عودة المسير الوطني إحدى أبرز الفعاليات بعد انقطاعٍ دامَ ثلاث سنوات
الإعلامي القطري حسن المحمدي: الاحتفال يعكس قدرة على المزج بين الاعتزاز بالهوية الوطنية والانفتاح على المحيط العربي
تحتفل دولة قطر بيومها الوطني هذا العام في أجواء استثنائية، إذ تتزامن احتفالات 18 ديسمبر مع استضافة الدوحة لفعاليات كأس العرب، الذي تُقام مباراته النهائية بالتزامن مع الاحتفالات الوطنية، ما منح بعداً عربياً خاصاً للاحتفالات.
وتجتمع الجماهير العربية في الدوحة في مشهد يعكس مكانة قطر الإقليمية ودورها في جمع الشعوب عبر الرياضة والثقافة.
وإلى جانب الزخم الذي تشهده الدوحة نتيجة استضافة الأحداث الرياضية والحركة السياحية النشطة، يعود المسير الوطني هذا العام كأحد أبرز فعاليات الاحتفال باليوم الوطني، بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ويجتمع المواطنون والمقيمون على كورنيش الدوحة لمتابعة هذا الحدث الوطني، الذي يُختتم بعرض مبهر للألعاب النارية يضيء سماء العاصمة، في لوحة تعكس الفخر والاعتزاز بالهوية الوطنية.
كما تشهد شوارع الدوحة والأماكن العامة العديد من الفعاليات الاحتفالية باليوم الوطني، وسط مشاركة مميزة للجماهير العربية الحاضرة في الدوحة للمشاركة في بطولة كأس العرب.
أهمية المناسبة
ويُحيي القطريون في هذا اليوم من كل عام ذكرى تأسيس دولة قطر على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في 18 ديسمبر 1878، الذي أرسى قواعد الدولة الحديثة ووحّد الكيان القطري، لتصبح قطر في ظل قيادته دولة مستقلة متماسكة، تقوم على وحدة الأرض والإنسان والمصير.
كما يمثل اليوم الوطني مناسبة لاستحضار تضحيات المؤسسين والآباء الأوائل الذين واجهوا الصعاب ودفعوا ثمناً غالياً من أجل وحدة الوطن وكرامته، كما يؤكد الهوية الوطنية القطرية، ويجسد القيم والمثل التي قامت عليها الدولة، ويعزز معاني الولاء والانتماء والتكاتف بين أفراد المجتمع.
كما يسلّط الضوء أيضاً على إنجازات دولة قطر ودورها المتنامي على الساحة الدولية، حيث برزت كمنارة للحوار والوساطة، وفاعل رئيسي في تكريس السلام والأمن والاستقرار.
إذ أثبتت قطر انحيازها الدائم إلى القضايا العادلة للشعوب، وحرصها على تقديم الدعم الإنساني والسياسي للدول العربية وغيرها من دول العالم، ما جعل جهودها علامة بارزة على المستويين الإقليمي والدولي، ونموذجاً يُحتذى في نصرة القضايا العادلة.
إنجازات قطرية
واليوم تُعرف الدوحة بـ"عاصمة الوساطة" في الشرق الأوسط، بعدما نجحت في أن تكون قناة اتصال موثوقة بين أطراف يصعب جمعها على طاولة واحدة.
فمن غزة إلى كابل، مروراً ببيروت وطهران، حضرت قطر كفاعل أساسي في مسارات تفاوض حساسة، ما جعل دبلوماسيتها تتجاوز كونها سياسة خارجية تقليدية، لتتحول إلى أداة فاعلة من أدوات القوة الناعمة التي منحت الدولة وزناً سياسياً يتجاوز حدودها الجغرافية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، ارتبط اسم قطر بالغاز الطبيعي المسال، الذي يشكل العمود الفقري لاقتصادها وأحد أبرز مصادر قوتها المالية والسياسية.
ومع توسعة حقل الشمال الشرقي والجنوبي، والإعلان عن مشروع حقل الشمال الغربي، تستعد الدوحة لرفع قدرتها الإنتاجية من 77 مليون طن سنوياً إلى نحو 142 مليون طن بحلول عام 2030، في قفزة غير مسبوقة تضمن استمرار تصدّرها قائمة أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم، وتعزز موقعها كركيزة أساسية في منظومة أمن الطاقة العالمي.
وفي المجال الرياضي، شكّل تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022، إلى جانب استضافة كأس العرب بنسختيه، فضلاً عن العديد من البطولات الرياضية الكبرى، محطة فارقة في تاريخ قطر الحديث، ليس فقط بوصفها أحداثاً رياضية عالمية، بل باعتبارها نقطة تحول شاملة في مسيرة تطوير البنية التحتية، والتخطيط الحضري، وتعزيز الحضور الدولي للدولة.
أما على مستوى التنمية الشاملة، فقد واصلت الحكومة القطرية تنفيذ استراتيجياتها المتعاقبة ضمن إطار رؤية قطر الوطنية 2030، التي تركز على تنمية رأس المال البشري والارتقاء بالخدمات الأساسية.
كما سجلت قطر مستويات متقدمة على مؤشر التنمية البشرية، فيما تجاوز متوسط العمر المتوقع 80 عاماً، ما يعكس تطور النظام الصحي وجودة الحياة.
كما استثمرت الدولة بشكل كبير في التعليم والبحث العلمي من خلال مؤسسات رائدة مثل "مؤسسة قطر" و"واحة العلوم والتكنولوجيا"، إلى جانب اتخاذ خطوات مهمة في مجال تنمية قدرات القوى العاملة الوطنية، وتحسين قوانين العمل، ومن أبرزها تطبيق حد أدنى للأجور غير تمييزي، وتسهيل تنقل العمالة، وذلك بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.
دلالات وطنية وعربية
الإعلامي القطري حسن المحمدي عبّر عن فخره بتزامن احتفالات دولة قطر باليوم الوطني هذا العام مع استضافة بطولة كأس العرب، وما تحمله من دلالات وطنية وعربية متداخلة، وما تجسده من تلاحم ووحدة عربية في ظل هذا التواجد الجماهيري العربي الكبير على أرض الدوحة.
واعتبر المحمدي، في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، أن عودة المسير الوطني الذي سيقام في نفس يوم نهائي كأس العرب تعكس قدرة الدولة على المزج بين الاعتزاز بالهوية الوطنية والانفتاح على محيطها العربي، مضيفاً:
- المشهد العام في الدوحة خلال هذه المناسبة يجسد روح الوحدة والتلاحم، حيث يلتقي المواطن والمقيم والضيف العربي في مساحة واحدة، تتجلى فيها رمزية العلم القطري وقيم الانتماء.
- عودة المسير الوطني تحمل رسالة وفاء للتاريخ، واستمراراً لمسيرة البناء والتنمية التي أرساها المؤسسون.
- الدور الدبلوماسي الذي تقوم به دولة قطر يُعد أحد أبرز ملامح قوتها الناعمة، فالسياسة الخارجية القطرية ارتكزت منذ سنوات على مبادئ المصداقية وبناء الثقة والانحياز للحوار كخيار استراتيجي.
- هذا النهج مكّن الدوحة من أن تكون قناة اتصال موثوقة في ملفات إقليمية ودولية معقدة، ما رسخ مكانتها كوسيط نزيه يحظى باحترام الأطراف المختلفة.
- وصف الدوحة بـ"عاصمة الوساطة" لم يعد توصيفاً إعلامياً بقدر ما هو واقع سياسي.
- حضور قطر في مسارات تفاوض حساسة، من غزة إلى كابل مروراً بعدة عواصم إقليمية، منحها وزناً سياسياً يتجاوز حدودها الجغرافية، وجعل دبلوماسيتها أداة فاعلة في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين.
- الإنجازات التي حققتها دولة قطر في مختلف المجالات تستند إلى رؤية واضحة رسمتها رؤية قطر الوطنية 2030، التي وضعت الإنسان في صميم عملية التنمية.
- التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي المسال عزز مكانة قطر كركيزة أساسية في منظومة أمن الطاقة العالمي.
- أسهم تنظيم كأس العالم 2022 وكأس العرب، واستضافة مختلف الأحداث والفعاليات الدولية، في إبراز قدرة الدولة على تنفيذ مشاريع كبرى وفق أعلى المعايير الدولية.
- النجاحات الاقتصادية والرياضية ترافقت مع تقدم ملموس في مجالات التعليم والصحة وتنمية رأس المال البشري، إلى جانب إصلاحات سوق العمل، ما يعكس نموذجاً تنموياً متوازناً ومستداماً.
- هذه المسيرة المتكاملة عززت حضور قطر كدولة فاعلة ومؤثرة عالمياً، تجمع بين القوة الاقتصادية والدور الدبلوماسي والهوية الوطنية الراسخة.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً






