مالك جندلي يكشف تفاصيل إلغاء حفله في سوريا.. ماذا حدث؟

علّق الموسيقار السوري مالك جندلي، على إلغاء حفله المقرر في ساحة الساعة بمدينة حمص السورية، ونقله إلى المركز الثقافي، موضحاً ملابسات ما جرى، وكيف على إثر ذلك قرر عدم السفر إلى الشام.

فعالية “ساحة الساعة” في حمص، هي الفعالية التي كان من المقرر أن تكون نقطة الانطلاق الرمزية لجولة جندلي الموسيقية التي حملت عنوان “سيمفونية سورية من أجل السلام”، والتي كانت من المفترض أن تقام بمناسبة ذكرى “التحرير” عقب مرور عام على سقوط نظام الأسد.

مالك جندلي: المشروع فقد أهم ركائزه الرمزية والفنية

الموسيقار جندلي قال في بيان صحفي نشره عبر حسابه بمنصة “إكس”، إن قراره بالاعتذار عن السفر وعدم المضي قدماً في الجولة، يأتي انطلاقاً من “احترامه لسوريا وللجمهور، وللمعنى الذي أُطلقت من أجله هذه الجولة”، مشيراً إلى أن المشروع فقد أهم ركائزه الرمزية والفنية بإلغاء حفل ساحة الساعة في حمص.

وأوضح الموسيقار السوري، أن التصور الأولي للجولة كان يشمل عدداً من المدن السورية، من بينها حلب والساحل وحماة، إلى جانب حمص ودمشق، بهدف إيصال الموسيقى إلى أوسع شريحة من السوريين.

لكن، وبحسب البيان، تم لاحقاً تقليص البرنامج بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية، وعلى رأسها وزارة الثقافة السورية، ليقتصر على محطتين رئيسيتين: حمص ودمشق، إذ تم الاتفاق على صيغة واضحة لإحياء “ذكرى التحرير”، تتضمن حفلين في حمص (واحد في ساحة الساعة والآخر في المركز الثقافي)، وأمسيتين في دار الأوبرا بدمشق.

بيان صحفيصادر عن الموسيقار مالك جندليإيمانًا بحقي وواجبي في مصارحة الجمهور، وحرصًا على توضيح ما جرى بخصوص جولة «سيمفونية سورية من أجل السلام»، أود أن أوضح ما يلي:على مدى الأشهر الماضية، تلقيت عدة دعوات رسمية للمشاركة في فعاليات موسيقية داخل سوريا. وقد كان التصوّر الأولي… pic.twitter.com/dhdoYwEY53— Malek Jandali | مالك جندلي (@MalekJandali) December 5, 2025

وشدد مالك جندلي، على أن حفل ساحة الساعة لم يكن مجرّد فقرة عادية، بل كان يمثل “جوهر المشروع ورمزيته، وكان يمثل نقطة الانطلاق التي تحمل رسالة واضحة مفادها أن الموسيقى تعود إلى الساحات التي شهدت الألم والكرامة، وأن السيمفونية السورية تُعزَف لأول مرة على تراب سوريا في أحد أكثر أماكن الثورة حضوراً في الذاكرة.”

جندلي بيّن أيضاً، أن البرنامج الموسيقي المعد خصيصاً لساحة الساعة، كان مختلفاً بالكامل عن البرنامج المخصص للقاعات المغلقة، حيث صُمِّمت فعالية الساحة “لتقوم على تفاعل مباشر بين الجمهور والأوركسترا، من خلال تقديم مقاطع مختارة من السيمفونية السورية تحاكي هتافات الثورة وشعاراتها وبعض أناشيدها، باعتبارها جزءاً أصيلاً من بنية العمل نفسه. أما الحفلات داخل القاعات فكانت مخصّصة لتقديم العمل بصيغته السيمفونية الكاملة في إطار أوركسترالي تقليدي”.

التغيير المفاجئ وإلغاء السفر

بناء على هذا الاختلاف، أكد مالك جندلي في بيانه، أن إلغاء فعالية ساحة الساعة لا يعني “نقل الحدث فنيًا إلى قاعة أخرى، بل إلغاء الصيغة الأبرز التي من أجلها وُلد هذا المشروع الهادف”.

وتابع الموسيقار السوري، أن التنسيق الفني واللوجستي، بمشاركة الفرقة السيمفونية الوطنية السورية والمايسترو الأميركي غاريت كيست، تم بناء على هذا البرنامج، وكانت جميع الجهات المعنية على علم كامل به، بل وتم الإعلان عن فعالية ساحة الساعة في الإعلام الرسمي قبل أيام من موعدها.

جندلي لفت، إلى أن فريق عمله أُبلغ بإلغاء فعالية ساحة الساعة قبل أقل من 5 ساعات من موعد سفره. وقُدّمت تفسيرات متبدّلة للإلغاء، تنوعت بين “أسباب لوجستية” و”أسباب أمنية”، ثم طُرح لاحقاً تعديل توقيت الحفل أو نقله إلى صيغة أخرى، أو الاكتفاء بإقامته داخل المركز الثقافي.

واعتبر جندلي في بيانه، أن هذه التغييرات المفاجئة، وفي هذا التوقيت الحرج، بمثابة “تغيير جوهري في الاتفاق وروح المشروع، لا مجرد تعديل فني أو تنظيمي يمكن تجاوزه”، مؤكداً أن اختزال ما جرى بالقول إن “الفعالية لم تُلغَ بل نُقلت” لا يعكس الواقع بدقة، مشيراً إلى أن المشروع كان قائماً على صورة متكاملة تبدأ من ساحة الساعة، وبرنامج فني مخصوص لهذا المكان.

وفي ختام بيانه قال جندلي، إن موقفه لا يحمل “أي نية للتصعيد أو الإساءة لأي جهة”، بل هو تعبير عن حرصه على أن يُقدَم العمل بما ينسجم مع رسالته، وبما يليق بتضحيات السوريين، “وبمعايير مهنية واضحة واحترام متبادل للاتفاقات”، مؤكداً أن رغبته في تقديم موسيقاه على أرض سوريا لم تتغير، وأنه “مستعد لإعادة التفكير في هذه الجولة أو غيرها متى توفرت الظروف التي تضمن احترام الرسالة التي نحملها جميعاً لوطننا”.