Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...

البابا ليو وحرب غزة.. «دبلوماسية حازمة بلا ضجيج»

الإثنين، 8 سبتمبر 2025
البابا ليو وحرب غزة.. «دبلوماسية حازمة بلا ضجيج»

سياسة البابا ليو وحرب غزة.. «دبلوماسية حازمة بلا ضجيج»

في أروقة الفاتيكان العتيقة، حيث الجدران تتحدث بلغة التاريخ أكثر مما تفعل الكلمات، يختار البابا ليو نهجًا دبلوماسيًا هادئًا لكنه حازم، يوازن بين صمت مدروس ورسائل مشبعة بالمعاني.

الحرب في غزة، التي تضع العالم أمام اختبار إنساني وسياسي معقد، كشفت جانبًا من ملامح شخصية الحبر الأعظم الجديد: رجل يفضل العمل خلف الكواليس على إطلاق العناوين الصاخبة، لكنه لا يتردد في توجيه الرسائل عندما يحين الوقت.ليو مقابل فرنسيس.. أسلوبان متباينان

منذ اختياره في مايو/أيار 2025 كأول أمريكي يقود الكنيسة الكاثوليكية، بدت المقارنة بين البابا ليو وسلفه فرنسيس حتمية.

فبينما كان فرنسيس ميّالًا للمفاجآت والتصريحات العلنية المباشرة، وصولًا إلى اتهام إسرائيل علنًا بارتكاب «إبادة جماعية» في غزة، يفضل ليو الانضباط الدبلوماسي واللغة المتوازنة التي تُعلي من القنوات التقليدية للفاتيكان.

يقول الباحث الإيطالي ماسيمو فاجيولي لـ«فرانس برس»، إن «فرنسيس كان يستثمر الضوء المسلط عليه عبر الإعلام، أما ليو فيتحدث مباشرة إلى صانع القرار، عارفًا أن الرسالة ستصل من دون ضجيج».

اللقاء مع هرتسوغ.. رسائل بلا ضوضاء

والأسبوع الماضي، استقبل البابا ليو الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج في لقاء هو الأول من نوعه لبابا الفاتيكان مع رئيس إسرائيلي منذ 7 سنوات.

اللقاء جرى خلف الأبواب المغلقة، لكن البيان غير المسبوق في طوله الذي أصدره الفاتيكان لاحقًا كشف الكثير: إدانة «الوضع المأساوي في غزة»، دعوة إلى وقف إطلاق النار، والإصرار على حل الدولتين.

غياب الابتسامة عن وجه البابا في الصور مع هرتسوغ كان بدوره رسالة بصرية مشبعة بالدلالات، استحضرت صور البابا فرنسيس الجاد إلى جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 2017.

اختبار غزة.. بين الرمزية والسياسة

اختبار غزة شكّل لحظة كاشفة. فبينما سارع فرنسيس في السابق إلى التواصل المباشر مع رعية الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة، فضّل ليو الصمت العلني بعد قصفها في يوليو/تموز الماضي، مكتفيًا ببرقية تعزية بروتوكولية.

بعد ذلك بيوم، أجرى اتصالًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالبًا منه التوجه نحو المفاوضات ووقف إطلاق النار.

هذا الأسلوب يعكس مقاربة أقل عاطفية وأكثر انخراطًا في القنوات الرسمية، حيث يسعى ليو إلى لعب دور «الوسيط الهادئ» القادر على محاورة أطراف متناقضة من دون أن يفقد موقع الحياد التاريخي للفاتيكان.

إرث الدبلوماسية البابوية

منذ عقود، اتسمت دبلوماسية الفاتيكان بلغة متوازنة: كلمات قليلة، لكن ذات صدى. البابا ليو يعيد إنتاج هذا النهج مع إضافة بصمته الخاصة. فهو أكثر استعدادًا للاستماع إلى كبار مسؤولي السياسة الخارجية في الكرسي الرسولي، وأكثر حرصًا على صياغة المواقف بلغة حيادية تتيح للفاتيكان لعب دور الوسيط المقبول دوليًا.

لكن حياده لا يعني صمتًا كاملاً. فإصراره على رفض الادعاء بأن لقاءه مع هرتسوغ جاء بدعوة شخصية منه، يعكس رغبة واضحة في منع إسرائيل من توظيف الفاتيكان لأغراض دعائية. إنها «دبلوماسية بلا ابتسامات»، لكنها أيضًا بلا تهاون.

وفي السابعة والستين من عمره، يدرك البابا ليو أن أمامه عقدًا على الأقل لصياغة إرثه البابوي.

وحرب غزة قد تشكل لحظة مؤسسة لهذا الإرث: بين السعي إلى تهدئة النفوس عبر الدبلوماسية الهادئة، والإصرار على ثوابت الكنيسة في الدفاع عن العدالة والإنسانية.

Loading ads...

aXA6IDY1LjEwOS42MC4yMzIg جزيرة ام اند امز

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه