هجمات نوعية جديدة.. ما مصير المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل؟

أعلن الناطق العسكري باسم جماعة "أنصار الله- الحوثيين" يحيى سريع تنفيذ هجوم بالطائرات المُسيّرة على مطاري بن غوريون في تل أبيب ورامون جنوب النقب، فضلًا عمّا وصفه بـ "هدف حسّاس" في ديمونا.
وبينما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّه اعترض ثلاث مسيرات أطلقت من اليمن قرب مطار رامون، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ مسيّرة سقطت قريبًا من مطار رامون الذي استهدفته الجماعة الأحد.
وجاءت التطورات الأخيرة بعد يوم من إصابة طائرة مسيّرة أطلقتها جماعة الحوثي لمبنى المسافرين في مطار رامون.
ويأتي تصعيد جماعة الحوثي في خضم توعّدها إسرائيل بردّ مؤلم، بعد هجمات قبل نحو أسبوعين أودت بحياة رئيس الحكومة في صنعاء وعدد آخر من الوزراء.
وفي خضم تصاعد المواجهة بين جماعة أنصار الله الحوثيين وإسرائيل، تتجه الأنظار إلى الدور الأميركي المحتمل.
وأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأنّ القائد الجديد للقيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، زار الأسبوع الماضي إسرائيل وبحث معها ملفات عدة منها قضية التعامل مع الحوثيين، الذين توصلوا في شهر مايو/ أيار الماضي لاتفاق مع واشنطن تعهّدت خلاله الولايات المتحدة بعدم شنّ ضربات على اليمن في مقابل وقف الجماعة استهداف الجانب الأميركي، خصوصًا السفن في البحر الأحمر.
فما هي دلالات تصاعد المواجهة بين إسرائيل والحوثيين؟ وهل نشهد مزيدًا من التصعيد العسكري خلال الفترة المقبلة؟ وما هي ارتدادات التصعيد على الإقليم؟
في هذا الإطار، يرى إبراهيم فريحات، أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، أنّ المواجهة بين الحوثيين وإسرائيل دخلت مرحلة جديدة من التصعيد النوعي، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّها لم تصل إلى مرحلة المواجهة المستمرة أو مشابهة لتلك التي بين إسرائيل وحزب الله أو حماس.
ويقول فريحات في حديث إلى التلفزيون العربي، من لوسيل، إنّه على الرغم من تزايد حدة المواجهة والتصعيد، إلا أنّها لا تزال في مرحلة الضربات والضربات المقابلة.
ويوضح أن ذلك له علاقة بالعامل الجغرافي المتمثّل في بُعد المسافة والتضاريس الصعبة، وغياب أهداف ثابتة وواضحة تابعة للحوثيين، والتي يُمكن لجيش الاحتلال مهاجمتها في اليمن، إضافة إلى قلّة المعلومات الاستخبارية التي تملكها تل أبيب في اليمن.
ويشير إلى أنّ الحوثيين يتحرّكون من منطلق عقائدي وإيديولوجي لا تحكمه موازين القوى، ناهيك عن أنّ الحوثيين هم في الحكم ناهيك عن الحاضنة الشعبية اليمنية المتّحدة مع القضية الفلسطينية من مختلف الأطراف اليمنية المتناقضة.
من جهته، يشرح اللواء الركن محمد الصمادي محلل التلفزيون العربي للشؤون العسكرية والاستراتيجية، أنّ المواجهة الحالية بين الحوثيين وإسرائيل تشهد على تطوّر المسيّرات اليمنية التي تنجح في تخطّي الرادارات وأنظمة الدفاعات الجوية.
ويقول الصمادي في حديث إلى التلفزيون العربي من عمّان، إنّ المسيّرات اليمنية باتت تمتلك بصمات رادارية صغيرة، وهي مصنوعة من مواد شبه شفّافة يصعب كشفها على الرادارات، ناهيك عن أنظمة التوجيه والملاحة المتطوّرة التي تفرض تحديات على الجانب الإسرائيلي.
ويشرح أنّه يصعب السيطرة على هذه الطائرات عبر العمليات السيبرانية والحرب الإلكترونية، كما أنّها قادرة على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية من خلال مسارات مُعقّدة وغير متوقّعة.
ويضيف أنّ الحوثيين لا يتبعون نمطًا معينًا في إطلاق الصواريخ أو المسيّرات، بل يعتمد على عامل المفاجأة.
بدوره، يعتبر نصر الدين عامر، نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة "أنصار الله الحوثيين"، أنّ المواجهة بين الجماعة وإسرائيل تأخذ منحى تصاعديًا، حيث بدأت هذه المواجهة بسبب غزة والحل يكون بإنهاء الحرب الإسرائيلية.
ويقول عامر في حديث إلى التلفزيون العربي، من صنعاء، إنّ "تصاعد حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة يستدعي منّا تصعيد هجماتنا على الاحتلال"، مضيفًا أنّ الجماعة تعمل على تطوير أسلحتها ومواكبة التصعيد الميداني في قطاع غزة.
ويؤكد أن ّالجماعة ستستخدم كافة أسلحتها في الدفاع عن غزة بعد أن تجاوزت إسرائيل كافة الخطوط الحمراء في حربها على غزة.
ولوّح بمفاجآت مقبلة وتكتيكات جديدة في أي وقت من المواجهة، "من منطلق أنّ واجبنا الديني يتطلّب منا الدفاع عن حقّ الفلسطينيين مهما تخاذل الآخرون".
وأكد أنّ الحوثيين مستمرّون بالتضحية "لأنّنا ندفع الخطر عن غزة والمنطقة من الخطر الحقيقي الذي يُمثّله الاحتلال"، حسب قوله.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه