إدانة ثنائي بايعا داعش بتخطيط "أعنف هجوم" ضد يهود مانشستر

أُدين رجلان بايعا تنظيم داعش بالتخطيط لهجوم مسلّح كان من شأنه أن يُلحِق "أذى لا يُحصى" بالمجتمع اليهودي في مانشستر، في مؤامرة وصفتها شرطة مكافحة الإرهاب بأنها كانت ستشكّل "أعنف عملية إرهابية في تاريخ المملكة المتحدة".
في 18 يونيو 2024، وجدت هيئة المحلفين في محكمة كراون ببريستون أن وليد سعداوي (38 عاماً) وعمار حسين (52 عاماً) مذنبَين بتهمة التحضير لأعمال إرهابية خلال الفترة بين 13 ديسمبر 2023 و9 مايو 2024.
كما أُدين بلال سعداوي (36 عاماً)، شقيق وليد، بعدم الإفصاح عن معلومات تتعلق بأعمال إرهابية. وصدر الحكم النهائي في 13 فبراير 2025.
وكشفت المحاكمة أن المتهمين حملوا "كراهة عميقة" تجاه اليهود، ونسّقوا خطة مستوحاة من أيديولوجية تنظيم داعش.
وكان وليد سعداوي، المقيم في أبرام بمدينة ويجان، العقل المدبّر، وقد خطّط لاستهداف مناطق يهودية في شمال مانشستر، مركز أحد أكبر التجمّعات اليهودية في أوروبا.
ونقلت المحكمة عنه قوله لعميل سري: "لدينا هنا في مانشستر أكبر تجمّع يهودي. بإذن الله سنُذلّهم ونُهينهم بأقسى طريقة ممكنة".
اختراق أمني حاسم عبر عميل سري
أظهرت أدلة قدّمتها هيئة الادعاء العام خلال المحاكمة أن المتهمين ظنّا أنهما يتعاونان مع متطرف يُدعى "فروق"، في حين كان الأخير عاملاً سريًّا نجح في اختراق دوائرهما.
وكشفت تحقيقات شرطة مكافحة الإرهاب أن وليد سعداوي استخدم عشرة حسابات وهمية على فيسبوك لنشر خطاب متطرف، وانضم عبر أحدها إلى مجموعة المجلس اليهودي التمثيلي في مانشستر الكبرى، حيث اطّلع على تفاصيل "مسيرة ضد معاداة السامية" التي جرت في 21 يناير 2024.
وبيّنت شهادات المحققين وتسجيلات العميل السري أن سعداوي وعمار حسين أجريا رحلة استطلاعية إلى ميناء دوفر في مارس 2024 لتقييم إمكانية تهريب أسلحة.
كما كشفت أدلة المراقبة أن سعداوي تجوّل لاحقاً في منطقتي بريستويتش وهَايَر بروغتون، حيث راقب مدارس يهودية ومحاضن ومعابد ومتاجر.
ووفقاً لسجلات السفر وشهادات التحقيق، سافر سعداوي إلى أوروبا الشرقية لترتيب تهريب سلاح عبر السويد، وقامت الشرطة بتوثيق شرائه سلاحاً هوائياً وتدربه على الرماية في ميدان مخصص لذلك.
خطة تسليح طموحة وضبط محكم
كشفت أدلة عُرضت خلال المحاكمة أن وليد سعداوي خطّط لتهريب أربع بنادق هجومية من طراز AK-47 ومسدّسين و900 طلقة ذخيرة، ودفع مبلغاً مقدماً لشرائها ظنّاً منه أنه يتعامل مع تاجر أسلحة متطرف.
ووفقاً لشهادة ضباط شرطة مكافحة الإرهاب، جُرّب تنفيذ الخطة في 8 مايو 2024، حين ألقي القبض على سعداوي في موقف سيارات فندق "لاست دروب" ببولتون أثناء محاولته استلام شحنة احتوت على بندقيتين هجوميتين ومسدس نصف آلي ونحو 200 طلقة.
وأشار خبراء أسلحة في شهاداتهم إلى أن هذه البنادق تنتمي إلى الفئة نفسها التي استُخدمت في هجمات باريس عام 2015.
أكدت شرطة مانشستر الكبرى أن عملية التسليم جرت تحت مراقبة مشددة، وأنها سيطرت تماماً على توريد الأسلحة لضمان سلامة الجمهور. ووُضع كل من حسين وبلال سعداوي تحت الاعتقال بعد دقائق من توقيف وليد، في موقعين مختلفين.
كشفت التحقيقات أن وليد سعداوي أعدّ وصيته وسلّم نسخة منها لأخيه، مع مفاتيح ممتلكاته ومبالغ مالية كبيرة لدعم عائلته، معلناً نيّته "الاستشهاد" في الهجوم.
واتضح أنه بايَع تنظيم داعش قبل وصوله إلى المملكة المتحدة، شأنه شأن شقيقه بلال وحسين، الذي خدم سابقاً في جيش صدام حسين.
أدلة قاطعة ورسائل تكشف النوايا
وأنكر وليد سعداوي أمام المحكمة امتلاكه أيديولوجية متطرفة، وزعم أنه كان "يتظاهر" أمام العميل السري ليفشّل الخطة من الداخل. فيما وصف حسين شهادة "فروق" بأنها "خيال"، وقال للمحققين: "الإرهاب ديننا. القرآن يقول إن الإرهاب أمر طبيعي. نحن فخورون، ونقول إن الإرهاب مصدر فخر".
وحاول محاميه التذرّع بأن آراءه "مرتبطة بالصراع في غزة"، لا بالانتماء للإرهاب.
وعرضت المحكمة رسائل واتساب بين الأخوين سعداوي تُظهر طبيعة آرائهما حول اليهود. وفي إحداها، أرسل بلال رابطاً لإخبار عن سقوط جسر قُتل فيه يهود، مرفقاً الوسم "#فلسطين الحبيبة". كما سجّل "فروق" اعترافات مباشرة من المتهمين حول نيّتهم قتل أكبر عدد ممكن من اليهود، دون تمييز.
إشادة رسمية وتأكيد على خطورة المؤامرة
ووصف فرانك فيرغسون، رئيس قسم الجرائم الخاصة ومكافحة الإرهاب في هيئة الادعاء العام، المؤامرة بأنها "خطة مرعبة مستوحاة من أيديولوجية متطرفة"، مشيداً بالشاهد السري الذي "جمع أدلة حاسمة مباشرة من أفواه الإرهابيين".
وقال روبرت بوتس، مساعد قائد شرطة مانشستر الكبرى: "ما قاله جعل واضحاً أنه كان يعتبر أي هجوم أقل فتكاً غير كافٍ، إذ رأى واجبه في قتل أكبر عدد ممكن من اليهود".
وأوضح مارك غاردنر، المدير التنفيذي لمنظمة "الثقة الأمنية للمجتمع اليهودي": "ما أراده المخطّطون هو قتل اليهود، فقط. لا يهمهم من هم أولئك اليهود، ولا يسألونهم عن رأيهم في إسرائيل، أو إن كانوا من مشجعي مانشستر يونايتد. يريدون قتل اليهود، هذا كل شيء. الأمر لا يختلف عن النازيين".
وسيُعلن الحكم النهائي على المتهمين الثلاثة في 13 فبراير 2026.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





