هجوم تدمر يكشف المستور.. وهذا ما يواجهه "الشرع" في الفترة المقبلة

أدى هجوم مسلح في مدينة تدمر وسط سوريا إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين، في حادث يُعدّ اختبارًا أمنيًا وسياسيًا بالغ التعقيد للحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، وفق ما أوردته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
ويأتي الهجوم في وقت تحاول فيه الحكومة السورية المؤقتة إعادة توحيد البلاد وترسيخ مؤسسات الدولة بعد سنوات من الصراع الأهلي الطويل، في ظل تحديات معقدة تمتد من هشاشة البنية الأمنية إلى توترات متكررة مع الميليشيات الكردية في الشمال الشرقي.
مهمة شاقة للشرع
تشير الصحيفة إلى أن الشرع، منذ توليه السلطة قبل نحو عام، يواجه مهمة شاقة تتمثل في بناء جيش موحد، وإطلاق مسار للمصالحة الوطنية، وإعادة ضبط سلطة الدولة على كامل الأراضي السورية، غير أن استمرار أعمال العنف الطائفي والصدامات مع بعض الفصائل المسلحة يعكس هشاشة الوضع الأمني ويجعل جهود الاستقرار محدودة، فيما يترك الهجوم الأخير أثرًا كبيرًا على صورة الحكومة أمام الداخل والخارج.
ويؤكد الهجوم، بحسب التقرير، أن التحدي الأمني لا يزال أحد أبرز العوائق أمام الحكومة الجديدة، ويضع العلاقة بين دمشق وواشنطن أمام اختبار دقيق، خاصة مع وجود نحو ألف جندي أميركي ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في سوريا، وهو ما يزيد من تعقيد أي خطوات سياسية أو عسكرية مستقبلية.
ونقلت الصحيفة عن محلل شؤون مكافحة الإرهاب في مجموعة صوفان، كولين كلارك، قوله إن الهجوم قد يدفع الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في سرعة سحب القوات الأميركية، محذرًا من أن أي انسحاب متسرع قد يخدم مصالح تنظيم الدولة الذي يسعى لاستعادة نفوذه وتوسيع نشاطه في مناطق لا تزال خارج السيطرة الكاملة للحكومة السورية.
كما أعاد الهجوم إلى الواجهة التوترات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الحليف الرئيس للولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة، ورغم توقيع اتفاقيات مبدئية لدمج “قسد” في مؤسسات الدولة، إلا أن تنفيذها لا يزال متعثّرًا، وسط تبادل اتهامات بشأن النوايا الحقيقية لكل طرف، فيما تتهم دمشق “قسد” باستخدام ملف مكافحة الإرهاب لتعزيز سيطرتها على مناطق استراتيجية وموارد نفطية.
اختبار بناء الاستقرار
على الصعيد الدولي، يرى التقرير أن الحادث يمثل اختبارًا لصورة الرئيس الشرع كزعيم يسعى لتقديم نفسه شريكًا موثوقًا في مكافحة الإرهاب وبناء الاستقرار، مشيرًا إلى أنه عمل منذ توليه السلطة على تحسين علاقاته الخارجية، بما في ذلك مع الولايات المتحدة والدول العربية المجاورة، وانضم مؤخرًا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، غير أن استمرار الهجمات يهدد بتقويض هذا المسار وإضعاف مصداقية الحكومة أمام المجتمع الدولي.
ويشير محللون إلى أن الرئيس الشرع سيواجه في الأيام المقبلة ضغوطًا أمنية وسياسية واقتصادية متزايدة، إلى جانب احتمال تداعيات من واشنطن، بينما يحقق البنتاغون في الحادث ويتعهد الرئيس الأميركي بالرد.
ومع ذلك، نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري أميركي، لم يُكشف عن هويته، أنه من غير المرجح أن تشن الولايات المتحدة حملة عسكرية واسعة داخل سوريا، مؤكدًا على أهمية اتباع نهج حذر لتجنب زعزعة الوضع السياسي الهش للحكومة السورية الجديدة.
يذكر أن رئيس الإدارة السورية الحالية، أحمد الشرع بعث برقية تعزية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في ضحايا كمين الهجوم قرب مدينة تدمر، حيث قالت الرئاسة السورية في بيان، مساء الأحد: “بعث رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع برقية تعزية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب فيها عن أحرّ التعازي والمواساة إثر الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة عدد من الجنود الأميركيين في ريف حمص الليلة الماضية”، طبقا لما أوردت وكالة الأنباء السورية “سانا”.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


