بين الغياب والتأخير.. تعطل تطبيق "حضوري" يثير جدلًا في السعودية

شهدت مدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية ارتباكًا واسعًا في ساعة انطلاق الدوام على نطاق واسع، بسبب تعطل نظام "حضوري" الإلكتروني الخاص بإثبات الحضور والانصراف.
و"حضوري"، يعد اسمًا مهيبًا ومقلقًا حقيقة لأي موظف، وهو تطبيق إلزامي في جميع إدارات التعليم بالمملكة.
وعلى الرغم من نجاح التجربة الأولية للنظام مع مطلع العام الدراسي الحالي في بعض الإدارات، فوجئ المعلمون والمعلمات بعدم قدرتهم على الدخول إلى التطبيق، وظهور رسائل خطأ متكررة من قبيل: "حدث خطأ ما"، و"الرجاء الانتظار".
ونتيجة لذلك، اضطرت إدارات المدارس للعودة مؤقتًا إلى التحضير الورقي التقليدي لحين معالجة الخلل.
وتعطُّل "حضوري" في أول أيام التطبيق الإلزامي أثار مخاوف جدية لدى المعلمين والمعلمات من ضعف قدرة النظام على تحمل الضغط الكبير الناتج عن أعداد الكوادر التعليمية والإدارية في المدارس.
ولم يتوقف جدل "حضوري" عند حدود العطل الفني، بل امتد ليشمل طبيعة ساعات الدوام التي يفرضها النظام الجديد. إذ يلزم التطبيق المعلمين بالبقاء سبع ساعات يوميًا داخل المدرسة حتى بعد انصراف الطلاب.
وقد أعرب عدد من المعلمين عن استيائهم من بقاء المعلم في المدرسة الواحدة والنصف ظهرًا، بينما يغادر طلاب الابتدائية ورياض الأطفال عند الثانية عشرة ظهرًا، وينصرف طلاب المتوسطة أحيانًا في التوقيت نفسه.
وأكد الكثير من المعلمين أن طبيعة عملهم مرتبطة بوجود الطلاب داخل الصفوف، وأن مهنة التعليم تختلف جذريًا عن الوظائف المكتبية، بدءًا من ساعات الحضور وحتى طبيعة الإجازات المرتبطة بانتهاء العام الدراسي.
وكانت توضيحات وزارة التعليم في المملكة واضحة وحازمة، فالنظام الجديد يحدد ساعات الدوام الرسمي بسبع ساعات متصلة، تبدأ من السادسة والربع صباحًا، حتى الواحدة والربع ظهرًا، على أن يسجل المعلم متأخرًا عن الدوام إذا حضر بعد الساعة (06:45 بالتوقيت المحلي).
وأكدت الوزارة أن النظام يقوم بتجميع دقائق التأخير، ليتم حسم يوم كامل من راتب المعلم عند بلوغ التأخير سبع ساعات.
وبالتأكيد، انتقل جدل تطبيق "حضوري" إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان أغلب المعلقين من المعلمين، الذين أكدوا أن التحدي الأكبر هو التوفيق بين متطلبات النظام وواقع عمل المعلمين داخل المدارس.
وكتب صالح البشيري على منصة إكس: "ما حصل في بداية اليوم الأحد من تعثر الدخول لبرنامج حضوري للمعلمين أثبت أن المعلم لا ينتظر منصة لتحدد إخلاصه، ولا نظام ليسجل عطاءه، فهو حاضر بروحه قبل اسمه، وموجود بضميره قبل أن يسجل حضوره".
وأضاف البشيري: "المعلم الحقيقي يعلم لأن التعليم رسالة، ولأن الأمانة لا تحتاج إلى كود تحقق، ولا بصمة بل إلى ضمير حي".
أما معد دفتردار فأعرب عن استغرابه في تغريدة على إكس، قائلًا: "ما أعرف ليه البعض متحسسين من موضوع حضوري، معظم الوظائف صارت عندها بصمة حضور وانصراف، شي طبيعي جدًا".
فيما تطرق حساب يحمل اسم "روح" عبر إكس أيضًا، إلى أن "المشكلة أساسًا أننا حاضرين فيه ومن غيره، لكن إلزامنا بالجلوس بعد انصراف الطلاب لا أعلم له فائدة ولا مغزى".
وأضافت: "نحن المعلمون عملنا لا ينتهي بنهاية اليوم الدراسي، فنحن نحمل أعمالنا إلى منازلنا من تصحيح، وتوثيق، وتحضير، وطباعة".
وأكد ناصر الحازمي ذلك بما كتبه على إكس: "صدقوني، أنا معلم والمعلمين هو الموظف الأول والحريص على حضوره في المدرسة والحصص الدراسية، والإشراف بدون تتبع أو تطبيق، هو يؤدي أمانته بكل صدق، فلا أعلم سر هذا التطبيق في حضوره وانصرافه، وبالأخير حضر المعلم وغاب التطبيق".
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه