لا يزال الخلاف محتدما بين داعمي الرئيس التونسي قيس سعيّد الذين يرونه عنوانا للاستقرار والاستقلال الوطني وبين معارضيه الذين يرونه انقلابيا أحال بلاده سجنا ووضعها في مهب المجهول.فبعد 15 عاما من الثورة على الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، تشير التقارير الدولية إلى دخول تونس نفقا مظلما على صعيد السياسة والاقتصاد والحريات بعدما أطاح سعيد بالدستور والحكومة والبرلمان وأصبح صاحب الكلمة الوحيدة في كل شيء.وقد أعرب البرلمان الأوروبي مؤخرا عن قلقه الشديد من وضع الحريات في تونس ودعا الحكومات الأوروبية لمراجعة مواقفها مع سعيد بما يتماشى مع مقتضيات حقوق الإنسان.اقرأ أيضا list of 2 itemsend of listأفضل عصور تونسغير أن هناك من يرون هذه الأحاديث كلها جزءا من مؤامرة تستهدف الرئيس الذي أعاد لتونس استقرارها السياسي والأمني والاجتماعي وقضى على "العشرية السوداء" التي تلت هروب بن علي.ومن بين القائلين بهذا الرأي الناشط السياسي محمد الهنتاتي، الذي يقول إن تونس اليوم "تعيش أفضل مراحل تاريخها المعاصر، رغم كل التحديات التي تواجه العديد من دول العالم".فحسب ما قاله الهنتاتي في حلقة 2025/12/23 من برنامج "الاتجاه المعاكس"، لم تعد هناك فوضى خلاقة في تونس كما كان الوضع فيما يصفها بالعشرية السوداء، وهناك أيضا انتخابات نزيهة وجهود حكومية لمحاربة غلاء الأسعار، ومحاربة الاحتكار، وتعزيز القدرة الشرائية للمواطن التونسي.رئيس انقلابي فاشلبيد أن الناشط السياسي إلياس الشواشي، يرى أن الهنتاتي "يتحدث عن تونس أخرى غير التي يعرفها التونسيون، إذ لم تتجاوز نسبة النمو 1% خلال عهد سعيد، الذي لا يملك أي شرعية سياسية لأنه انقلب على الدستور سنة 2021″، وفق تعبيره.فسعيد، كما يقول الشواشي "لم يقدم مشروعا اقتصاديا أو اجتماعيا، وزادت نسب الفقر والبطالة في عهده بشكل مستمر خصوصا بين أصحاب الشهادات العليا".وجادل الهنتاتي بقوله إن قيس سعيد رئيس منتخب، وإن مظاهرات تعكس جموع التونسيين نزلت لإعلان دعمه في 17 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وهو ما رد عليه الشواشي بقوله إن نسبة التصويت في الانتخابات "لم تتجاوز 7%، وإنها دُلست برعاية لجنة عيّنها الرئيس نفسه".كما اتهم الشواشي الرئيس التونسي بأنه "استدان من دول مجاورة لكي يدفع للفقراء الذين يحشدونهم للتظاهر دعما له"، كما يقول الشواشي.سجن كبيرووصف المتحدث الذي يعيش في باريس، وهو محكوم بالسجن في قضايا تتعلق بمواقفه من سعيد، تونس بأنها تحولت إلى سجن كبير، مشيرا إلى تحريك 32 قضية "تآمر" على الدولة لإسكات كل معارضي الرئيس الذي زج بـ11 ألف سجين سياسي في السجون منهم 279 سجين رأي.ورفض الناشط السياسي محمد الهنتاتي هذا الحديث جملة وتفصيلا، واتهم الشواشي بالعمالة لصالح فرنسا، قائلا إن تونس "ليس بها سجين رأي واحد"، وإن كل المحبوسين مدانون بأعمال يعتبرها القانون جرائم تستحق العقوبة.بل إنه وصف كلام الشواشي عن قمع الحريات في عهد سعيد بأنه "إهانة لتونس ولذاكرة التونسيين الذين يتذكرون كيف كان يتم اعتقال الناس وسجنهم خلال العشرية السوداء بسبب منشور على مواقع التواصل، في حين أن الجميع يعبر عن رأيه اليوم دون خوف ودون محاسبة".وأبدى الشواشي استغرابه من حديث الهنتاتي واتهامه لزعيم حزب حركة النهضة راشد الغنوشي بالفساد المالي والإداري، قائلا "الهنتاتي كان عضوا في النهضة خلال تلك العشرية، بينما أنا كنت معارضا لهذه الفترة سياسيا".ولم ينكر الشواشي أن الحكومات التي تولت بعد رحيل بن علي "كانت كلها فاسدة وفاشلة وتعمل لمصالحها الشخصية"، لكنه قال إن هذه الحكومات حافظت على الحريات وعلى الانتخابات الحرة "التي وصلت بقيس سعيد لقصر قرطاج".أما الحديث عن الاستقرار الأمني الحالي -كما يقول الشواشي- فهو "طبيعي في أي دولة بوليسية قمعية لا تسمح بأي معارضة، وهو أمر لا تحمد عواقبه".Published On 24/12/2025|آخر تحديث: 01:53 (توقيت مكة)
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً

ما مستقبل منطقتنا بعد إستراتيجية أميركا الجديدة؟
منذ ثانية واحدة




