إسرائيل: المباحثات مع سوريا لم تصل أبداً إلى مرحلة الاتفاقات أو التفاهمات

في ظل التوترات بين سوريا وإسرائيل، ومع استمرار التوغلات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صحة تقرير صحفي تحدث عن رفضه توقيع اتفاقية أمنية مع سوريا في أيلول/سبتمبر الفائت، كان من المفترض أن تبرم بوساطة أميركية.

وبحسب تقارير صحفية، فإن نتنياهو والرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع كانا على وشك توقيع اتفاق أمني خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قبل أن يتراجع نتنياهو في اللحظات الأخيرة.

إسرائيل: اللقاءات “لم تصل إلى تفاهمات”

وقال مكتب نتنياهو في بيان نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، مساء اليوم الثلاثاء: “كانت هناك اتصالات واجتماعات برعاية واشنطن بخصوص سوريا، لكنها لم تصل إلى أي اتفاقات أو تفاهمات”.

الجنوب السوري- “سانا”

وكانت وكالة “رويترز” قد كشفت خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة أن المحادثات توقفت بسبب إصرار إسرائيل على فتح “ممر إنساني” إلى محافظة السويداء، حيث شهدت بالجنوب السوري أعمال عنف طائفية أودت بحياة المئات من أبناء الطائفة الدرزية على يد قوات وميليشيات متطرفة تابعة للحكومة الانتقالية بدمشق.

ووفق الوكالة، فإن إسرائيل طرحت هذا المطلب في بداية المفاوضات، ثم أعادت طرحه لاحقا، لكن الجانب السوري رفضه باعتباره “مساسا بالسيادة”، ما أدى إلى تجميد التقدم في الاتفاق.

وأشار التقرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حذر إسرائيل مؤخرا من اتخاذ أي خطوات قد تهدد استقرار الحكومة السورية الانتقالية، فيما يتوقع أن تكون مسألة الاتفاق الأمني محورا رئيسا في لقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب هذا الشهر.

وكانت تقارير عبرية ذكرت الأحد الماضي أن نتنياهو أبلغ السفراء الإسرائيليين بأن تل أبيب تعتزم الإبقاء على وجودها في المنطقة العازلة جنوب سوريا، مضيفا أنه يأمل في التوصل إلى اتفاق لنزع السلاح، لكنه يريد “البقاء ميدانيا” في تلك المناطق.

الشرع: إسرائيل تصدّر الأزمات

من جانبه، اتهم الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع خلال مشاركته في منتدى الدوحة، إسرائيل بـ”تصدير الأزمات إلى دول أخرى” و”محاربة الأشباح”، في إشارة إلى الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة جنوب سوريا.

وجدد دعوته إلى إعادة تفعيل اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 الذي ينظم الفصل بين القوات السورية والإسرائيلية بعد حرب 1973.

وعقب سقوط نظام بشار الأسد، عززت إسرائيل انتشارها في المنطقة العازلة الخاضعة لرقابة الأمم المتحدة بين الجولان والأراضي السورية، بما في ذلك على الجانب السوري من جبل حرمون.

إصابة 3 مدنيين في توغّل إسرائيلي

وأصيب اليوم الثلاثاء، 3 مدنيين بريف القنيطرة، بعدما توغلت قوات إسرائيلية داخل الأراضي السورية ونصبت حاجزا مؤقتا قرب مدخل بلدة خان أرنبة، قبل أن تنسحب، بحسب مصادر محلية، وجاء التوغّل الجديد ليضاف إلى سلسلة تحركات إسرائيلية متصاعدة في محيط الجولان خلال الأيام الماضية.

ووفقا لمصادر محلية، فإن قوة إسرائيلية دخلت إلى محيط خان أرنبة ونصبت حاجزا مؤقتا بالقرب من المدخل الرئيسي للبلدة، وخلال وجودها، تجمّع عدد من الأهالي معبرين عن رفضهم لهذه الانتهاكات، قبل أن تقوم القوات الإسرائيلية بإطلاق النار، ما أدى إلى إصابة 3 مدنيين جرى نقلهم إلى مستشفى الجولان الوطني لتلقي العلاج.

وبالتوازي مع ما وثّقته مصادر محلية، نقلت قناة الإخبارية السورية أن القوة المقتحمة كانت مؤلفة من 5 آليات عسكرية، وأنها استخدمت القنابل الدخانية إلى جانب إطلاق النار المباشر، ومنعت المارة من عبور الطريق بين خان أرنبة وقرية عين عيشة.

كما أشارت القناة إلى توغّل سابق في اليوم ذاته، تمثّل بدخول آليتين إسرائيليتين، إحداهما مصفّحة، قادمتين من نقطة العدنانية، حيث نصبتا حاجزا مؤقتا على الطريق الواصل بين جبا وخان أرنبة دون إجراء تفتيش للمارة.

كما شهدت المنطقة نصب حواجز إسرائيلية إضافية على طرق رئيسية، شملت طريق جباتا الخشب – خان أرنبة، وطريق جبا – خان أرنبة، وطريق دمشق – خان أرنبة، ما أدى إلى إغلاقها أمام حركة المدنيين والمركبات.

ووثّق ناشطون مرور دورية تابعة للأمن العام السوري عبر أحد تلك الحواجز دون وقوع احتكاك بينها وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي.

على خط موازٍ، كثّفت قوات فضّ الاشتباك الأممية “الأندوف” من أنشطتها في المنطقة، حيث نفّذت اليوم جولة ميدانية في قرية العشّة بريف القنيطرة الجنوبي شملت استبيانات حول الأوضاع المعيشية، وسط حذر واضح من الأهالي.

كما أجرت “الأندوف” قبل أيام جولة في بلدة بيت جن بريف دمشق لمعاينة الخروقات الإسرائيلية وتوثيق الأضرار الناجمة عنها، في إطار مهامها لمراقبة الوضع الأمني على الشريط الحدودي.