اقتصاد «سندات باوي».. أغاني المشاهير تثير شهية وول ستريت
تشهد الأسواق المالية تحولاً لافتاً مع دخول "سندات باوي"، وهي أدوات دين مدعومة بحقوق ملكية الموسيقى،تشق طريقها إلى وول ستريت.
يأتي ذلك في ظل سعي المستثمرين إلى عوائد بديلة وسط انخفاض العوائد التقليدية.ووفقا لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز قد ارتفع حجم هذا النوع من التوريق الموسيقي بشكل ملحوظ، حيث جرى إصدار سندات مدعومة بحقوق إتاوة موسيقية بقيمة 4.4 مليار دولار منذ بداية عام 2025، مقارنة بـ 3.3 مليار دولار في العام السابق، و300 مليون فقط في عام 2021.تايلور سويفت.. قوة ناعمة عابرة للقارات تعادل اقتصاد 50 دولةالتسميةتعود التسمية إلى الفنان الراحل ديفيد باوي، الذي ابتكر النموذج الأول من هذا النوع في عام 1997، حين جمع 55 مليون دولار مقابل التنازل عن إيرادات مستقبله الموسيقي لفترة محددة. واليوم، باتت شركات استثمارية كبرى مثل "بلاكستون" و"كارلايل"، بالإضافة إلى صناديق معاشات تقاعدية مثل صندوق ولاية ميشيغان، تتجه إلى توريق كتالوجات موسيقية لفنانين عالميين مثل جاستن بيبر وليدي غاغا والبيتلز. ويعني ذلك أن شركات استثمارية كبيرة تشتري حقوق أرباح الأغاني لفنانين مشهورين وتحوّل هذه الحقوق إلى أدوات مالية يمكن الاستثمار فيها (وهذا ما يُعرف بالتوريق).ويُعزى هذا النمو إلى التوجه العام في الأسواق نحو استثمار رأس المال في أصول بديلة، بعدما تراجعت عوائد أدوات الدخل الثابت التقليدية، وارتفعت شهية المستثمرين للمخاطرة المدروسة.وأكد أحد كبار المستثمرين في القطاع أن "الطلب يتزايد على هذه الأصول، في ظل وفرة السيولة المالية عالمياً، وهو ما يدفع الكثيرين للبحث عن قنوات استثمارية جديدة تحقق عوائد ثابتة ومجزية".وقد بدأت وكالات التصنيف الائتماني الكبرى، مثل Moody’s وFitch وS&P، في منح تصنيفات منتظمة لهذه السندات، ما ساهم في تعزيز ثقة المستثمرين بها. وفي هذا السياق، قال بوب فالنتين، الرئيس التنفيذي لشركة Concord الموسيقية، إن السوق تطورت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأربع الماضية، مضيفاً: "في 2022، حصلنا على أول تصنيف ائتماني من جهة واحدة فقط، واليوم نحظى باهتمام أوسع بكثير من المستثمرين".أبرز اللاعبينوتُعد شركة Concord، المملوكة بشكل رئيسي لصندوق تقاعد ولاية ميشيغان، من أبرز اللاعبين في هذا المجال، وقد طرحت أول صفقة توريق كبيرة عام 2022 بقيمة 1.8 مليار دولار، مدعومة بأغنيات لفنانين مثل Pink Floyd وCyndi Lauper.وفي ظل استمرار الضغوط على عوائد أدوات الاستثمار التقليدية، اتجهت شركات كبرى مثل Apollo وKKR وBlackstone إلى توسيع استثماراتها في أصول بديلة، بما في ذلك الألياف البصرية، وحدات معالجة الرسوميات (GPU) الخاصة بمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وحقوق الموسيقى.ويُنظر إلى السندات الموسيقية على أنها توفر عوائد ثابتة ومخاطر منخفضة نسبياً، مقارنة بسندات الشركات ذات التصنيفات المشابهة. فعلى سبيل المثال، تم تسعير إصدار بقيمة 372 مليون دولار لشركة Recognition Music في أغسطس/آب بعائد يبلغ 5.6%، وهو أعلى بنقطة مئوية تقريباً من نظيره في سوق السندات التقليدية.ويرى المحللون أن هذا النوع من التوريق قد يكون مستقبل التمويل البديل، خصوصاً مع ثبات الإيرادات الناتجة عن حقوق النشر الموسيقية، وتزايد الحماية القانونية لها منذ مطلع الألفية، ما يجعلها أشبه بالأصول ذات التدفق النقدي المنتظم. aXA6IDY1LjEwOS42MC4yMzIg جزيرة ام اند امز
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه