موقع روسي: هل تستطيع هولندا وجزرها النأي عن الصراع في الكاريبي؟

Published On 24/12/2025|آخر تحديث: 22:26 (توقيت مكة)نشر موقع "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات" تقريرا يفيد بأن هولندا وجزرها في جنوب البحر الكاريبي، وتحديدا جزر كوراساو وأروبا وبونير، تجد نفسها في قلب عاصفة جيوسياسية تتجاوز حجمها الجغرافي بكثير.وقال الموقع إنه ومع تصاعد حدة المواجهة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، يبرز تساؤل جوهري حول قدرة هذه الأطراف على النأي بنفسها عن الصراع في الكاريبي.وأوضح أنه من الناحية الواقعية، يبدو أن خيار الحياد الذي تطمح إليه هذه الجزر يواجه تحديات بنيوية وسياسية تجعل من الصعب بمكان البقاء بمنأى عن التداعيات.العقبة الكبرىوأورد الموقع أن العقبة الكبرى تكمن في التداخل العضوي بين المصالح الهولندية والأميركية، فبموجب التحالف العسكري والسياسي القديم بين أمستردام وواشنطن، تدار الشؤون الدفاعية والخارجية لهذه الجزر من العاصمة الهولندية، مما يسلب السلطات المحلية في هذه الجزر قدرتها على اتخاذ قرارات سيادية مستقلة.فوجود قاعدة جوية أميركية في كوراساو منذ أكثر من 4 عقود، واستخدامها المكثف حاليا لإقلاع طائرات الاستطلاع ومراقبة السواحل الفنزويلية، يحول الجزيرة قسرا، وفقا لتحليل الموقع، إلى منطلق للعمليات الأميركية، مما ينسف عمليا مفهوم الحياد الذي ينادي به رئيس الوزراء المحلي غيلمار بيتساس.كذلك تبرز المعضلة الاقتصادية كعامل جذب للصراع؛ فمصافي النفط ومنشآت التخزين في كوراساو وأروبا، والتي كانت تاريخيا استثمارات أميركية، تخضع حاليا لسيطرة شركة النفط الوطنية الفنزويلية عبر اتفاقيات قانونية ومالية، إذ تهدف واشنطن من خلال ضغوطها وحصارها البحري إلى انتزاع هذه المنشآت الحيوية من يد كراكاس وإعادتها للسيطرة الأميركية.
موقع المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات: قدرة هولندا وكوراساو على النأي عن الصراع تبدو محدودة للغاية
غنيمةلذلك، يقول المركز الروسي إن هذا الصراع على البنية التحتية النفطية يجعل الجزر الهولندية "غنيمة" في نظر البيت الأبيض، مما يصعب عملية تحييدها. إعلان وأضاف الموقع أن المواقف الدبلوماسية الأخيرة لهولندا، وبريطانيا وفرنسا، تعكس نوعا من القلق من الاندفاع الأميركي؛ حيث قامت هذه الدول بتقييد تبادل المعلومات الاستخباراتية مع واشنطن في المنطقة الكاريبية.ويرى المركز أن هذا التحرك يشير إلى رغبة هولندية واضحة في تأجيل أو تجنب التدخل العسكري المباشر الذي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية على حدود جزرها.ومع ذلك، يقول المركز، إن هذا "التمنع" الهولندي يظل رهينا لمدى قوة الضغط الأميركي، خاصة في ظل عقيدة القرن الحادي والعشرين التي تنتهجها واشنطن لاستعادة نفوذها الكامل في نصف الكرة الغربي.وقود لأي مواجهة مقبلةويضيف أن قدرة هولندا وكوراساو على النأي عن الصراع تبدو محدودة للغاية، فرغم محاولات التهدئة عبر "مجموعات الصداقة" والتمسك بالاتفاقيات التجارية مع فنزويلا، فإن الموقع الإستراتيجي للجزر (التي تبعد نحو 80 كيلومترا فقط عن الساحل الفنزويلي) والاعتماد الدفاعي على الولايات المتحدة، يجعلها وقودا محتملا لأي مواجهة مقبلة.وختم بأن الرسائل التي يبعث بها القادة المحليون لشعوبهم بضرورة الهدوء وعدم الذعر، تعكس في طياتها إدراكا عميقا بأن قرار الحرب والسلم ليس بيدهم، وأن الجزر قد تجد نفسها قاعدة انطلاق لغزو محتمل، مما سيجعلها هدفا مباشرا لأي رد فعل انتقامي من كراكاس، وهو ما يضع مفهوم الحياد الهولندي تحت اختبار قاس قد لا يصمد طويلا.
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
اقرأ أيضاً




