6 أيلول يومٌ فاصل في إيران بين الطغاة والمناضلين
محمد الموسوي
المعركة بين الطغاة والمستضعفين مسيرة حتمية لا نهاية لها إلا بسقوط الطغاة ونصر المستضعفين ولا شيء غير ذلك كما حدث في إيران لدكتاتورية الشاه التي لم يكن يتخيل أحدا ذاك السقوط والانهيار المدوي لها على يد الشعب في ثورة فبراير شباط الوطنية عام 1979؛ وهو ما سيحدث لدكتاتورية الملالي أيضا وربما يكون ذلك قريبا في حال تخلى الغرب عن دعمهم المتواصل لملالي إيران ومخططهم في المنطقة.
في السادس من أيلول من كل عام يحتفل المناضلين الوطنيين الإيرانيين بالذكرى السنوية لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل إيران من قبل وحدات المقاومة التابعة للمنظمة وأنصار المنظمة وأبناء وذوي شهدائها وسجنائها، ويقام حفل إحياء سنوي لهذه المناسبة في مدينة أشرف 3 في ألبانيا كما كان الحال في أشرف1 وأشرف 2 في العراق.. كذلك يحييها أنصار المنظمة في الخارج على طريقتها الخاصة ووفق ما يتطلبه الحدث كما سيحدث في السادس من أيلول 2025.
في السادس من أيلول المقبل سيحتفل المستضعفين بالذكرى السنوية لنهضتهم بتأسيس منظمتهم الثورية التي مات الشاه ونظامه وزالا من الوجود ولم يتمكنا من القضاء عليها، واليوم قد مضى أكثر من أربعة عقود ونصف على مقارعتهم لنظام الملالي وطغيانهم وها هم الملالي وزمرهم داخل إيران وخارج يتهاوون محتضرين رغم الدعم السري الذي يحظون به من تيار المهادنة والاسترضاء الغربي بينما يحاصر هذا التيار نفسه المقاومة الإيرانية ومنظمتها المحورية منظمة مجاهدي خلق منذ عقود حتى وصل اليوم هذا التيار إلى نتيجة مفادها أن النظام لا شرعية له وأنه زائل لا محالة وأنه لابد من بديل للملالي يستمر كجندي يخدم مصالحهم ووفقاً لهذا السياق لا ضير إن تم تبييض الوجه العنصري والسيرة الكريهة لـ عائلة الشاه المخلوع من خلال طرح نجل الشاه كبديل للملالي على الرغم من إدراك هذا التيار والعالم أن هناك بديل ديمقراطي وحيد يمثل الشرعية الوطنية والأغلبية العظمى من أبناء الشعب الإيراني، ولا غرابة في ذلك فهذا دأب تيار المهادنة والاسترضاء الغربي الذي فرض الشاهنشاهية على الشعب الإيراني من خلال القوى الاستعمارية المتسلطة على المنطقة وحماها لتستمر لعقود أهلكت إيران والمنطقة.. ثم عاد ففرض نظام الملالي ليكون الخليفة الأنسب للشاه ولا زال على هذا النحو يخشى القوى الوطنية والتحول السياسي الوطني في إيران.. وشتان ما بين ديمقراطية تصنعها الشعوب من خلال قواها الوطنية وديمقراطية يفرضها الغرب من خلال جنود لهم تحت مسميات عديدة كما فعلوا في العراق على سبيل المثال.
نظام الملالي ومعركة الـ 45 عام.. معركة قاربت على نهاية فصلها الأخير
مسيرتان سياسيتان.. الأولى مسيرة نضالية لمناضلين وقفوا في وجه الجلاد فقتلهم ونكل بهم وهدد وجودهم وهذا ما حدث مع القوى الوطنية الإيرانية وفي صدارتهم منظمة مجاهدي خلق، والثانية لفئة كانت تصف الجلاد في مرحلة ما بـ "ولي النعم" فلما استبدلهم الغرب مكان الجلاد الأول تستروا بعباءة الدين وطغوا أكثر منه وكانوا أشد كذبا وظلما وادعاء وهؤلاء هم ملالي إيران وجنودهم.
لم يكن الشعب الإيراني بمفرده ضحية لنظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران بل كانت كافة شعوب ودول المنطقة ولا يخفى على أحدٍ ما حدث للعراق وسوريا ولبنان وفلسطين واليمن على يد الملالي وصنائعهم.. كما يتحمل الملالي مسؤولية ما جرى من فتنة في فلسطين والعراق، ودمار وفتنة في اليمن وسوريا، وإبادة وتدمير وتشريد وتجويع في غزة، ورغم حرب الـ12 يوما الماضية لم يطلق نظام الملالي طلقة واحدة لأجل غزة، ولم يحرك ساكناً لمسرحية ملايين المتطوعين الهزلية من أجل غزة المنكوبة التي وفر الأسباب للطغاة والمارقين أمثالهم لتدميرها ومحوها من الوجود.
اليوم تتعالى صرخات الاستغاثة داخل أركان نظام ولاية الفقيه خشية تنفيذ آلية الزناد ضدهم.. ويعترف قادة هذا النظام بالانهيار التام في جميع مفاصل الدولة، وبسبب إنعدام شرعية هذا النظام لم يتمكن من إخراج حتى المنتفعين من امتيازات حكمه ليسيروا في مسيرات مؤيدة له؛ في حين يحتفل أنصار منظمة مجاهدي خلق في الداخل والخارج بالذكرى الـ 60 لتأسيس المنظمة وسيخرج عشرات الآلاف من أنصارها في مسيرات تحيي هذه الذكرى وترفع مطالب الشعب الإيراني أمام المجتمع الدولي.. فهل سيصدق المجتمع الدولي يوما مع شعاراته وادعاءاته.. ام سيبقى على حاله ليتفاجئ بسياسة الأمر الواقع يفرضها الشعب الإيراني على النظام العالمي.
د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه