء المقر الإقليمي خطوة إستراتيجية حاسمة لدعم الأسواق المالية السعودية. وذلك يظهر خصوصًا مع توسع الشركة في إدارة المحافظ الاستثمارية على المستوى المحلي. وتعكس هذه الخطوة الدور المتزايد للرياض كمحور مالي عالمي صاعد.
وبالإضافة إلى ذلك، يعزز وجود المقر الإقليمي في السعودية من قدرة الشركة على تقديم خدمات مالية متقدمة ومتخصصة. وذلك يضمن تماشي هذه الخدمات مع احتياجات السوق المتنامية باستمرار.
بنك HSBC
وفي خطوة لتعميق الشراكة الإستراتيجية، منحت وزارة الاستثمار السعودية بنك HSBC ترخيصًا لإنشاء مقر إقليمي جديد. وجاء ذلك بهدف تعزيز أنشطة أسواق المال والخدمات الاستشارية التي يقدمها البنك. ويهدف هذا التوسع إلى دعم العملاء الدوليين، وكذلك تحقيق نمو محلي أكبر.
كما يمثل هذا المقر إضافة مهمة وقيمة لقطاع الخدمات المالية في المملكة؛ ما يعزز مكانة الرياض كمركز استثماري دولي مرموق. ويأتي هذا التطور ضمن سلسلة خطوات مستمرة من الحكومة لجذب الشركات المالية والبنوك الكبرى العالمية إلى المملكة.
علاوة على ذلك، تؤكد هذه الخطوة مرة أخرى أهمية الرياض المتزايدة كمنصة مالية عالمية جاذبة؛ حيث أصبح المقر الإقليمي في السعودية جزءًا لا يتجزأ من إستراتيجية التوسع للبنوك والمؤسسات المالية العالمية الرائدة.
بنك نيويورك ميلون
وفي تأكيد آخر لجاذبية القطاع المالي، أعلن بنك نيويورك ميلون حصوله على ترخيص المقر الإقليمي في السعودية. وجاء ذلك ليدعم عملياته الواسعة في الشرق الأوسط عبر خدمات إستراتيجية وإدارية. ويشار إلى أن البنك يقدم حاليًا مجموعة واسعة من خدمات الأصول والعمليات المالية.
ولذلك، تأتي هذه الخطوة نتيجة طبيعية للتوسع المستمر في الاقتصاد السعودي. كما تأتي استجابة لتنامي الطلب على الخدمات المالية المتقدمة التي تتسم بالاحترافية. ويعزز وجود البنك الدور الحيوي والمحوري للمملكة كمركز مالي واستثماري رائد على مستوى المنطقة.
علاوة على ذلك، يؤكد هذا الإعلان أن السعودية أصبحت نقطة جذب مركزية لمؤسسات المال العالمية. هذه المؤسسات ترى في الرياض سوقًا واعدة وبيئة أعمال مثالية للاستثمار والنمو.
السعودية تتحول إلى مركز اقتصادي عالمي
واستنادًا إلى كل ما سبق، يمكن القول إن السعودية أصبحت اليوم وجهة إستراتيجية تستقطب الشركات الكبرى لتأسيس مقراتها الإقليمية. هذه الخطوة تعكس ثقة عالمية غير مسبوقة برؤية 2030. كما تظهر ما حققته الرؤية من نهضة اقتصادية وتنظيمية شاملة. ومع استمرار الجهود الحكومية لتطوير بيئة الأعمال، تبدو المملكة على أعتاب مرحلة جديدة من النمو؛ حيث تتعزز فيها مكانتها كمركز اقتصادي عالمي حيوي يربط الشرق بالغرب.
وإجمالًا، فإن تدفق هذه الشركات العالمية إلى الرياض لم يعد مجرد توسع جغرافي اعتيادي. بل أصبح شهادة دولية قوية على قدرة المملكة على قيادة التحول الاقتصادي في المنطقة. كما أنها تقدم أيضًا نموذجًا متكاملًا للابتكار والاستثمار والتنمية المستدامة.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





