Syria News
جاري تحميل الأخبار العاجلة...
8 دقائق

المخرج السوداني أمجد أبو العلا لـ "الشرق": أستعد لفيلم "مسيح دارفور"

الأربعاء، 10 سبتمبر 2025
المخرج السوداني أمجد أبو العلا لـ "الشرق": أستعد لفيلم "مسيح دارفور"

المخرج السوداني أمجد أبو العلا لـ "الشرق": أستعد لفيلم "مسيح دارفور"تأخرنا كثيراً عن دخول عالم السينما.. أحب متعة الإنتاج وأعشق تحويل الرواياتدقائق القراءة - 12نُشر:10 سبتمبر 2025 12:36آخر تحديث:10 سبتمبر 2025 12:36المخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلا - الشرقالمخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلا - الشرقبورتسودان -خالد عويسكشف المخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلا، عن أنه يعمل حالياً على معالجة رواية "مسيح دارفور" للكاتب السوداني، عبد العزيز بركة ساكن، لتحويلها إلى فيلم سينمائي، وهي الرواية التي حصلت على جائزة الأدب العالمية عام 2017.

وسطع نجم أبو العلا، بعد مشاركته مخرجاً ومنتجاً لعدد من الأعمال السينمائية التي عرضت في مهرجانات دولية وإقليمية عدة، وكان ظهوره بين جيل جديد من السينمائيين السودانيين، ربما إيذاناً بصفحة جديدة في السينما المحلية التي تستطيع جذب الأنظار، والتعبير عن مختلف جوانب المجتمع السوداني.

وقال أبو العلا، في حوار مع "الشرق"، إن تأثره بأدب الواقعية السحرية في أميركا اللاتينية، جعل منه مخرجاً ومنتجاً ميّالاً لرؤية هذه المدرسة على شاشات السينما، كما أن تنقله بين السودان، والإمارات، جعله يمزج بين ذاكرتين بصريتين وثقافيتين، وإلى نص الحوار:

- صناعة السينما لم تزدهر في السودان إلا مؤخراً، كيف بدأت رحلة الإخراج بشكل احترافي؟

مرّ ذلك بخطوات. نما حب السينما والانبهار بها في ود مدني، وسط السودان، كانت أطباق استقبال البث الفضائي ممنوعة آنذاك، وكانت مشاهدة فيلم سينمائي إنجازاً، أذكر أنني وقعت في حب المخرج المصري يوسف شاهين، وحين كان الناس يعترضون عليه أثناء مشاهدة أحد أفلامه في جلسات العائلة والأصدقاء، كنت الاستثناء، أحببت أعماله، وطلبت من بعض أفراد أسرتي في الخرطوم إحضار أعماله لي في ود مدني، وحين نال السعفة في مهرجان كان السينمائي عام 1998، بدأت متابعة المخرجين الذين كان ينافسهم شاهين آنذاك، وعلمت وقتها بأنني سأمضي في هذا الطريق، ثم حين عدنا إلى الإمارات، زاد اهتمامي بالسينما، فشاركت في مقاطع غنائية مصورة كممثل إلى جانب الفنانة أحلام الشامسي، ثم كونت فرقة للسينما بعد أن نشرت إعلاناً في المدرسة لهذا الغرض، بعدها بدأت العمل على السينما والمسرح سوياً مع المخرجين محمد أبو العباس، وحكيم جاسم، وناجي الحاي، وخلال 4 سنوات أعددنا 12 فيلماً، كنت منتجاً كما أخرجت نحو 4 أو 5 أعمال منها، وشاركت في الكتابة أيضاً.

- ما هي مفردات البيئة والأمكنة التي جعلت لك رؤية سينمائية خاصة؟

ولدت في الإمارات، ثم عدنا إلى ود مدني في ولاية الجزيرة بالسودان، لأعود ثانية إلى الإمارات، كانت الفنون تشدُّني، كانت لدي ميول لكتابة الشعر والرسم والموسيقى، وفي ود مدني شاركت في حفلات الدورات المدرسية كعازف على البيانو، كما شاركت كممثل في مسرحية "المك نمر"، ثم أتت السينما مثل السحر عندما شاهدت فيلماً هندياً بسينما الزمالك في ود مدني لأول مرة في حياتي، كانت تجربة مذهلة أن أشاهد سقوط الضوء من مكان مجهول على حائط أبيض، والدايّ يقولان إنهما اصطحباني من قبل لمشاهدة فيلم "تاجوج" السوداني في سينما العين بالإمارات.. اجترار الذكريات يراكم المخزون الداخلي، السينما والمسرح وكل التفاصيل، في المسرح مثلاً عملت على مسرحية "فستان زفاف"، أو "زفاف منال" عن جارنا طالب الطب الذي مات في جنوب السودان، وفي مسارح الجامعات اشتغلت على عرض آخر كان مستوحى من القصائد التي تغنى بها الفنان السوداني مصطفى سيد أحمد، لكن السلطات منعت عرضه.. الأساس في نظري هو ذكريات السودان ففيه تشكلت علاقتي بهويتي، وهو ما ظهر جلياً في فيلمي الروائي الأول عن رواية للكاتب حمور زيادة، وبدأت الفيلم بمشهد غير مكتوب في الرواية لمجرى مائي وأبقار نافقة، وهو مشهد ملتصق بذاكرتي منذ الطفولة في ولاية الجزيرة.

- وكيف تراكم مخزون القراءة ليتيح لك انتقاء الأعمال المكتوبة التي حولتها أو ستحولّها إلى أعمال سينمائية؟

كان للاطلاع أثر كبير دون شك؛ فقد كنت قارئاً نهماً حتى انشغلت بشؤون الحياة، فصرت أشتري الكتب لكن لا أقرأ كثيراً، كنت مشغولاً بقراءة الأدب العربي، وأكثر منه بقراءة الأدب اللاتيني، خاصة "الواقعية السحرية" عند جابرييل جارسيا ماركيز وإيزابيل الليندي، وانعكس ذلك على نوعية الأفلام التي أحببتها لاحقاً، مثل أعمال المخرج اليوناني، ثيوأنجلو بولس، وأحببت الشعر أيضاً، لكن لا أحب الشعر القديم، وإنما الحديث و"التفعيلة"، ابتداءً من فدوى طوقان، ثم نزار قباني، ومحمود درويش، وأدونيس؛ هؤلاء شكلوا وجداني شعرياً، كذلك أنا مشدود للتصميم المعماري، خاصة أعمال العراقية زها حديد، إلى جانب التشكيل، كذلك أنا مهووس أيضاً بالتاريخ وحكاياته، تاريخ السودان ومصر وإفريقيا والمنطقة العربية، كل ذلك انعكس على السينما؛ هناك لغة" للحوار بين مهندس الديكور أو الموسيقي في موقع التصوير، لدي فيلم بنيته بالكامل على مقطع لنزار قباني، هو "مقدورك أن تبقى أبداً في بحر الحب بغير رجوع.. وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع"، الفيلم اسمه "قهوة.. برتقال"، وصورته في تونس حين كان عمري 22 سنة.

- لم تدرس السينما بشكل أكاديمي، فكيف استطعت تحقيق النجاح في هذا المجال؟

كنت محظوظاً بالحياة في الإمارات، ومعايشة المهرجانات السينمائية فيها مثل مهرجان أبو ظبي السينمائي، ومهرجان أفلام الإمارات، ولم أغب أبداً عن مهرجان دبي السينمائي طوال 14 عاماً، هذا كله عوضني عن دراسة السينما رغم أنني درست الإخراج التلفزيوني، هذه الفعاليات منحتني فرصة لقاء صناع أفلام جيدة من تونس واليابان وغيرهما، وهو ما كان له أثر كبير في إلمامي بالعمل في بلد لا توجد فيه صناعة سينما كالسودان، وكيف أحصل على تمويل لأعمالي؛ كانت مغامرة بطبيعة الحال، لكنني درست كل ذلك عملياً طيلة 20 عاماً.

- إذن لماذا أعمالك قليلة رغم هذه الخبرات؟

أعمالي لست قليلة، أول فيلم لي كمنتج كان عمري 19 سنة، المفارقة أن الناس عرفوني كمخرج ويتوقعون مني أن أكون مخرجاً فقط، لكنني لست كذلك، فأنا كاتب وممثل أيضاً، ولكن بعد فيلم "ستموت في العشرين"، أدركت أن العمل يحتاج منتجاً واعياً بزوايا مختلفة، وقادراً على التسويق، لهذا قررت دخول مجال الإنتاج؛ وبالفعل أنتجت "وداعاً جوليا"، حولته من فيلم قصير إلى طويل، كان همي أن أدعم مخرجاً مبدعاً مثل محمد كردفاني، هذا الأمر عطّل مشروعي كمخرج، فقررت بعد "وداعاً جوليا" أن أعود إلى السودان لتصوير عمل آخر كمخرج، لكن تلك الفترة شهدت تفشى وباء كورونا ثم الثورة، ثم الحرب، وأنتجت خلال تلك الفترة "المرهقون" وهو فيلم يمني نال جائزة الجمهور في مهرجان برلين السينمائي، وجائزة "أمنستي"، والجائزة الكبرى في نواكشوط، والجائزة الكبرى في شيكاجو، وكنت منتجاً مشاركاً أيضاً في "كباتن الزعتري" عن اللاجئين السوريين في الأردن، وهو عمل مصري - سوري، واختير أبطاله سفراء لكأس العالم لكرة القدم في قطر، ونال جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الجونة في مصر، وحالياً أعمل على إنتاج 3 أعمال سودانية، ووثائقي هندي، ومجموعة أعمال قصيرة عن الحرب والنزوح.

- ما أوجه الشبه والفوارق بين تجربتي الإخراج والإنتاج؟

أحبُّ كليهما، الإنتاج به متعة تكمن في رعاية المشروع وهو مجرد بذرة حتى يصبح شجرة كبيرة، المخرج جزء من هذه المنظومة الأشمل، ولذلك سوف أسلم كل مشروعاتي الإخراجية القادمة إلى منتجين آخرين ليتم "تدليلي" كمخرج، كما أدلل المخرجين حين أقوم بالإنتاج، وهنا أعني المنتج الفني لا المنتج الممول، وبالمناسبة معظم جوائزي حصلت عليها كمخرج، ويكفي أن أقول إن "وداعاً جوليا" كان أول فيلم سوداني يشارك في مهرجان كان.

- لكن في الستينيات شارك "عرس الزين" في المهرجان؟

هذا صحيح، لكنه كان فيلماً سودانياً - كويتياً، وكان الإنتاج والإخراج كويتياً، وبالتالي لم يكن فيلماً سودانياً خالصاً.

- كيف كانت ردود الفعل على السينما السودانية التي جاءت متأخرة جداً؟

من السيء طبعاً أن يجد المرء نفسه يعمل للتو على الفيلم السابع فقط في تاريخ السينما السودانية، ومن السيء أيضاً أن تكون السينما في متأخرة بهذا القدر، هذا أمر غير مريح من ناحية لكن بنظرة متفائلة من الجيد أن يكون لدينا كل هذا القدر من الحكايات والتاريخ "الخام"، وما علينا نحن المخرجين والمنتجين سوى إخراج هذه الحكايات إلى النور، هذا الثراء يجعل لدي 5 أفكار في الوقت نفسه، وأصدقائي يعلمون أنني أغوص في الأفكار، ولا أكون قادراً بسرعة على حسم الأمر، وهو ما يؤجل العمل عاماً أو عامين حتى أختار عملاً ثم يظهر عملٌ أفضل من وجهة نظري بسبب المتغيرات، مثل الحرب، وبالتالي تلاشت أفكار السنوات الماضية وظهرت أفكار جديدة خلال العامين الماضيين، لأن الحكايات لا تنتهي، وأعود إلى سؤالك بأن الدهشة ظهرت في عيون السودانيين وغيرهم بعد مشاهدتهم الأعمال التي أنتجت وأخرجت في السنوات القليلة الماضية، وكتبت عنها مقالات نقدية بلغات مختلفة.

- الجدل محتدم بشأن تحويل الرواية إلى عمل سينمائي، ربما منذ "زوربا"، كيف ترى هذه المعركة؟

أنا "مهووس" بالرواية والشعر منذ زمن بعيد، وقبل بدء العمل في أول فيلم طويل، كنت أعمل على فيلم من تأليفي مقتبس من قصة حقيقية في السودان، لكني عدت لحبي الأول وهو الرواية، وكان لديّ هاجس بتحويل الرواية إلى عمل سينمائي، لكن أيا تكن الانتقادات التي يطرحها عشاق الرواية حين تتحول إلى فيلم، فالأمر يشكل تحدياً في كيفية خلق "عالم سينمائي" من علم روائي، والمشاهدون حتماً لديهم مشكلة، لأن كل واحد يكون أخرج الرواية في ذهنه على طريقته واختار المكان وتفاصيل العمل، وأنا واحد من هؤلاء المشاهدين فلو قررت مثلاً إنتاج رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للطيب صالح، فلن يتوقع الناس كيف سأختار شخصية البطل على مصطفى سعيد.. أنا طوال الوقت أبحث عن روايات جيدة، وأعمل حالياً على معالجة رواية "مسيح دارفور" لعبد العزيز بركة ساكن.

- لماذا لم تعتمد السينما السودانية على التقنيات الحديثة من مؤثرات بصرية وصوتية وغيرها كما نرى في سينما هوليود؟

لا أوافق على هذه الفرضية أبداً، ربما ينطبق الأمر على الدراما وليس السينما، ويمكنك التأكد من فيلمي "وداعاً جوليا" و"ستموت في العشرين" فهما كانا برعاية أهم شركة معدات سينمائية في العالم، لكن أقول إنه لا يوجد في السودان مصورون قادرون على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة للأسف، ولذلك استعنت بمدير تصوير فرنسي في "ستموت في العشرين"، وجنوب إفريقي في "وداعاً جوليا"، ما يعني أن السينما السودانية تواكب هذا التطور التقني وإنتاجها يصلح للعرض على "نتفليكس" و"شاهد" و"أمازون برايم" وفي كل صالات العرض التجارية حول العالم، ولا نُقارَن السينما السودانية بهوليود، لكن يمكن مقارنتها بالسينما الإيطالية والفرنسية، وحتى هوليود نفسها متنوعة في إنتاجها، إذ لا تستخدم المؤثرات في كل الأعمال.

تصنيفاتقصص قد تهمكالأكثر قراءة

الأخبار باختصار

Loading ads...

نستخدم في موقعنا ملف تعريفنستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه