"القيادة المركزية الأميركية": دمج "قسد" في الجيش السوري يعزز الوضع الأمني

أكّد قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم)، الأدميرال براد كوبر، أن الإدماج الناجح لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن “الجيش السوري الجديد” من شأنه تعزيز البيئة الأمنية.

وفي مؤتمر مخصص لمناقشة “تقييم السياسة الأميركية تجاه سوريا بعد سقوط الأسد”، اليوم الأربعاء، بيّن كوبر أن الولايات المتحدة تنسق بشكل متزايد مع الحكومة السورية الانتقالية في جهود مشتركة لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، مشددا على وجود مصالح أمنية مشتركة للحفاظ على استقرار المنطقة.

دمج “قسد” يؤمن استقرار سوريا

وأشار قائد “سنتكوم”، وفق ما نقله وسائل الإعلام، إلى أنه “في العاشر من آذار/مارس، اتفق الطرفان (قسد ودمشق) على مسألة الاندماج. ومع استمرار المناقشات حول الاندماج بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، فإننا على أتم الاستعداد لتقديم الدعم”.

زيارة الأدميرال براد كوبر برفقة توماس براك إلى دمشق- “الرئاسة السورية”

وتابع: “مشورتنا ودعمنا للشركاء السوريين أديا إلى إضعاف قدرات تنظيم الدولة بشكل كبير”، مردفا أن واشنطن تعمل على تعزيز التعاون مع الحكومة الانتقالية بدمشق في ملفات مكافحة الإرهاب وحماية الحدود، وهذا الأمر سيتطلب التعاون الدولي.

وشدد كوبر على أن المرحلة الحالية تتطلب تنسيقا أكبر مع دمشق لمنع أي عودة للتنظيم، وبأن القضاء على التنظيم الإرهابي يؤدي إلى إعادة الاستقرار إلى السوريين.

وأكد كوبر أن القوات الأميركية قدمت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي المشورة والدعم لأكثر من 20 عملية ضد “داعش” بالتعاون مع السلطات السورية الانتقالية.

ورغم تراجع قدرات التنظيم بعد سنوات من الحرب التي امتدت 14 عاما، إلا أن “داعش” لا يزال نشطا عبر خلايا نائمة في مناطق البادية، ومناطق شمال وشرق سوريا، حيث نفذ هجمات متفرقة استهدفت قوات “قسد” ونقاطا عسكرية وعمليات اغتيال.

مسار التفاوضات بين “قسد” ودمشق

في العاشر من آذار/مارس 2025، وقّع رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع وقائد قوات “قسد” الجنرال مظلوم عبدي اتفاقا يقضي بدمج “قسد” ومؤسسات “الإدارة الذاتية” في مؤسسات الدولة السورية.

ونصّ الاتفاق على تأمين الحقوق الدستورية للأكراد وبقية المكونات، وضمان تمثيلهم في مؤسسات الدولة بغض النظر عن العرق أو الطائفة أو الدين.

إلا أن عملية تنفيذ الاتفاقية ما تزال متعثرة، حيث لا يزال هناك خلاف حاد على صيغة الدمج العسكري والسياسي، فقوات “قسد” تريد الحفاظ على هيكليتها جزئيا، بينما الحكومة الانتقالية تصر على تفكيك “قسد” وانضمامها كأفراد داخل “الجيش السوري الجديد”.

لقاء مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب جو كينت مع قائد “قسد” الجنرال مظلوم عبدي وروهلات عفرين قائدة “وحدات حماية المرأة” (YPJ)- “منصة إكس حساب كينت”

كما ترفض الحكومة الجديدة في دمشق، كما هو الحال مع النظام الأسدي السابق، الاعتراف بأي صيغة لـ”الحكم الذاتي” أو الإدارة السياسية المستقلة للمناطق التي تسيطر عليها “قسد”، وتصر على حل أمني وإداري يضمن عودة مؤسسات الدولة شديدة المركزية، وهو ما ترفضه “قسد”.

وتزايدت مطالب “قسد” باللامركزية والانضمام ككتلة داخل “الجيش السوري” بعد وقوع مجازر بحق العلويين في الساحل السوري خلال آذار/مارس الماضي، وتاليا بحق الدروز منتصف تموز/يوليو الماضي على يد قوات وميليشيات متطرفة تابعة للحكومة الانتقالية بدمشق، وهو ما عمّق الشرخ وقلل الثقة بالحكومة الانتقالية.

كما أن رغبة الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع في التفرّد بالحكم بسوريا تزيد من إصرار “قسد” والعلويين والدروز على مطلب “اللامركزية أو الفيدرالية”، وهو مطلب يطالب به سكان الأكراد والعلويين والدروز، لا سيما في ظل استمرار الانتهاكات بحق الأقليات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.