أرباح تفوق التقديرات.. «بلاك بيري» تحصد ثمار التحوّل إلى البرمجيات

شهدت شركة بلاك بيري تحولات لافتة خلال السنوات الأخيرة، مكّنتها من تعزيز موقعها في سوق البرمجيات والخدمات، لا سيما في مجال الأمن السيبراني، بعد تخليها التدريجي عن نشاطها التقليدي في تصنيع الأجهزة.
هذا التحول الإستراتيجي بات يؤتي ثماره بوضوح مع إعلان الشركة رفع الحد الأدنى لتوقعاتها لإيرادات السنة المالية 2026. في دلالة مباشرة على قوة الطلب على حلول الأمن السيبراني في بلاك بيري وسط بيئة رقمية تتسم بتعقيد متزايد.
ويأتي هذا التطور في وقت تتسارع به وتيرة الهجمات الإلكترونية، مدفوعةً بالتوسع في استخدام التقنيات الرقمية والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي. الأمر الذي دفع الشركات والمؤسسات حول العالم إلى زيادة إنفاقها على حماية بنيتها التحتية الرقمية.
تعزيز مكانة «بلاك بيري»
ووفقًا لما أوردته “رويترز” فإن هذا السياق العالمي المليء بالمخاطر السيبرانية أسهم بشكلٍ متزايد في تعزيز مكانة بلاك بيري كشركة متخصصة في تقديم حلول أمنية متقدمة. قادرة على مواكبة التحديات المستجدة.
وعلى هذا الأساس أعلنت بلاك بيري أنها باتت تتوقع تحقيق إيرادات سنوية تتراوح بين 531 و541 مليون دولار خلال السنة المالية 2026. مقارنة بتوقعاتها السابقة التي كانت تشير إلى نطاق يتراوح بين 519 و541 مليون دولار.
نتائج مالية تفوق التوقعات
علاوة على ذلك أظهرت النتائج الفصلية الأخيرة أداءً أفضل من تقديرات الأسواق. ما عزز ثقة المستثمرين في المسار الذي تسلكه الشركة. إذ سجلت بلاك بيري إيرادات بلغت 141.8 مليون دولار خلال الربع الثالث المنتهي في 30 نوفمبر.
وتجاوزت بذلك متوسط توقعات المحللين التي بلغت 137.4 مليون دولار، بحسب البيانات التي جمعتها مؤسسة LSEG.
ويعكس هذا التفوق قدرة الشركة على الاستفادة من الطلب المتزايد على حلول الحماية الرقمية. في وقت تسعى فيه المؤسسات إلى تحصين أنظمتها ضد اختراقات أكثر تعقيدًا وذكاءً.
كما يشير إلى نجاح إستراتيجية بلاك بيري في التركيز على البرمجيات عالية القيمة بدلًا من الاعتماد على أسواق الأجهزة شديدة التنافسية. ومن هنا يبرز الأمن السيبراني في بلاك بيري كعامل رئيس لتحسين الأداء المالي وتعزيز الاستقرار طويل الأمد.
وفي السياق ذاته لا يقتصر نجاح الشركة على قطاع واحد، بل يمتد ليشمل عدة وحدات أعمال. ما يمنحها تنوعًا في مصادر الإيرادات وقدرة أكبر على مواجهة تقلبات السوق.
هذا التنوع يعد عنصرًا محوريًا في إستراتيجية بلاك بيري. إذ يتيح لها الاستفادة من الفرص المتاحة في أكثر من مجال تقني، مع استمرار التركيز الواضح على الابتكار الأمني.
توسع «QNX» ودوره في مستقبل الشركة
وإلى جانب حلول الأمن السيبراني، واصلت وحدة QNX، التابعة لبلاك بيري، والمتخصصة في تطوير البرمجيات المدمجة لأنظمة السيارات، توسيع نطاق حضورها العالمي.
وأكدت الشركة أن أكثر من 275 مليون مركبة حول العالم باتت تستخدم تقنيات QNX. ما يعكس الانتشار الواسع لهذه البرمجيات في قطاع السيارات الذكية والمتصلة.
وسجلت إيرادات قطاع QNX خلال الربع المعلن عنه نموًا بنسبة 10%، لتصل إلى 68.7 مليون دولار. وهو ما يدل على تزايد اعتماد شركات صناعة السيارات على حلول برمجية موثوقة وآمنة.
يعزز ذلك الأداء التكامل بين قطاع السيارات وقطاع الأمن السيبراني في بلاك بيري. لا سيما مع تصاعد المخاوف المرتبطة بأمن المركبات المتصلة والأنظمة الذاتية.
وبالنظر إلى المستقبل القريب تتوقع بلاك بيري تحقيق إيرادات تتراوح بين 138 و148 مليون دولار خلال الربع الأخير. وهو ما يتماشى متوسطه مع تقديرات السوق البالغة 143.4 مليون دولار.
وتعكس هذه التوقعات استمرار الزخم الإيجابي، مدعومًا بالطلب المتزايد على الحلول الأمنية والبرمجيات المتقدمة.
وفي النهاية يمكن القول إن بلاك بيري نجحت في إعادة تعريف هويتها كشركة تكنولوجية متخصصة في البرمجيات والأمن السيبراني. مستفيدةً من التحولات العميقة في المشهد الرقمي العالمي.
ومع استمرار تصاعد التهديدات الإلكترونية وتنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يبدو أن الأمن السيبراني في بلاك بيري سيظل محركًا رئيسًا للنمو. وعنصرًا حاسمًا في ترسيخ مكانة الشركة ضمن قطاع التكنولوجيا العالمي.
الرابط المختصر :
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه





