العطلات هي وقت للراحة والانطلاق والتواصل مع الطبيعة. كما أنها اللحظة التي يتوجه فيها الآلاف إلى البحر أو الجبال أو المخيمات أو الحدائق الوطنية لاستعادة الطاقة، لكن مع موجة السياح تأتي أيضًا موجة من النفايات.
فالشواطئ بعد عطلات نهاية الأسبوع في الصيف غالبًا ما تبدو كساحة معركة مليئة بالقمامة: “زجاجات بلاستيكية، وأغلفة وجبات خفيفة، وأعقاب سجائر”. كذلك في الغابات تُترك العلب المعدنية، وعلى مسارات المشي تنتشر أغلفة الشوكولاتة.
ورغم أن هذه الظاهرة ليست جديدة، لكنها تزداد وضوحًا عامًا بعد عام. ووفقًا لبيانات منظمات مسؤولة عن نظافة الأماكن العامة، يمكن أن ترتفع كمية النفايات في المواقع السياحية الشهيرة في يوليو وأغسطس بما يصل إلى 30 أو 40%. والمشكلة ليست جمالية فحسب؛ بل بيئية أيضًا. فالنفايات تنتهي في المياه والتربة؛ بل وحتى في بطون الحيوانات.
فهرس المحتوي
نفايات العطلات.. أثر جانبي للسياحة أعباء ما بعد انتهاء الموسمكيف نسافر ونستمتع من دون ترك بصمة نفايات؟دور الشركات والمجتمعات بعد العطلات
نفايات العطلات.. أثر جانبي للسياحة
كذلك يمكن أن نسأل: لماذا يتفاقم الأمر صيفًا؟
أولًا، لأن السياحة الموسمية تجذب أعدادًا ضخمة في وقت قصير إلى مكان واحد.
ثانيًا، لأننا في العطلات نسمح لأنفسنا بـ«قدر أكبر من الحرية»، ما يعني أيضًا قلة الانتباه لمصير ما نخلّفه وراءنا.
كما أن هناك عامل عملي آخر: نقص صناديق القمامة أو امتلاؤها سريعًا في الأماكن الأكثر ازدحامًا.
وتتكون معظم نفايات العطلات من البلاستيك: “زجاجات، وأكواب، وأدوات مائدة، وأكياس”، تحتاج مئات السنين كي تتحلل. ومع الحرارة المرتفعة والرياح. تنتقل هذه النفايات إلى الأنهار والبحيرات والبحار، ومنها إلى المحيطات.
وغالبًا ما نسمع عن “الميكروبلاستيك” في الأسماك والمأكولات البحرية – وهذا بالضبط هو مصدره الأول.
أعباء ما بعد انتهاء الموسم
حين يعود السياح إلى منازلهم، تبدأ أعمال تنظيف صامتة تقودها البلديات والمتطوعون والمنظمات المجتمعية. وهو جهد تظهر نتائجه سريعًا لكنه يتكرر كل عام لأن المشكلة دائمة.
كما أن ما لا يظهر مباشرة هو الأثر طويل الأمد: “تلوث التربة بالمواد الكيميائية، والأنهار المثقلة بجزيئات البلاستيك. وفقدان الجمال الطبيعي لأماكن يفترض أن تكون واجهة للمنطقة”.
كيف نسافر ونستمتع من دون ترك بصمة نفايات؟
التغيير يبدأ من العادات اليومية أثناء السفر؛ إذ يمكن اتباع قواعد بسيطة:
اصطحاب زجاجة قابلة لإعادة الاستخدام وملؤها بالمياه من مصادر متاحة.
استخدام علب وأدوات مائدة متعددة الاستخدام، حتى في النزهات والتخييم.
فرز النفايات، حتى إن تطلّب الأمر جهدًا إضافيًا.
تطبيق مبدأ «لا تترك أثرًا» – أي ترك المكان كما وجدته أو أنظف.
هذه إيماءات صغيرة لكنها، على نطاق آلاف السياح، تحدث فرقًا هائلًا.
دور الشركات والمجتمعات بعد العطلات
في نهاية المطاف، فترة ما بعد العطلات مثالية لتنظيم حملات تنظيف وتجديد. فتنظيف الشواطئ والغابات والمسارات قد يكون وسيلة لحماية البيئة وفرصة لخلق روح جماعية – سواء عبر العمل التطوعي للموظفين أو عبر مبادرات محلية.
كما يمكن ربط هذه الأنشطة بالتثقيف البيئي – مثل ورش عمل حول الاقتصاد الدائري، أو زراعة النباتات، أو بناء فنادق للحشرات. وهذا يترك أثرًا طويل الأمد ويغير وعي المشاركين بشكل ملموس.
المقال الأصلي (هنـــــــــــا)
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه